من جملة السقايات التي ذكرها التقى الفاسي في شفاء الغرام: سبيل السيدة أم الحسين بنت القاضي شهاب الدين الطبري (بالمسعى) قال: (عند موضع الجزارين والخرازين)..
* * *
قلت: حكى المؤرخ المشار إليه في أوائل القرن التاسع الهجري.. أي ما بين عامي 775 - 832 هجرية.. وقد أدركنا الجزارين في أول (المدعى) إلى جانب بازان السعى تماماً حتى سنـة 1330.. والخرازين.. من ورائهم إلى (الجودرية) و (مقراة الفاتحة) أو (ردم عمر بن الخطاب) رضي الله عنه وما يزال لهم بقية في تلك الجهة حتى اليوم.. وكان المهم في الأمر مراعاة تأمين حاجة السكان من أنواع الأطعمة والأغذية في مناطق قريبة من المساكن.. بحيث لا يشق عليهم الانتقال إليها أكثر من خطوات معدودة.. وهو ما يجب أن يتوفر فعلاً في كل حارة ومحلة عامرة بالسكان.. فليس من دار بها إلا وهي تستهلك يومياً - من اللحم والخضار والفاكهة - ما تبلغه الاستطاعة.. فلماذا يضطر الأكثرون إلى المسافات الطويلة لشحن الزنابيل؟!! وأي مانع من توزيع الأسواق على حسب حاجة السكان في كل مكان خصوصاً مع أزمة الخدم وغلاء (الحمالة)!!