"قدم لقمان الحكيم من سفر فقال لمولى له: ما فعل أبي؟ قال مات، قال: ملكت أمري. قال ما فعلت أمي؟ قال: ماتت قال: ذهب همي.. قال: فما فعلت أختي؟ قال ماتت قال: سترت عورتي، قال: فما فعلت امرأتي؟ قال ماتت، قال جددت فراشي.. قال: فما فعل أخي، قال: مات، قال: انكسر ظهري!!".
* * *
هذا ما نقلته لنا الرواية من قرون بعيدة.. ومع ما في ذلك من إكبار قدر الأخوة والإخاء.. فإن الحقيقة هي أن "أخا الهيجاء من يسعى معك ومن يضر نفسه لينفعك".. و(رب أخ لك لم تلده أمك).. وفي هذا النقل جملتان ما تزالان على أفواه العامة والخاصة.. كما كانتا تستعملان في العصور الأول وهما (تجديد الفراش)، و(انكسار الظهر) وما في تعظيم قدر الأخ ما قد يتبادر إلى بعض الأذهان من تقليل شأن الأبوة والأمومة فإن الجنة تحت أقدام الأمهات.. وقال تعالى: فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وًقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً. وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغيِراً.