شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
وأحرَ بِنا تكريمُهم في الطَّلائِعِ (1)
هل المجدُ إلاَّ السيفُ والعِلمُ والتُّقى
ونشر الهُدى إبَّان عصرِ الزَّوابِعِ
وهل بلغتْ إلا بذلك (أُمةٌ)
أمانيَّهَا في دَهرِنَا المُتدافِعِ
وهل أدركتْ (عدنانُ) غايةَ شوطِهَا
بغيرِ الذي أوردتهُ في الوقائعِ
فكم أرسلتْ في كلٍّ قُطرٍ وبقعةٍ
أشعةَ (هَديٍ) مع ضياءِ مُتتابعِ
وكم خلَّفت آثارَها في نفوسِنا
خواطِرُ تَعدو بالنفوسِ النَّوازعِ
وكمْ سجَّل (التاريخُ) عنها صَحائِفاً
تُضيء وتَبدو كالنُّجومِ الطَّوالعِ
إذا راحَ يتلوها الزَّمانُ مُرتِّلاً
لسنا بها فضلُ اتباعِ الشرائعِ
* * *
فما كان في دينِ الإِلهِ ووحيهِ
سوى الخيرِ مشفوعاً بِسدِّ الذرائعِ
فما فيهِ تضليلٌ ولا فيه حَيْرةٌ
ولا فيه تلبيسٌ لنيلِ المَطامِعِ
ولكنَّه دِينٌ صريحٌ منزَّلٌ
تبين فيه كلُّ أمرٍ وَوازعِ
فذلك معنى الرُّشدِ ولو لمْ يكن له
(من الفضلِ إلاَّ حسنُه في المَسامعِ)
يَحُضُّ على التقوى وينهى عن الهَوى
ويأمرُ بالمعروفِ في كُلِّ جَامِعِ
ويدعو إلى الإِحسانِ والْبِرِّ والتُّقى
ودَركِ المَعالي واتخاذِ الصَنائِعِ
* * *
وأعظمُ داءٍ في البسيطةِ قد فَشا
وأعيا الورى استصلاحُه بالنواجِعِ
تَنكُبُّ منهاجَ (الشريعةِ) ضِلةً
وموجةُ (أَسحادٍ) وصيحةُ خادعِ
فإيانَ يُصغي المَرءُ يَسمعُ فِريةً
على الدينِ تَسري كالسمومِ النَّواقِعِ
وكيف استدارَ الطرفُ يشهدُ بِدعةً
يلجُ بها غادٍ كَنقِّ الضفَادعِ
إذا لعبتْ في رأسِهِ نشوةُ الطُلى
أعادَ وأبدى في القلوبِ البَلاقعِ
وقد راعنا (غولُ التجدُّدِ) مُذ بَدا
وأيقظَ من أجفانِنَا كُلَّ هاجِعِ
فلو كان في التجديدِ ما نحن نبتغي
من الدِينِ والدنيا وجمِّ المنافعِ
ولكنَّه دعوى تواري وراءَها
ضلالُ الليالي وائتمارُ الصوامِعِ
وأَعظمُ فخرٍ في الحياتينِ حرصُنا
على الدينِ والأَخلاقِ رغمَ القوارعِ
فبالدينِ لا نخشى من الأمرِ كائناً
وبالدينِ نَرجو أُخرياتِ المراجِعِ
وما الدينُ إلاَّ أن نسود ونرتقي
ونَسعى حَثيثاً في ازدهارِ المَرَابِعِ
ونخلعُ أثوابَ البطالةِ عَاجلاً
ونسلكُ كالأَجدادِ تلك المَهايِعِ
وليس كما يَرويهِ عنه مُضللٌ
ولا هو ترجيعٌ ورنةُ سَاجِعِ
ولكنَّه حزم وعزمٌ وقوةٌ
ونورٌ وفرقانٌ وحجةُ صادعِ
فأصبحَ من عزمِ الأمورِ وخيرِها
تعهدُ هذا (المعهدِ) المتواضعِ
فمنه رَجونَا أن نرى عُصبةَ الهُدى
تَصدُّ نوازي الجامحِ المُتراجِعِ
تذودُ عن الإسلامِ عاديةَ الهوى
وتحفظُهُ من عابثٍ ومُخادِعِ
وقد حقَّق اللَّهُ الأَماني بمعشرٍ
نباهي بهم حين التفافِ المَجامِعِ
أقاموا براهينَ التفوقِ في الهُدى
ولم يُثنِهمْ عنه اختلافُ المَوانعِ
فحقَّ بهم فخرُ البلادِ وأهلِهَا
وأحر بنا تكريمُهم في الطَلائِعِ
وأكبرُ تشجيع لهم في صُفوفِهمْ
زيارةُ هذا الكواكبِ المُتلامِعِ
فلا زالَ مشكورَ الأيادي مُحبباً
بآمالِهِ نمضي بأسعدِ طالِعِ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :386  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 435 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج