شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الرابطة الأدبية في بلادنا
وضرورة وجود غرف مطالعة ودراسة
بالرغم من تكويننا الجديد، وسيرنا الضعيف، فقد استطعنا أن نوجد في مدة قصيرة أدباء لا بأس بهم بالنظر لنا ولمحيطنا الذي نحن فيه، ولوسائل التعليم الموجودة بين ظهرانينا، وبالرغم من المقاومة الشديدة التي يجدها الأدباء بين كل وقت وحين. وأظنني لا أغالي إذا قلت أن الأدباء الموجودين اليوم، والذين نقرأ ثمرات أفكارهم ونسمع نفثات صدورهم هم أبناء أعوام قلائل جداً. فحب بعضنا للأدب وإقبال بعضنا عليه يعطينا دليلاً واضحاً على النزوع الذي تتطلبه نفوسنا من السير نحو هذه الحياة سواء كنا مدفوعين إليه بدافع تطور الحياة، أو كانت نفوسنا هي ذاتها ميالة إلى ذلك السير. ولكن مع كل هذا الحب المتغلغل في نفوس بعضنا للأدب، مع كل هذا الإقبال الذي يقدم عليه بعضنا، ومع كل هذا الشوق الذي نراه في كثير من الأدباء للأدب (وإن اختلفت طرقه، وتنوعت مسالكه) فإنا نجد أن الرابطة الأدبية في بلادنا ضعيفة جداً، أو إذا شئت فقل غير موجودة، أي أن كل أديب منا لا يعرف الآخر، ولا يعرف شيئاً عن حياته ونزعاته وأفكاره، ولا يسعى لأن يتعرف على ذلك، وقلما نجد اثنين يتبادلان الرأي حول موضوع جديد، أو فكرة حديثة، أو مشروع قيم، أو مصلحة عامة، والسبب في ذلك –على ما أرى– أن الأدباء في بلادنا أضعفتهم كثرة الصدمات التي كانوا يجدونها من المقاومين لهم بين كل حين وآخر من جهة، ونزعة بعضهم إلى الأرستقراطية أكثر منها إلى الديمقراطية من جهة ثانية وحبهم للعزلة والانفراد من جهة ثالثة، وقد تكون هناك أسباب غير هذه لا تحضرني الآن أو لا أعرف شيئاً عنها. ولكل جهة من الذي ذكرت تأثير قوي، وعدم وجود الرابطة الأدبية التي نحن في أشد الحاجة إليها، لما لها من التأثير في حياتنا وسيرنا وبالأخص من الناحية الأدبية، والغريب أن هذه الفكرة (فكرة وجود رابطة أدبية) لم نفكر فيها حتى الآن، وإذا فكر أحدنا فهي لم تخرج من حيز التفكير بعد، مع أن وجودها من الضروريات للسير بالحياة الحجازية سيراً حثيثاً.. مفيداً لإحكام صلة التعارف بين الأدباء، ولأجل أن يعملوا كتلة واحدة متضامنة.
إن الرابطة الأدبية من الضروريات للأمم التي تريد أن تسعى للحياة، والتي تريد أن تسير بقدم ثابتة نحو ما تتطلبه وما ترنو إليه، ونظراً لكوننا أمة مرت علينا أجيال وأجيال ونحن محرومون من الحقوق، نقاسي أنواعاً مختلفة من التضييق الذي لا يلتئم وروح الحق والحرية، مرت علينا سنين طوال ونحن بعيدون عن كل عناية - وحيث أننا قد بدأنا الآن نسير نحو الحياة من جديد، يجب أن يكون سيرنا متضامناً متحد القوى لأن ذلك ضمان لنجاحنا، والرابطة الأدبية تفيدنا كثيراً من هذه الوجهة، ومن وجهات أخرى. ولو سعينا لإيجاد غرف مطالعة ودراسة في جميع المدن لكان ذلك أساساً لتكوين الرابطة الأدبية من جهة، وتنوير الأفكار، وتثقيف العقول (التي نحن في حاجة شديدة إليها) من جهة ثانية، ثم إن وجود غرف المطالعة والدراسة من الضروريات اللازمة لنا، وقد نتوهم أن ذلك صعب أو أنه يحتاج إلى نفقات باهظة، أو عناء عظيم مع أن ذلك لا يحتاج إلا إلى أيد عاملة تشتغل بإخلاص للمصلحة العامة، وبتطوع بسيط من ذوي اليسار ومن الأدباء أنفسهم، بطلب رخصة رسمية من الحكومة، وفي نظري أن الحكومة ترغب في تأسيس نواد علمية أدبية إذا تحصلت تلك النوادي على رخص رسمية تجيز لها التأسيس والعمل حسب الأصول المتبعة - هذا كلما تحتاج إليه غرف المطالعة في بدء تكوينها، وعندما تتكون تتسع بطبيعتها فعسى أن ذوي الغيرة والنجدة والشهامة يدفعهم الواجب إلى إبراز هذه الفكرة من عالم الخيال إلى الحقيقة، فيسعون لتحقيقها، وعند ذلك ستقدر لهم الأمة عملهم، وسيذكره التاريخ لهم في صحائفه البيضاء، فهل هم فاعلون؟
إنا لذلك بفارغ الصبر منتظرون!؟
مكة المكرمة: متألم
(صوت الحجاز) بتاريخ 21/3/1351هـ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :789  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 51 من 122
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

صاحبة السمو الملكي الأميرة لولوة الفيصل بن عبد العزيز

نائبة رئيس مجلس مؤسسي ومجلس أمناء جامعة عفت، متحدثة رئيسية عن الجامعة، كما يشرف الحفل صاحب السمو الملكي الأمير عمرو الفيصل