شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
كلمة الناشر
كقصيدة لم تكتمل.. وومضة في دفتر الأدب.. مضى والدي (رحمه الله)، بعد أن أقامه المغفور له الملك عبد العزيز (طيب الله ثراه) رئيساً لتحرير جريدة "أم القرى" ومديراً لمطبعتها الحكومية، يوم كانت هي فقط الناطقة باسم الدولة، فبقي في منصبه حتى توفي عام 1360هـ، عن ست وثلاثين سنة، وهو على رأس عمله، لتُطوى صفحة حياته على خير ما تُطوى صفحات الرجالِ الموفين بعهدهم الحافظين لمواثيقهم.. مودعاً دار الفناء إلى دار البقاء، وهو في أوج عنفوان الشباب، وتفتح الإبداع.
وقد عرف عنه معاصروه حبه للتجديد ومواكبة روح العصر، فجاءت كتاباته متشبعة بتلك الروح المشرئبة لكل ما هو جديد وجدير بالملاحظة والتحليل، وقد هيأ له عمله مناخاً مواتياً للانطلاق نحو آفاق رحبة من المساهمة في تطوير خط ثقافي أخذ ينساب بتؤدة، ويثبت جذوره في عمق التربة الثقافية والفكرية والأدبية، مما أحدث ظاهرة ألمحت إليها بعض الكتب التي اهتمت بدراسة تلك المرحلة، وفي هذا الإطار كتب الدكتور محمد عبد الرحمن الشامخ [كانت الصبغة الرسمية لجريدة "أم القرى" واضحة في سنواتها الأولى ولكن هذه الصبغة أخذت تقل في أوائل العقد الرابع من القرن العشرين، وبدت "أم القرى" حينئذ - ولا سيما حين تولى محمد سعيد عبد المقصود الإشراف على تحريرها - كما لو كانت جريدة غير رسمية، ذلك لأن صفحاتها قد حفلت بالمقالات الأدبية والتاريخية والاجتماعية التي كان يكتبها محرروها وبعض الأدباء البارزين مثل محمد حسن كتبي، وأحمد السباعي، ولقد قامت "أم القرى" بدور مهم في إنعاش الحركة الأدبية..." (1) ].. كما ورد في كتاب الملك عبد العزيز في عيون شعراء صحيفة أم القرى [وجريدة "أم القرى" أسبوعية هدفها المعلن خدمة الإسلام والعروبة، وظلت الجريدة الرسمية الخالصة في سنواتها الأولى، بحيث لم تهتم بالجوانب الأخرى، غير أن تولي الأستاذ المرحوم محمد سعيد عبد المقصود الإشراف على تحريرها أعطاها بعداً أدبياً لم يكن لها من قبل، حيث حفلت صفحاتها بالمقالات الأدبية والقصائد الشعرية، والتف حولها صفوة أدباء البلاد، من أمثال الأستاذ أحمد السباعي، ومحمد كتبي، وإذ لم تكن الصحيفة الوحيدة الصادرة في البلاد فإنها الرائدة والموجهة، وقد أحس القائمون عليها بهذه الريادة، فمارسوا التوجيه، والإرشاد للعمل الصحفي، وبخاصة ما يتعلق بمتغيرات المرحلة (2) ].
إن الأعمال الأدبية التي خلفها سيدي الوالد (رحمه الله) -ومثلها أعمال عدد من أبناء جيله- أصبحت إرثاً في ذمة التاريخ، فإما أن نهيل عليها تراب النسيان بين أرشيف الصحف، أو ننهض بواجبنا تجاه حفظها وصيانتها ولم شملها ونفض غبار الزمن عنها. وهو ما حرصت عليه ضمن مشروع أسعى من خلاله لنشر الأعمال الكاملة لجميع الأساتذة الروّاد الأفاضل الذين تركوا بصمات واضحة في مستهل نهضتنا الأدبية المعاصرة، وتبلور جزء من نتاجهم الأدبي في كتاب "وحي الصحراء" الذي جمع مادته محمد سعيد عبد المقصود، وعبد الله عمر بلخير، وقدم له الكاتب الكبير الدكتور محمد حسين هيكل بك ونُشرت طبعته الأولى عام 1355هـ بينما صدرت طبعته الثانية عن "تهامة" عام 1403هـ - 1983م.. الجدير بالذكر أن هذا الكتاب ضم نماذج لأعمال اثنين وعشرين أديباً، الأساتذة (رحمهم الله) أحمد إبراهيم الغزاوي - أحمد السباعي - أحمد العربي - أمين بن عقيل - أحمد قنديل - حسين خزندار - حسين سرحان - عبد الوهاب آشي - عبد القدوس الأنصاري - عبد الحق النقشبندي - علي حافظ - عمر صيرفي - عزيز ضياء - عبد السلام عمر - محمد عمر عرب- عبد الحميد عنبر - محمد بن سرور الصبان - محمد سعيد العامودي - عبد الله عمر بلخير.. وأطال الله في أعمار أساتذتنا: حسين سراج - محمد حسن فقي - محمد حسن كتبي .. منهم من نُشرت أعماله الكاملة -أو بعضها- ومنهم من لم تتح لأعماله الظهور بكل أسف.
وقد كان لأستاذنا الدكتور محمد بن سعد بن حسين، أستاذ الدراسات العليا بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، قصب السبق في نشر جانب من مقالات والدي (رحمه الله) في كتابه الموسوم "محمد سعيد عبد المقصود خوجه - حياته وآثاره" من منشورات تهامة، ضمن سلسلة الكتاب العربي السعودي 1404هـ - 1984م.. ثم أعقبه كتاب "الغربال - قراءة في حياة وآثار الأديب السعودي الراحل محمد سعيد عبد المقصود - الطبعة الأولى 1420هـ-1999م" للأستاذ حسين عاتق الغريبي، الذي ضم جانباً من مقالات سيدي الوالد.. واضعاً في اعتباري أن أبدأ مشروع كتاب يضم المجموعة الكاملة لما لم ينشر لفرسان "وحي الصحراء" - الذي جاءت باكورته كتاب "الأعمال الشعرية الكاملة للأستاذ أحمد بن إبراهيم الغزاوي" (رحمه الله) - والجدير بالذكر أن بعض هؤلاء الروّاد قد تم نشر أعمالهم، جلها أو بعضها، بطريقة أو أخرى، وهم الأساتذة الأفاضل: أحمد الغزاوي، أحمد السباعي، أحمد قنديل، عبد القدوس الأنصاري، عبد الله عمر بلخير، علي حافظ، عزيز ضياء، محمد سعيد العامودي، محمد حسن فقي، ومحمد حسن كتبي.. لذا كانت سعادتي غامرة عندما عرض عليَّ الأستاذ الغريبي جمع مادة هذا الكتاب الذي بين يديكم، لأنه يأتي في إطار المشروع المشار إليه آنفاً، كما أنه من البر الذي أوصانا به الحبيب المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
وبهذا سيكون نصب أعين اللجنة التي شكلتها لهذا الغرض جمع وتصنيف وتبويب أعمال الرواد الذين لم تنشر أعمالهم، أو نشر منها النذر اليسير، ولا شك أن هذا الجهد يحتاج إلى "ببلوجرافيا". ومسح شامل لجميع الصحف والمجلات التي نُشرت فيها بعض الأعمال موضوع البحث، بالإضافة إلى المراجع التي ورد فيها طرف من كتابات أولئك الرواد الأفاضل، وغيرهم ممن لم يرد ذكرهم في كتاب "وحي الصحراء" وأذكر منهم على سبيل المثال الأساتذة حسن نظيف الذي كان له شعر فكاهي وزجلي، وإخوانيات نشرت في بعض الصحف بين "معالي الدكتور حسين نصيف، ومحمد بادكوك، وأسعد جمجوم"، ومعالي الشيخ محمد رضا زينل، وأمين سالم رويحي، بالإضافة إلى أعمال فنان الكاريكاتير الأول في تاريخ الصحافة السعودية الأستاذ محمد راسم التي نُشرت في مجلة قريش، وغيرهم ممن لا تسعفني الذاكرة أسماءهم. رحمهم الله رحمة الأبرار، وجعل ما قدموه في ميزان حسناتهم.. متطلعاً إلى تعاون وإسهام القراء الأكارم في إثراء هذا العمل بما يتوفر لديهم من مراجع ومصادر وأسماء روّاد آخرين من تلك الحقبة حتى تعم الفائدة إن شاء الله..
ختاماً.. بعد مسيرة هذه السنوات الطويلة، و "كتاب الاثنينية" يستقطب اهتمام كثير من المثقفين، تلاحظون أن يد التغيير قد لمست شعاره المألوف، متخذاً من "السراج" التقليدي رمزاً لإشعاعه الذي نرجو أن يتواصل معكم وبكم وإليكم… وهو سبحانه من وراء القصد.
عبد المقصود محمد سعيد خوجه
جدة - ربيع أول 1422هـ - مايو 2001م
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1426  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 3 من 122
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء العاشر - شهادات الضيوف والمحبين: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج