شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
المياه بمكة في أدوارها التاريخية (13)
الجمعيات الخيرية
جمعية الزواوي الأولى:
ولما أسند أمر مكة إلى المرحوم الحسين بن علي في 5/10/1326هـ شكل - بعد الاتفاق مع الوالي كاظم باشا - لجنة كبيرة كان قوامها ثلاثين عضواً، وعهد برئاستها للمرحوم السيد عبد الله الزواوي (صاحب رسالة بغية الراغبين)، ومنحها حرية تامة وتصرفاً مطلقاً، وكان ذلك في أوائل شهر محرم سنة 1327هـ، وبعد مضي مدة أسند منصب ولاية مكة لفؤاد باشا فتدخَّل في أمرها واستولى على صندوق العين، وعين رئيساً آخر للجمعية سقط عندما بدأ نفوذ فؤاد باشا يضمحل بعد توليته بمدة بسيطة وانتهى أمره بسقوطه من الولاية في أواخر شوال سنة 1327هـ فعاد الزواوي إلى رئاسة الجمعية، وعند ذلك نشطت جمعيته للعمل.
أعمال الشيخ خليفة النبهاني
ولقد اعتنت جمعية الزواوي بعين حنين، فتوفقت بواسطة الشيخ خليفة النبهاني إلى اكتشاف عدة دبول وعيون هناك. يقول صاحب بغية الراغبين: "واستحسنت هيئة اللجنة عند أول شروعها في الأعمال تبريح طريق دبل الزعفرانة فعينوا من يعتقدون صدقه وأمانته وهو الشيخ خليفة بن نبهان على شغل العين من جهة حنين وأرسلوا العمال والصناع واستمر عمله ذلك إلى آخر سنة 1328هـ إلى أن قال فجرى عمل الشيخ خليفة ومن معه بهمة عظيمة ووجدوا في أعمالهم عدة دبول لعدة عيون وشحاحيذ مبنية بالبناء الملوكي والكل مدفون بالأتربة وقد قطعتها السيول فبرحوا وعمروا منها في هذا العمل وهذه المدة القصيرة ثلاثة دبول: دبل الزعفرانة ودبل المعيصم، ودبل ثقبة (ص 38 - 39).
قلة الواردات وتأثيراتها
الحقيقة أن جمعية الزواوي بذلت جهوداً لا بأس بها، وأنشأت بعض المؤسسات للاستغلال ساعدتها بعض الشيء وبنت الدار التي يعلو بازان المسعى وجعلتها مقراً لأعمالها الكتابية والإدارية ولا تزال كذلك حتى الآن، وجددت تعمير بستانها الكائن بمحلة جرول وهو المعروف اليوم ببستان البلدية (1) وأنشأت في قسم منه داراً كبيرة. والذي يلوح لنا أن جمعية الزواوي كانت لها آمال واسعة إلا أن الإعانات التي كانت ترد إليها لم تكن تكفي لسد عوزها، فكان كثيراً ما يواسيها المرحوم الحسين بن علي من ماله، وبالأخص بعدما قطعت عنها الإعانات في عام 1331 و 1332 بسبب اشتداد الحالة السياسية في الأقطار الإسلامية إبان الحرب العظمى، وازدادت الحالة أكثر عندما انضمت تركيا مع ألمانيا في الحرب، فتوقفت الإعانات تماماً عن عموم البلاد الإسلامية واقتصر وارد الجمعية على بعض الرسوم التي كانت مخصصة لها وعلى بعض أجور العقارات التابعة لها والموقوفة على مصالحها، زد على ذلك أن الحالة الاقتصادية في مكة إذ ذاك كانت سيئة جداً بسبب انقطاع الحجاج، كل هذه الأشياء جعل وارد الإعانات ضعيفاً حتى كاد ينقطع ولذلك كانت أعمال جمعية الزواوي من بعد سنة 1331هـ إلى أيام التشكيلات الإدارية بالحجاز سنة 1325هـ ضعيفة للغاية، وكانت كثيراً ما تعتمد على الحارويين من الأهلين في العمل بأيديهم.
جمعية الزواوي الثانية:
ولما استتب أمر الحجاز للمرحوم الحسين بن علي شكل تشكيلاته الإدارية شكل جمعية أخرى لعين زبيدة غير الأولى وعهد برئاستها للمرحوم الزواوي، وكانت الحالة الاقتصادية قد أخذت تتحسن في مكة بسبب ورود قوافل الحجاج، فكان من إعانات محسنيهم أن تحسنت واردات الجمعية ولكن عملها كان مقصوراً على اكتشاف الدبول وتبريحها وتفقدها وإصلاح الخراب الذي قد يطرأ عليها من جراء السيول، وفتح الخرزات وغير ذلك.
وبالرغم من استشهاد رئيسها في وقعة الطائف عام 1343هـ وزوال ملك المرحوم الحسين بن علي، على أثرها فإن أعضاء الجمعية بقوا في مراكزهم باعتبار أن جمعيتهم جمعية خيرية في عمل خيري.
مكة: ابن عبد المقصود (أم القرى) العدد 542
27 محرم سنة 1354هـ
26 إبريل سنة 1935م
 
طباعة

تعليق

 القراءات :884  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 22 من 122
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج