شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
بنزرت المجاهدة
لا الدَّمعُ يُجدي، ولا الآهاتُ تجزينا
تفجَّرَ الغيظُ.. و"الرَّحمن" يَشفِينَا
أغرى "العلوجَ" بنا (التفريطُ) فانطلقوا
ردْحاً من الدَّهرِ (أشتاتاً) يسومُونَا
إذا (السُّلالات) حيرى في (تفرُّقِنا)
والجهلُ ينشُرُنَا طوراً ويَطوينا
وللهوى والنَّوى بطشٌ، وسيطرةٌ
اللهوُ يُوصِمُنا - والقهرُ يُصمِينا
حتى تيقَّظَ منَّا كلُّ ذِي كَبدٍ
حَرَّى، ولجَّ بنا (الإيمانُ) يَهدِينَا
من "المحيطِ" سَمِعنَاهَا مُدوِّيَةً
إلى "الخليجِ" ترانيماً تُنادِينا
تجردتْ من خطايَانا، وزُخْرُفِنا
واستقبلتْ شَرفات "الخُلدِ" تمكينا
تصبو إليها بنا الأرواحُ صَاعدةً
عَبْرَ السماءِ، ونرقَاها (ميادينا)
فما البقاءُ على ذُلٍ سوى عبثٍ
والموتُ أجملُ منه حيثُ يُحيينا
وهل تطيبُ لنا الدُّنيا وزينتُها
والنارُ في سَرحِنا تُصلى مَغانينا
والكائدونَ عرابيدٌ لهم زَجَلٌ
والحاقِدونَ سراحينٌ - يُرِيغونا
ما كان إلا بِنا (الإنصافُ) نمنحُهُ
للعامِلينَ، وكم قُمنا (موازينا)
فما الذي غرنا؟ حتى استهانَ بنا
من ليسَ نَرضى به (كفؤا) يلاقينا
لَنحنُ أشبالُ آسادِ بهم فُتحتْ
(عواصمٌ) و (أقاليمٌ) تُحيِّينا
فهل لنا من سَبيلٍ غير تضحيةٍ
إلى "الأُبوَّةِ" لم تبرحْ تُناجينا
ويحاً، أ"بنزرت" في البلواءِ غارقةً
والعُربُ من حَولِها "تُسعونَ مليونا"
تبيتُ - والهولُ في آفاقِها رَصَدٌ
والبأسُ يَحصِدُها، والبؤسُ يُشيجنا؟!!
وللثُكالى بها – و "الغيدِ" همهمةٌ
هي "الصَّريخُ" هي "التقريعُ" يعنينا
فَلَذَاتُنا هن - لولا أنهن "مها"
وكلهُنَّ إلى "الخنسَاء" ينمينا
كأنما بثُّهُنَّ البحرُ – مصطبخاً
والموجُ مضطرباً، والثأرُ مجنونا!!
وهل "فرنسا" سِواها في مباذِلِهَا
وهل تحيفنا إلا تغابينا؟!!
بالأمس فرَّت بها (الأقدارُ) جافِلةً
من "هتلر" - وغداً من بطشِ أيدِينا
أبناءُ "حسان" (1) ما زالتْ جحافِلُهُم
كثيفةً - بالظُّبى والبيضِ تَروينا
أهكذا هي؟ لا عاشتْ – حضارتُكُم
عَصفاً، وقَصفاً، وتزويرا وتلوينا؟؟
أم أنها القتلُ - والتدميرُ في قَرن
وهل تعُدُّونَ البَغي "تمدينا"؟؟!
"ديجولُ" ويلَك، واذكر دائماً عِظةً
"ببورسعيدَ" لقد أُنسيتَها حينا!!!
أما نَهاكَ نُهَاكَ الضَّحلُ عن شَططٍ
تعيدُه تارةً أخرى، وتبلونا؟؟!
تبتْ يداكَ!! ويم شطرَ "عاصفةٍ"
(إياك تَعنى) وزحْزِحْ عنك "برلينا"!!
ذُدْ عن (رُباكَ) ودَعْ "بنزرتَ" نَمنعُها
أولا!! فدونَك ولتسفحْ - قرابينا!!
واخلِ "الجزائرَ" طَوْعَا - أنها غصصٌ
واستبق جيشك أن تلقاه (مطحونا)
وانظر وراءك (أوروبا) – ومحنتها
من قبلِ أن تُبتَلى "محواً" وتقرينا
إنا عقدنا على "الحسنى" عزائمنا
مهما بذلنا، وأن الله يكفينا
وللشعوب إذا ضاقت - وإن سخطت
ما (للمنايا إذا انقضت) طواعينا
(صهيون)! فيك لها حلف تدل به
لبئسَ حلفكما - ما انفكَ مغبونا
شتان حلفكما - من حلفِنا – ثقةً
(نحمي حمانا) - ولا نبغي - وتبغونا
 
طباعة

تعليق

 القراءات :382  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 335 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ عزيز ضياء

[الجزء الثاني - النثر - حصاد الأيام: 2005]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج