شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
تحيةُ النادي الأدبيِّ الثقافيِّ بمكةَ المُكرَّمةِ (1)
ألا ليتني بين (الشبابِ) المثقفِ
أهيبُ بهم في كلِّ "نادٍ" بِموقفي
وددتُ لو أني اليومَ في مَيعةِ الصِّبا
وأني أباري الطيرَ دونَ توقُفِ
ولكنها الآلامُ وهي (مُلحةٌ)
ذرتَنيَ حتى لم تذرْ غيرَ مُدنَفِ
* * *
لئن أوهنتْ مني الثمانونَ كاهلي
فأعظمُ منها بالطُّموحِ تلهفي
وبالرغمِ مما مَسَّني واستشفَّني
وما هو أضناني وما هو مُتلفي
تحاملتُ واستوحيتُ كلَّ تَقدُّمٍ
بهِ الشعبُ يمضي في النُّهوضِ المُشرِّفِ
فما عادَ لي بعدَ الذبولِ "ذُبالة"
تّضيءُ وقد كادتْ تذوبُ وتنطفى
ولكنَّه بعضُ الدِّماءِ وإنني
لأشدو بهِ ما أسطعتُ مِنْ كُلِّ معزَفِ
* * *
أجل كان ماضينا القريبُ كسبسبٍ
تضِلُّ بهِ الأرياحُ في كُلِّ صَفصفِ
وللجهلِ فينا ظلمةٌ أيّ ظُلمةٍ
بها الضوءُ يخبو في البِجادِ المُلّففِ
وكُنا ولا كُفرانَ باللَّهِ قُنَّعاً
وبالنُزرِ نرضى والأمانيِّ نكتفي
وأجيالُنا في حَيرةٍ وتذبدبُ
يُروَّعُ منها العبقريُّ ويَختفي
وما كان إلا كالعَشيِّ بكورُها
وإن هي ظلتْ بالمَظاهرِ تحتفي
* * *
على أنَّها لم تَخلُ يوماً من النهى
ومن مهتدٍ هادٍ بها مُتعففِ
تزكي بأخلاقِ الأُبوةِ عِزةً
وتَحفظ منها كلَّ بُردٍ ومِعطفِ
تمنى بنوها أَنْ يَروها شوامخاً
يعودُ بها تاريخُها في تَألُّفِ
تسربلُ بالتقوى وتدعو إلى الهُدى
وتسطعُ بالعِلمِ الصحيحِ وتَصطفي
وتُحيي تُراثَ وتدعو الخالدينَ تزاحموا
على المَجد بالإِيمانِ لا بالتزلُّفِ
إلى أنْ شهِدنا وثبةً بعد وثبةِ
بها انبهرتْ أبصارُ كُلِّ مُعجرَفِ
(بِظلِ بني عبدِ العزيزِ رواقُه
بهِ أَمِنَ الشادونَ كُلَّ مُخوفِ)
* * *
رأينا من العُمرانِ ما إنَّ بعضَه
كِفردَوسِنا المفقودِ في خيرِ زُخرُفِ
رأينا أفانينَ الفُنونِ كأنَّها
من الوَشيِ أزهارُ الربيعِ المُفوفِ
رأينا تعالى ربُنا (جامعاتنا)
تغص بأفواجِ الشبابِ المزفزفِ
رأينا كتاتيبَ (التَّهجي) مَعاهِداً
مَناهِلُها فياضةً بالتَّعرفِ
* * *
وكم بعثةٍ عَبرَ البحارِ تَسابقتْ
إلى العِلمِ في زحفٍ عتيدٍ مُكثفِ
وكم مصنعٍ نحو السماءِ تصعدتْ
مداخِنُهُ تزهو على كلِّ متحفِ
وكم فيلقٍ ذي سطوةٍ في جُيوشِنا
من الصُلبِ أقوى (باليقينِ) المُطنفِ
أعدوا لنصرِ اللَّهِ جلَّ جلالُه
وليس ليَطغى باغياً بالتَّعسُفِ
أهازيجُهم يَعدو بها كلَّ ضَابحٍ
وراياتُهم يعلو بها كُلُّ رُفرفِ
* * *
وكم هي أسبابُ الحياةِ وفيرةٌ
تجاوبَ فيها كلُّ سيفٍ ومُصحفِ
ألا إنَّها كالمُعجزاتِ تَمثَّلتْ
"مفاخرَ" تحدُونا بغيرِ تَطرُّفِ
بها اتصلتْ فينا الحَوافزُ أُشرعتْ
على شُرفاتٍ من تليدٍ ومطرفِ
يُشاركُ فيها عُنوةً فَتياتُنا
وفِتيانُنا في عِصمةٍ وتَعففِ
* * *
ومما بهِ ازدَدْنَا نشاطاً وغِبطةً
"مَحافلُ" آدابٍ سمتْ بالتشوُّفِ
أُقيمتْ رواسيها على شِرعةِ الهُدى
وليسَ على الهَذرِ المَقيتِ المُزيَّفِ
يُحيطُ بها الأَفذاذُ مِن كُلَِ مدرك
ويهفو إليها كلُّ "معنٍ" وأحنفِ
تضمُ شَتاتَ المُدلِجينَ على السُّرى
وتعزفُ عن عَدوى الهوى والتخلُّفِ
وتغدو إلى أهدافِها مُطمئنةً
وليس بها من دُونها مُسوِّفِ
جزى اللَّهُ عنا للشبابِ رِعايةً
بما اضطلعتْ من واجبٍ وتَكلُّفِ
كأن ميادينَ الرياضةِ حولَنا
بتدرِيبِها تسديدنا في التصرفِ
وما هي إلا للحياةِ وسائلٌ
يُقِّرها مُستبصراً كلُّ منصفِ
* * *
ويحضُرني بيتٌ أُحب ارتجالَهُ
به أومأَ "القنديلُ" وهو مُعنفي
بأني أرجو العفوَ عن كُلِّ هفوةٍ
وإلا فما للهمِّ غير التَّلحفِ
* * *
وعاشَ طويلُ العمرِ عاهلُنا الذي
به الشعبُ مغمورٌ بكُلِ تَعطُّفِ
أبونا المفدى وهو في الحبِ (فَيصلٌ)
نُكِنُّ لَهُ الإِخلاصَ غيرَ مُطففِ
هو الشمسُ إشراقاً هو البِرُّ والتُّقى
ونحن به الأعلونَ في كلِّ مَوقفِ
وعاشَ كما يرضى له اللَّهُ (فهدنُا)
عظيماً ويهنا بالثوابِ المُضعَّفِ
وفوازُنا المحبوبُ مَن لم نَزلْ بِهِ
نُتابع ما يدعو إليه ونقتفي
وعاش ابنُ فهدٍ (2) فيصلُ في معارج
من المجدِ تستهوي الشبابَ وتَعتفي
وطوبى لهم مِنا الثناءُ معطراً
بهِ يُطربُ الأسماعَ كلُّ مشنفِ
ولا بَرحتْ أوطانُنَا مُشرئبةً
إلى ما بِهِ نَسمو ونَنمو ونَشتفي
مكة المكرمة (النادي الثقافي الأدبي) – 3 – 4 صفر عام 1396هـ.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :391  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 545 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة الدكتورة عزيزة بنت عبد العزيز المانع

الأكاديمية والكاتبة والصحافية والأديبة المعروفة.