شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
مأساة ومواساة (1)
(هولٌ) كأنَّ الذَّرَ من تَفجيرهِ
طُويت به الدنيا بنفخةِ صُورِه
و(بذاتِ حَمل) لم تكنْ إلا كما
جاءَ الربيعُ بنفحةٍ وزُهُوهِ
حملتْ ولم تَكُ قبلَ ذلك لابستْ
ألمَ (المَخاضِ) بويلِهِ وثُبورِهِ
حسَبتْه سَهلاً وهي في أطيافِها
عُنيت بما تَحبوهُ من تَحبيرِهِ
وتَرقَّبتْ إهلالَهُ في غِبطةٍ
تعتدُّ ما يَكسوه يومَ بُدورِهِ
واستبشرتْ وتربصتْ وبدا لها
(مُتبسماً) في مهدِهِ وسَريرِهِ
وقضتْ شُهوراً في الرؤى خلابةً
وتراه في آصالِهِ وبكورِهِ
وتَقَرُّ عيناً أنها بوليدِها
في نعمةٍ مزداتةٍ بِحُبورِهِ
وترقبتها ساعةً ما مثلَها
في (الطلقِ) إلا الموتُ في تَوهيرِهِ
فانقضَّ يَمخُضُها وكلُّ فريصةٍ
منها تكادُ تجز من تفزيرِهِ
وكأنما هي في احتضارٍ خانقٍ
دوَّى الصَدى بنذيرِهِ ونفيرِهِ
وخيالَها اشتفَّ التأوُّهُ أهلَها
وعَلا (التضرُّعُ) صَاعِداً بإثيرِهِ
ومضتْ بذلك ليلتانِ وما هُما
إلا المَعادُ بذرعِهِ وذُعورِهِ
(الطبُّ) فيها عاجزٌ مُتهيِّبٌ
و (طبيبُهُ) مُتحيِّرٌ بِغرورِهِ
ورأى الضِّياءَ جَنينُها مُستصرخاً
مما تخبَّطَ فيه من دَيجورِهِ
ما كان إلا وهو في غَمَراتِهِ
(أنثى) احتواها قبرُها بشفيرِهِ
صرختْ وأعيتْ وارتمتْ وتململتْ
بل جاءَ طوَّقَها الحِمامُ بِنيرِهِ
و(الأمُ) في الوَهَنِ المُضاعَفِ هَمُها
أن يَسلمَ (المولودُ) بعدَ عُبورِهِ
فإذا بها تُمنى بما لم تحتسبْ
من صمتِه وخُفاتِه ومَصيرِهِ
ويزيدُ ذلك من تَأزُّمِ بُؤسِها
وشقائها في (كبدها) وجُذورِهِ
وتخِرُّ مُجهِشَةً فلولا أنَّها
رهنَ البِلى لعَدتْ إلى مَقدورِهِ
فانظرْ إليها والدموعُ دماؤُها
تُبكي الجمادَ وإن قَسا بصُخورِهِ
وكأنما قلبي لها من (رحمةٍ)
قد ذابَ حتى لا يَعي بشعُورِهِ
هذا وما للمرءِ في ضَرَّائِهِ
إلا الذي يَمحو الظلامَ بنورِهِ
رَحماكَ ربَّ العالمينَ فما عسى
للبؤسِ إلا أنت في تَبصيرِهِ
(فرطٌ) إلى (الفِردوسِ) إلا أنَّه
كالجمرِ في إِحراقِهِ وسَعيرِهِ
واللَّهُ أرأفُ بالعِبادِ وما لنا
إلا بهِ وزرٌ إلى تَيسيرِهِ
ما إنْ لنا غيرَ الرِّضاءِ بأمرِهِ
مهما قَضى بورودِهِ وصُدورِهِ
يا منْ تمزَّقَ كبدُها وفؤادُها
وبها تلظى والحُزنُ في تَنُّورِهِ
(بَشراكِ) (بالحُسنى) وأنتِ سليمةٌ
وثِقي (بلُطفِ اللَّهِ) في (تقديرِهِ)
وتذرَّعي بالصبرِ طَوعاً واسجدي
للَّهِ حمداً واصدعي بِشُكورِهِ
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :476  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 504 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج