شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
دار الندوة وما طرأ عليها في أدوارها التاريخية (3)
أخطر اجتماع عقد فيها
لما ظهر أمر النبي صلى الله عليه وسلم، وأخذ في الانتشار، وتخيلت قريش أن زعامتها الدينية ستنهار من أساسها، قامت تناوئه بشدة حتى قاطعت بني هاشم، وكتبت ذلك في صحيفة علقتها في جوف الكعبة فكانت أول وآخر صحيفة مقاطعة علقت في الكعبة حتى الآن، ثم عدلت عن مقاطعة بني هاشم وحصرت جهدها في مقاومته، ولقد كان لوفاة عمه أبي طالب وزوجه خديجة أعظم سلاح تسلحت به قريش للكيد به والتضييق عليه، وإزاء هذه المقاومة تحولت أنظاره صلى الله عليه وسلم لغير مكة فولى وجهه شطر الطائف فلم يجد معيناً ولا مجيراً وعند ذلك لم ير بدّاً من عرض نفسه على القبائل ففعل حتى كانت بيعة العقبة الأولى، ووجد أن في المدينة المنورة أرضاً خصبة لدعوته فاتجهت أنظاره صلى الله عليه وسلم إليها، ثم كانت بيعة العقبة الثانية وعلى أثرها تطور موقف القرشيين، وأخذوا ينظرون بقلق شديد إلى الاتجاه الجديد، وقد شعر القرشيون بالخطر الموجه إلى ثروتهم، والقاضي على زعامتهم في مكة، فعقدوا اجتماعاً سرياً في دار الندوة حضره أشراف قريش وتباحثوا في الأمر فكانت النتيجة الاتفاق على اغتياله صلى الله عليه وسلم بسيوف اثني عشر رجلاً من قبائل مكة ليوزع دمه في القبائل فيرضخ بنو هاشم لقبول الدية مرغمة، ولكن تلك المؤامرة فشلت وأخزى الله أعداءه، فكان هذا الاجتماع أخطر اجتماع عقد في دار الندوة، وكانت هذه المؤامرة أول مؤامرة اغتيال دبرت فيها.
آخر اجتماع جاهلي:
لما نقضت قريش معاهدة الحديبية بمساعدة بني بكر على خزاعة، ورأت أن ذلك نقض للعهد وأنه سيجر الويل عليها عقدت اجتماعاً في دار الندوة للنظر في ذلك فاتفقوا على إيفاد أبي سفيان إلى المدينة ليشهد في العهد ويزيد في المدة، فسافر أبو سفيان ولكنه لم ينجح في مهمته، فكان هذا الاجتماع هو آخر اجتماع جاهلي عقد فيها.
سقوط منصب دار الندوة
وبعد أن أتم الله نعمته على المسلمين وفتح لهم مكة قام رسول الله صلى الله عليه وسلم بين عضاضتي باب الكعبة فقال: "ألا أن كل دم أو مال أو مأثرة كانت في الجاهلية تحت قدمي هاتين إلا سقاية الحج وسدنة الكعبة فإني أمضيها لأهلها على ما كانتا عليه في الجاهلية". وهكذا فقد سقط منصب دار الندوة في يوم الجمعة 20 رمضان سنة 8هـ، أي بعد قيام ما يقرب من ثلاثة قرون كما سقطت معه المناصب الأخرى، إلا السدانة والسقاية، وانهارت الحياة الجاهلية من أساسها.
بيع دار الندوة:
سقوط الحكم الجاهلي قضى على ميزة دار الندوة فأصبح لا فرق بينها وبين غيرها من دور مكة وبقيت كذلك حتى باعها، على رواية إسحاق الخزاعي، بن الرهين العبدري، وهو من ولد هاشم بن عبد مناف على معاوية بن أبي سفيان، وذهب ابن الأثير وياقوت إلى أن البائع هو عكرمة بن عامر بن هاشم، وقد طلب شيبة بن عثمان بن عبد الدار من معاوية الشفعة فأبى عليه. ولم أعثر على تاريخ العام الذي حصل فيه البيع، والذي أميل إليه إما يكون في عام 44هـ، أو هو أول عام حج فيه معاوية بعد خلوص الخلافة له أو بعده، أما قبلاً فلا.
عمارتها
تحول أمر دار الندوة إلى معاوية بن أبي سفيان فجدد عمارتها واتخذت من ذلك التاريخ داراً لإمارة مكة ومنزلاً لمن يحج من خلفاء بني أمية، ولما نقل الحكم من الأمويين إلى العباسيين بقيت على عادتها ردحاً من الزمن.
إدخال بعضها في المسجد:
لما وسع الوليد بن عبد الملك أدخل قسماً من الصالة التي أمامها في المسجد وذلك سنة 132، وكذلك فعل أبو جعفر المنصور فقد أخذ قسماً آخر من الصالة وكان ذلك سنة 137هـ. "يتبع".
ابن عبد المقصود
"صوت الحجاز" العدد: 155
الثلاثاء 4 صفر سنة 1354هـ
الموافق 7 مايو سنة 1935م
 
طباعة

تعليق

 القراءات :631  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 25 من 122
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

سوانح وآراء

[في الأدب والأدباء: 1995]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج