للهِ درُّكَ (شاعراً) من كاتبٍ |
خِصب الخيالِ (وكاتباً) من شاعرِ |
عجباً أتجزعُ من رسالةِ (ميِّتٍ) |
قد كان منك وكنتَ قُرةَ ناظرِ |
* * * |
إِنَّ الدُّعاءَ إلى السماءِ (بريدُها) |
في غيرِ ما طُرسٍ وغيرِ محابِرِ |
فابعثْ إليه جوابَهَا (مُترحِّماً) |
واستوهِبِ الحُسنى لهُ من غَافِرِ |
سِراً إذا ما شئتَ أو إجهرْ بِها |
سيِّانَ ذلك باطناً من ظَاهِرِ |
هوِّنْ عليك (أبا عصامٍ)
(2)
واتئدْ |
كلا فليستْ (نكتةً) من ماكرِ |
بل إنما هي في الحقيقةِ من فتىً |
حيٍّ ونَدعوه (بعبدِ القَادِرِ) |
وأبوه (محمودٌ) وذلك (يوسفٌ) |
وكِلاهما لك (غائبٌ) في حَاضِرِ |
* * * |
أوسعتَه فَزَعاً فلجَّ بِهِ الأسى |
وكأنَّما هو في جَناحيْ طَائرِ |
هلا سألتَ أمِ اقتنصتَ دُعابةً |
أمْ أنَّها مُلحُ (الفُؤادِ الشَّاكِرِ) |
* * * |
فاهدأ ولا تخشْ المَنونَ فإِنَّها |
سبقتْ إلى (فَلكِ البيانِ السَّاحرِ) |
وبه اكتفتْ من غيرِهِ في (مقرمٍ) |
فذٌّ وربُّ شواردٍ وسَوائرِ |
من دارتِ (الفُصحى) بِهِ (إَعجازها) |
في الناطقينَ الضادَ غيرَ مُكابرِ |
واهنأ بعيدِ الفِطرِ بين (كنائفٍ) |
و (لفائِفٍ) و (طرائفٍ) و (نوادرِ) |
واعلمْ بأنَّك في شبابِكَ لم تزلْ |
رغمَ (انحنائِكَ) تاسعٌ في عاشرِ |
ولك الشِهادةُ حِسبةٌ تُحظى بها |
من كُلِّ (ذي مئةٍ) وكُلِّ مُعاصرِ |
* * * |
مهما (المشيبُ) عليك مدَّ رواقَهُ |
فمن اعتلاءِ (منابرٍ) و (طَوائرِ) |
لا إِنَّ (سِنَّكَ) قد تَقدَّمَ واستوى |
بلْ إنَّه (عَرَضٌ) وليس بِضَائِرِ |
ولعلَّهُ يَسَودُّ بَعدَ بَياضِهِ |
في فَرحةٍ تَغشاكَ عفوَ الخَاطِرِ |
* * * |
ولك البقاءُ فلستَ تُدعى مُطلقاً |
(بالبرقِ) أو طيفِ (البريدِ) العَابِرِ |
إِلاَّ إلى طيبِ الحَياةِ وصَفوِهَا |
ونعيمِهَا المُترقرقِ المُتوافِرِ |