إنها لرياضة جميلة هذه الكرة التي تطور بها العصر الحديث فأصبحت ذات شأن كبير في المباريات الدولية والعالمية في أرقي شعوب العالم وقد أخذت بلادنا بحظ طيب منها وساهمت مع غيرها في مناسبات شتى وفازت بميداليات وكؤوس ممتازة.
أما نحن القدامى فما كان مع حظنا - مع الأسف - إلا اللعب البسيط - غير المركب - بالكورة (الخروق) - أو إذا علا مكانها ارتفعت إلى أن تكون عن جلد متين وكنا - ولا عمل لنا في غالب أوقات الفراغ إلا نصب (الصور) والانقسام إلى فريقين.. فوق وتحت، في مقابل لا يبتعد عن بعضه أكثر من عشرين متراً أو أقل وتبتدئ اللعبة من أهل فوق في مثلثات لكل اسم منها وأكتفي بالقراء المخضرمين عن ذكر هذه الأسماء فهي دخيلة وغير عربية فيما أعتقد.. وآخرها (القلى).. ولا يكون إلا بالقدم اليمنى.. وخلال أدوارها يتبادل الفوقيون مواقفهم مع (أضدادهم) في الصعود والهبوط متى استطاع الرامي إصابة الكرة - للصور فهوت به - أو طيرته من مكانه - حتى يدخل (الدست)، وله شرائط تطبق بعده في المنهزمين.. ومن لعبها البائدة أيضاً (الحنكر) وفيها يدس الخبثاء بعض الحصى داخل الكورة فما أصابت من ظهر أو بطن فإنه لا غنى عن العلاج، أما إذا صادفت العظم فالجبر للكسر وأحسب أن (أبا أسامة)(1) أخبر مني بهذه العلامة وحتى الكرة لم تعد ترضى أن تقف جامدة على أوضاعها القديمة فصارت إلى ما هي عليه اليوم من تقدم يساير روح النهوض وكي يقال (عش تر).