طوبى لِربعِكِ من (هَيفاءَ) كاعبةٍ |
تمشى الهُوينى وتعدو وهي تَلتثمُ |
وقيد َباعٍ تلقَّاها مُبارية |
خلف القطيعِ (عجوزٌ) خُطوُها أممُ |
تأبطتْ مِغزلاً تَلهو بِهِ ولهُ |
منها (الحَنانُ) الذي بالحُبِّ يلتئمُ |
والدُّجنُ تُزجيهِ في صمتٍ لواقِحُهُ |
والشمسُ مكنونةٌ والسُّحبُ تَرتكِمُ |
و (البهمُ) من حولِها يَرعى على مَهلٍ |
تخللتْهُ (شُويهاتٌ) هي الغنمُ |
فتارةً هي منها في (وداعَتِها) |
وتارةً (بالعَصَا) فيهنَّ تَحتَكِمُ |
* * * |
وهن بينَ (الكلا) يَمرحْنَ في رَغدٍ |
يرتَدنَ ما شئنَ حيثُ اعشوشبَ الرَّثمُ |
تعكلو وتَهبِطُ أكماماً وأوديَةً |
وراءَهُنَّ وتشدو وهي تَبتَسِمُ |
بين (الخُدورِ) وفي الصَّحراءِ قَد فُطرتْ |
على (العَفافِ) فلا إثمٌ ولا لَمَمُ |
(غَيداءُ) تَستلِبُ الألبابَ فاتنةً |
تُغضي حياءً وتأبى كُلَّ ما يَصِمُ |
* * * |
تحجبتْ كلُّها إلا وَصاوِصُها |
ودونَها السحرُ كلَّ السحرِ يَرتَسِمُ |
(إنَّ العيون التي في طَرفِها حِورٌ) |
أخلقْ بها أن تُوارى وهي تَقتحِمُ |
فكم قَتلنَ (جَريراً) قَبلَنَا وقَضى |
ونحن منها (بتقوى اللَّهِ) نَعتصِمُ |
* * * |