شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
اللَّهُ أكبرُ ما في الموتِ من حَذَرٍ (1)
أَدمعةٌ هي تُذريها فتَنهَمِلُ
أم جمرةٌ بسوادِ القَلبِ تَشتَعِلُ
وهل عيونُك غاضتْ أم هي انصهرتْ
وهل بُحورُك جفتْ أم هي الوَشَلُ
* * *
اللَّهُ أكبرُ ما في المَوت من حَذَرٍ
ولا احتيالٌ إذا ما استُوفيَ الأجلُ
هيهات منه التَّوخِي وهو مُنطلقٌ
من حيثُ لا الرَّيثُ يُثنيهِ ولا العَجَلُ
* * *
غيبٌ تحجَّبَ لا يدري بهِ أحدٌ
ولا عظيمٌ به يفدى ولا بَطلُ
بينا الأماني بالإِنسانِ جَامحةٌ
إذا بهِ هو يُنعى حيثُ يختزلُ
يجتثُّهُ القَدَرُ المَحتومُ راصدةً
فيه (المَنونُ) ويحدوهُ بها الأَملُ
* * *
يُشفى المريضُ وقد أعيته عِلَّتُهُ
وقد يَموتُ (المُعافى) وهو مُكتملُ
وكم حفيدٍ ثَوى والجدُّ يخلفُهُ
في النَّاسِ والعمرُ المَرذولُ يمتَهِلُ
أضفى الشبابُ عليه كُلَّ سابغةٍ
فما تيقَّظَ إلا وهو مُرتحِلُ
* * *
عجبتُ للموتِ يَستصفي على بَصرٍ
خيرَ الرِّجالِ ومن ضَحّوا ومن بَذلوا
من كُلِّ ذي نسبٍ عالٍ وذي حسبٍ
غالٍ ومن هو في أخلاقِه المَثَلُ
كأنَّهُ وقضاءُ اللَّهِ يحفِزُهُ
مُوكلٌ بالهُدى والصِّدقِ يَنتشِلُ
يكادُ في صَمتِهِ الدَّاوي وبغتِهِ
يبوحُ بالسِّرِ والنَّجوى ويَبتَهِلُ
* * *
في الأرضِ من كلِّ خلقِ اللَّهِ أفنيةٌ
شتى ولكنَّهُ (بالفَضلِ) مُحتفلُ
ينقضُّ ينقصُها حِيناً ويقنِصُها
في كُلِّ نَدبٍ بهِ الإيمانُ يَشتملُ
في (قانتٍ خاشعٍ) أو صَالحٍ وَرعٍ
أو مُحسنٍ في اكتسابِ الحَمدِ يَكتهِلُ
* * *
إِني نظرتُ إلى الدُّنيا فلم أرَها
إِلا (نقائضَ) منها السَّقمُ والعِللُ
وما الدواءُ لها إِلا السخاءُ بها
والضنُّ بالدينِ مهما استفحلَ الجَدلُ
أشجى البلاءُ بها الأبرارَ فالتمسوا
منها النَّجاةَ وما زَاغوا وما جَهِلوا
تبوّأوها على عِلمٍ فما وهَنوا
ولا استكانَ بهم قولٌ ولا عَمَلُ
* * *
يا راحلاً وعليه المَجدُ مُنتحِبٌ
والقلبُ مُنفطِرٌ والحُزنُ مُنتخلُ
ويا أبا الفِتيةِ الأمجادِ ما فتئوا
(شَروى أبيهِم) ومن أخلاقِهِ انتهلوا
لأنت في الحقِ حيٌ في شَمائِلِهمْ
وليس منهم وقدْ أرضوكَ مُتكلُ
بل هُمْ ثناؤك في دارِ الفناءِ وفي
دارِ البقاءِ بك الفِ سُ يَحتفِلُ
* * *
ما كنتَ إِلا (لإبراهيمَ) قُرَّتَهُ
في كُلِّ ما هو بالتوفيقِ مُتَّصِلُ
في جَدِّهِم في (أبيهِم) والعزاءُ بِهم في
(خالِهم) خيرِ ما يَجري بِهِ المثلُ
وأنت في كَنَفِ الرَّحمَنِ تَشهدُهم
أحظى البنينَ وأهداهُم بما اشتملوا
* * *
قَضيتَ تنهضُ بالأعباءِ مُرهِقَةً
والأفقُ يَربَدُّ والآراءُ تنتضِلُ
وللأناسيِّ بالإِرجَافِ تصديةٌ
كأنَّها بعزيفِ الجِّنِ تَصطَهِلُ
* * *
طُوباك أَنَّكَ (عبدُ اللَّهِ) في سَفرٍ
وخيرُ يومٍ وشهرٍ فيه تَنتقلُ
شهادةٌ لك بالرِّضوانِ ناطقةٌ
وذلك الفوزُ فابشرْ أيُّها الرَّجُلُ
سَقى ضَريحَكَ في الأَبرارِ مُرتَجَسٌ
من رحمةِ اللَّهِ وهو العَارِضُ الهَطِلُ
وللمستظلِ جِنانَ الخُلدِ مُتكئاً
على الأرائكِ لا زيفٌ ولا زَغَلُ
وليُعظِم اللَّهُ فيك الأجرَ ما ذَرفتْ
لك العيونُ وما راعتْ بِك المُثُلُ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :382  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 498 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الدكتور واسيني الأعرج

الروائي الجزائري الفرنسي المعروف الذي يعمل حالياً أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السوربون في باريس، له 21 رواية، قادماً خصيصاً من باريس للاثنينية.