شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
إقبال (1)
تفنى العُصُورُ، ويَخْلُدُ الأبْطالُ
ويَعيشُ ما بَقِيَ المَدَى، "إقبَالُ"
وكأنَّما هوَ صَدَى إلهامِهِ
"فَلَكٌ" تُردِّدُ رجعَهُ الأجْيَالُ
طُوبَى لِباكِستانِ فِيهِ مُكافِحاً
حُقَّتْ بِهِ - لِشُداتِهَا الآمَالُ
في (المشْرِقَينِ) بَيَانُهُ مُتَهَلِّلٌ
وبِمَا يُبَشِّرُ تُضرَبُ الأمْثَالُ
بَهَرَ المَسامِعَ، والمَجَامِعَ شِعرُهُ
وانْهَلَّ مِنهُ السِّحرُ؛ وهوَ حَلالُ!!
مَلَكَ السَّنا والشُّهرُ حَبَّةَ قَلْبِهِ
وحَكى المُزونَ يَراعُهُ السَّيَّالُ
أشْجَاهُ مِنْ عَنتِ الحَياةِ عُقُوقُهَا
وغُرُورُهَا، والجَهلُ؛ والإهْمَالُ
فَشَدَا على (قَيثَارِهِ) مُتَرنِّماً
بالحقِّ – والدُّنيا هَوىً؛ وضَلالُ
ألقَى الخَلائِقَ - وهي تَركُضُ حَولَهُ
حَيرَى! ومَرتَعُهَا أَذَى، و وَبَالُ
ما بَينَ جَبَّارٍ يَصولُ مُسَلَّطاً
أو عَابِثٍ – نِيطَتْ بِهِ الأغْلاَلُ
فانْقَضَّ كالصَّقرِ المُحَلِّقِ دَاعِياً
لِلَّهِ - لا رَهَقٌ؛ ولا اسْتِغلالُ
وهَتَافُهُ "الفُرقَانُ" وحَيْاً، مُشرِقاً
وبِهِ الغُدُوُّ يُضِيءُ - والآصَالُ
حَيثُ "المَثَاني" المُعجِزَاتُ يَقِينُهُ
و "هُدى الرَّسولِ" بَيَانُهُ السَّلْسَالُ
أصغَى الشَّبابُ إليه، وانتَصَحَ الأُولَى
مِن قَومِهِ، اغْتَالتْهمُوُ الأغوالُ
فَتَمثَّلوا (الإيمانَ) في (توحِيدِهِ)
وتَقَحَّموا الغَمَراتِ، وهي سِجالُ
وتَعاوَنوا في (البَعثِ) حَتى اسْتَمسَكَتْ
باللَّهِ (باكِستانُ) وهي نِضَالُ
فانْظُر إليها (دولَةً مرهوبةً)
مِنْ دُونِهَا تَتَقَاصَرُ الآجالُ
تَعلو؛ ويَختَرِقُ القَضاءَ نُسُورهَا
زُمَراً؛ ويزأرُ جَيشُهَا المُختالُ!!
لا غَرْو، فَهيَ بِرغْمِ كُلِّ مُكَابِرٍ
لِلطَّامِحين المُفلحِينَ – مَجالُ
يا شَعبَ (باكِستانَ) مَجدُكَ باذل
وَلَكَ (الرُّقِيُّ) حَقيقَةٌ؛ وخَيالُ
(أُحُدٌ) و(بَدْرٌ) لِلمُوحِدِ (آيهٌ)
لَكِنَّهَا -التَّصْمِيمُ- وهْوَ فِصالُ!
سَدِدْ خُطاكَ، وسِرْ على نَهْجِ الهُدى
فَبِكَ الضَّعِيفُ مِنَ القَوِي يقال!!
(إقْبَالُ) رُوحُكَ لَمْ تَزَلْ رَفَّافَةً
في الشَّرْقِ - وَهْيَ خَمَائِلٌ، وظِلاَلُ!
لَمْ يَفْنَ إلاَّ مِنْك جِسْمُكَ نَاحلاً
أَمَّا (رقَانَ) فإِنَّهَا (الشَّلاَّلُ)!!
وشَذَى الزُّهُورِ النَّاضِرَاتِ أريجُهَا
غِبُّ النَّدَى، وَبِهَا السِّمَاكُ يُنَالُ
بُشْرَاكَ! شَعْبٌ في (الخُلُودِ) فَإنَّهُ
زَيْنُ الوُجُودِ - وإنَّهُ لَمِثَالُ!!!
كُلُّ العُيُونِ رَنَتْ إلَيْهِ قَرِيرَةً
وعَليْهِ شِعْرُك هَامِياً يَنْثَالُ
مَا هَمُّهُ إلاَّ النُّهُوضُ إلى الذَّرَى
بَيْنَ الوَرَى! وحُمَاتُهُ الأشْبَالُ
وكِفَاحُهُ في كُلِّ مَا هُوَ (عِزَّةٌ)
و(كَرَامَةٌ) – وتَقَدُّمٌ؛ وجَلاَلُ
مُتَحَفِّزاً تَخْشَى النُّجُومُ شُعَاعُهُ
وشِعَارُهُ التَّكْبِيرُ – و(الإهْلاَلُ)
مَلأَتَ (مَحَارِيبَ المَسَاجِدِ) رَحَبَه
وعَلى (مَآذِنِهِ) يَقُومُ (بِلاَلُ)
وعَتَادُهُ (صُلْبُ الحَدِيدِ)، وإنَّهُ
لأشَدُّ ما تُصْلَى بِهِ الأهْوَالُ!!!
أمَّا (العَدِيدُ) فَلَيْسَ يُحْصَر كَثْرَةً
وكَفَى العَرِينَ "السِّنْدُ" و "البَنْغَالُ"
فَاخِرْ بِهِ الآفَاقَ "سَعْياً" والوَرَى
"وَعْياً" وَهَذَا (الحَقُّ فِيهِ يُقَالُ)!!
وعَلَيْكَ مِنْ رِضْوانِ رَبَّك (رَحْمَةٌ)
تُجْزَى بِهَا!! ولِشَعْبِكَ الإقْبَالُ
(مكة المكرمة) 16 ذي القعدة عام 1376هـ الموافق 15 مايو عام 1960م.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :372  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 500 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

يت الفنانين التشكيليين بجدة

الذي لعب دوراً في خارطة العمل الإبداعي، وشجع كثيراً من المواهب الفنية.