حلمٌ تزاور في (الكَرى) |
أم سيفُ عزمِك في (كرى) |
ما كان في خَلَدِ (القرو |
ن) ولا (حديثاً يُمترى) |
إنَّ السَّراةَ صباحَها |
قد عادَ محمودَ السُّرى |
شاقتْ بها جَنباتُها |
وتمهدتْ منها (الذُّرى) |
ومشى السَّحابُ خِلالها |
مُتقطعاً مُتعثرا |
* * * |
إن (الهَدى) و (شعارَه) |
وُصِلتْ به أمُّ القُرى |
أبصرْ (يمينَك) تقتربْ |
منك الرفارفُ من (حِرا) |
وترى (طفيلَ) و (شامةً) |
و (المُنحنى) و (المِشعَرا) |
و (المروتين) و (ذي طُوى) |
و (قعيقعانَ) و (حَزورا) |
* * * |
و (تَهامةٌ) بيسارِهِ |
تهتفُ به (إطرقْ كرى) |
و (البحرُ) في أسيافِه |
ِيمتدُّ أخضرَ أحمرا |
والماءُ بين غِياضِهِ |
كالسلسبيلِ إذا جرى |
و (معسلٌ) يا حَبذا |
هو شلشلاً ومُعطرا |
(أمنيةٌ) وتحققتْ |
ولكم تعاصتْ أعصُرا |
ما كان أنْ نُحظى بها |
يوماً ونطمعُ أن ترى |
لولا (السعودُ) وحظُهُ |
لأبى التطامنِ مَعبرا |
(جبلٌ) على هاماتِهِ |
وُلِدَ الزمانُ وعَمَّرا |
بيناهُ في (جَبروتِهِ) |
مُتنفِجاً مُتصعِرا |
أمسى وأضحى ضَارعاً |
مُستسلماً مُستأسِرا |
مُتزملاً (بعُقودِهِ) |
و (سدُودِهِ) مستبشرا |
من عهدِ آدمَ لم يزلْ |
يصلِ الثُّريا بالثَّرى |
* * * |
حطم (الحديد) ببأسه |
آثافه فتغورا |
وأزاح عنه حَزونه |
حتى استقام ميسرا |
قد كان يخشى يومَه |
ومصيرَه متحيرا |
(فأبو قبيسٍ) في الصَّفا |
و (ثبيرُ) عادَ (مُحسرا) |
شُقَّتْ بكلٍّ منهُما |
طرقٌ عَنتْ وتنظرا |
واليومَ يضحكُ شامِتاً |
فيه (الغَمامُ) مُكوَراً |
ويغيظُهُ في (كِبرِه) |
(الكرِ) ما هو كَبرا |
والرائحُ الغادي الذي |
يا طَالما فيه انبرى |
لكأنني بقَناتِهِ |
وبِلابتيهِ الشَّنفَرى |
أعدو وأشدو راتعاً |
بين (المروجِ) مُشمِّرا |
وأرى مناكبَ كبكبٍ |
روضاً أريضاً مُثمرا |
وشِعابُهُ وهِضابُهُ |
مَرجاً فسيحاً أَخضرا |
غناءَ وارفةَ الظِلا |
لِ تضمُّ أشتاتَ الوَرى |
من كُلِّ مُفترِّ الرؤى |
يُضحي ويُمسي مُخضرا |
و(غدا) تمايسَ فوقَهُ |
ذاتُ (الدركسِ) بخترا |
تعلو تهبطُ بالأُلى |
جَعلوا ثناءَك مِنبرا |
من حيثُ ما هُم أدلجوا |
وجدوا صباحَكَ مُسفرا |
* * * |
بُشراك (وجٌّ) وليفِضْ |
فيك (السَّحابُ) مُسخَّرا |
وسَقاكَ منبجسُ الحَيا |
غيثاً مُلّثاً مُمطرا |
ما أنت إلا جَنةٌ |
وبك (المَصيفُ) تطورا |
بل أنت أزهى عِندنا |
مما حَوته (سويسرا) |
ومن المَصايفِ كُلِّها |
إن (صوفراً) أو (أسمرا) |
ستكونُ أبهى زينةً |
منها وأجملَ مَنظرا |
ووراءَ (طائِفِكَ) (الشَّفَا) |
(والصيدُ في جوفِ الفَرا) |
حيث (الجدَّاولُ) و (الحدا |
ئقُ) و (الفنادقُ) و (القرى) |
والزهرُ فوّاحُ الأريـ |
ـجِ مُدرَهَماُ ومُدنَّرا |
ولكُلِّ ذي قِيثارةٍ |
(لحنٌ) يَطيبُ مُكررا |
ما شدوُهُ في أيكِهِ |
إلا الدعاءُ مُنورا |
أنْ يحفظِ اللهُ (المليـ |
ـكَ) وأن يعيشَ مُظفَّرا |
(العاهلُ) الفذُّ الذي |
أحيا البلادَ وطَهَّرا |
من ليس نُحصي فضلَهُ |
فيما أشادَ وعَمَّرا |
وليحيى (فيصلُ) صِنوُهُ |
بَدراً مُنيراً أزهرا |
هذا النعيمُ وحقّه |
أن يُستدام ويُشكرا |
هذا الخُلودُ وسِرُّهُ |
(تَقوى) الإِلهِ لِمنْ درى |
* * * |