شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
وما قلبُه إلاّ سليمٌ ونُصحُهُ (1)
قويمٌ كمثلِ السيفِ إذ هو بَاهِرُ
ألا إنما بالعِلمِ - تُحدى البَشائرُ
وفي أهله تزدادُ فينا المفاخرُ
به يرفعُ الرحمنَ كلَّ مُجاهدٍ
ويمنحُهُ التوفيقَ وهو يُذاكرُ
ويسطعُ منه النورُ في غَلَسِ الدُّجى
ويَحظى به في الناسِ من هو صَابرُ
ويعنوا له "المجدُ الأثيلُ" بما حوى
وما هو فيه "بالبيانِ" يُحاضِرُ
تُظلِّلُهُ الأملاكُ في غدواتِهِ
ورَوحاتِهِ والفضلُ فيه يُكاثرُ
وهل فازَ بالتكريمِ إلا أخو النُّهى
ومن هو موهوبٌ ومن هو مَاهِرُ
وكم نبغتْ في "الصولتية" واهتدتْ
مواكبُ تترى كالنجومِ زواهرُ
فكانوا "لدينِ اللَّه" من خيرِ أمة
بهم تُضربُ الأمثالُ وهي سَوائرُ
"أساطِينُ" لم تبرحْ صدىً ذِكرياتُهُمْ
بهم تتغنى في النَّوادي (المنَابرُ)
أفاضَ عليهم "رحمةُ الله" نعمةً
هدى ألف شهرٍ وهي فيهم ذَخائرُ
بكلِّ صحيح في "الحديثِ" تضلَّعوا
وكُلِّ مبينٍ في التفاسيرِ ناظروا
شهِدنا لهم أصحابَ حُكمٍ، وحِكمةٍ
بهم كلُّ جهلٍ ما تلجلجَ خَاسرُ
بهم زانتِ الآفاقُ وانطلقَ الهُدى
وعزتْ بهم في المروتينِ المشَاعِرُ
وما هم قليلٌ إنَّهم (لمعالِمٌ)
أفاءتْ إليها كالبوادي الحواضرُ
تَهادَتْ بهم في "المسجدين" مَجامعٌ
وطابت بِهِم للواردينَ المصَادِرُ
فمنهم – ومنهم كلُّ حَبْرٍ ومُلهَمٍ
وكلُّ تَقيِّ لم تشُقهُ المَظاهِرُ
تسربل بالإيمان وهو دُثارُهُ
وبشَّرَ بالإحسانِ وهو مُهاجِرُ
وما قلبُه إلا "سليمٌ" ونُصحُهُ
قويمٌ كمثلِ السيفٍ إذ هو بَاتِرُ
جديرٌ بنا – والأرضُ في رجفاتِها
تُعابِثُ بالألباب فيها الفواقرُ
بأن نقتفي آثارَهم – في عزائمَ
بها تتوقى السيئاتِ الضمائرُ
أولئك "أصحاب اليقينِ" وما لنا
سواهُم إلى حِفظِ التُّراثِ مَنائرُ
وفيكم، ومِنكم من نَرى الخيرَ كُلَّهُ
تمثَّلَ فيه وهو كالشمسِ باهرُ
فكونوا – كما كانون – هُداةً (أئمةً)
فأنتم لنا - أبصارُنا والبَصائرُ
ولا برحتْ هذي "الصُّفوفُ" سويةً
"بمسعودِها" وهو المعيدُ المُناصرُ
و(الأملُ المنشودُ) نرجو بقاءَهم
وأبناءَهم ما انهلَّ بالغيثِ مَاطرُ
ونُزجي تهانينا – إلى كلِّ ناجحٍ
وهَنْ خَطُّهُ بين التلاميذِ وَافرُ
وأضعافَها – نهدي الأساتيذَ عابِقاً
شذاها وفيها تستعيرُ الأزاهِرُ
فقد حملوها كالجبالِ أمانةً
بها الحقُ يَعلو وهو أبلجُ نآثرُ
وسوف يوفَّونَ الجزاءَ خُلودُهم
بجناتِ عدنٍ يَومَ تُبلى السَّرائِرُ
وقد كنتُ فيها طالباً مُنذُ بِضعةٍ
وستينَ عاماً غير إنِّي غامرُ
غَداةَ استضاءَ الفجرُ منها بمكة
وزالت بها الظَّلماءُ وهي دَياجِرُ
وكانت وما زالتْ مثابةَ من بِهم
نُباهي ومن هُم في المقامِ الأكابرُ
وإني وإنْ لم أُحصِ ما هِيَ قدَّمت
وبالرغمِ من عَيِّ وحَفْري لشاكرُ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :395  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 459 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

أحاسيس اللظى

[الجزء الثاني: تداعيات الغزو العراقي الغادر: 1990]

ديوان الشامي

[الأعمال الكاملة: 1992]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج