فهارس الكتب عناوين الكتب محتويات الكتب أسماء المؤلفين الكل          البحث   

مكتبة الاثنينية
الرئيسية > كتاب الاثنينية > الأعمال الشعرية الكاملة وأعمال نثرية للشاعر والأديب الكبير أحمد بن إبراهيم الغزاوي > الأعمال الكاملة للغزاوي - الجزء السادس > يوميات الندوة > قصب السكر.. والقرود
قصب السكر... والقرود.. روى الوزير الفقيه أبو عبيد، عبد الله بن عبد العزيز البكري الأندلسي المتوفى سنة 487 - في كتابه معجم ما استعجم: "إن الطريق إلى مكة من بستان بن عامر علي قفيل. وقفيل هي الثنية إلى تطلعك على قرن المنازل، ثم جبال الطائف تلهزك عن يسارك وأنت تؤم مكة متعاقدة وهي جبال حمر شوامخ أكثر نباتها القرظ، وجبال عرفات تتصل بها وفيها مياه كثيرة والأشال". وذكر قبل ذلك جملة جاء فيها وهو يرد المنازل "ثم تؤم مكة منحدراً، فتأتي ثنية يقال لها وادي تربة تنصب إلى بستان ابن عامر، وأسفل تربة لبني هلال وحواليه من الجبال (يسوم) و (بدبد) معدن البرام - وجبلان يقال لهما (سوانان) وإحداهما سوان. وهذه لخثعم وسلول وسواءة بن عامر؟ وخولان وعنزة، وهي جبال شوامخ، وفيها الأعناب وقصب السكر والأسجل والقرظ والبشام والغرب، إلا (بدبد) فإنه لا ينبت إلا النبع والشوحط، وتلوى إليه القرود وكثيراً ما تفسد على أصحاب قصب السكر". ويتلخص من هذه الرواية - على ما يبدو فيها من ارتباك وخلط في أسماء الأماكن والقبائل.. إن من أنواع ما يزرع في جبال الحجاز قصب السكر، وما رأينا لذلك ما يؤيده لا رواية ولا دراية.. ولا واقعاً وكل ما يثبت من هذه القصة (التجاء القرود) إلى السراة ومن ذلك سخرية العامة "بغزلان كرا".. ونستفيد أيضاً منها قوله - وفيها مياه وأوشال.. فلعل من هذه الأوشال ما اكتشفه المتأخرون إلى يسار (نعمان) من المياه المتدفقة التي تنصب من أعالي الجبال المرتفعة فوقها.. وهي التي يسمونها حديثاً (الخرار).. ولا شك أن هذه التسمية عامة في كل ماء منحدر من المرتفعات.. ومنها خرار بالوهيط وخرار وراءه (جبرة) بالطائف.. والمهم أن نستعيد زراعة قصب السكر في التربة الصالحة له حتى يتوفر لنا منه بعض الكمية المستهلكة محلياً إن شاء الله - و لا شك أن ذلك سيكون من أولى التجارب التي يهتم بإجرائها خبراء الزراعة، فإن السكر من أهم عناصر التغذية.. ويأتي في الكمية والأهمية مع "الأرز" مباشرة.. ولكل منهما تربته الملائمة أو جوه الخاص. وكل آت قريب، فأما القرود وإفسادها فأهين ما يكون ردعها عن الحلوى.. إذا وجدت أن (الشباك) أو (الشفار) هي المأوى.. وإلا فتح لها باب الهجرة إلى الذين يدينون بأسطورة داروين فإن شبيه الشيء منجذب إليه ومحمول عليه ومحبوب لديه.
طباعة تعليق  القراءات :380  التعليقات :0
صفحة 1056 من 1070

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان

هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع
	تسجيلات كاملة
	مقتطفات لتسجيلات مختارة
	لا أؤيد
النتائج