شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
البحر يحيِّي والرُّبى - حيثُ ما وَطِئتَ - ربيعٌ
ألسُنُ (البَحرِ) بالعَشِي تتكلم
أم هوَ (الموجُ) شادياً يترنَّمْ
ويكأني إليه أُصغي، وأُفضي
عنه في (الحفلِ) بالهزيجِ المُترجمْ
كل فضفاضةٍ الذيولِ اشترأبتْ
لك فيه، بثغرِهَا تتبسَّمْ
تنفثُ الدُّرَ كالثنايا، وتُزجي
كُلَّ عقدٍ من الثَّنَاءِ مُعظمْ
ما لِذا (الفلك) بالثُّريَّا مُضيءٌ
حَسْبُه (البدرُ) في (سُعودٍ) مُتممْ
(الدُّجى) صدعته بك صُبحٌ
و (الضُّحى) فيك ماطلعتَ مُجَسَّمْ
والرُبى حيث ما وطِئتَ (ربيعٌ)
عَرفهُ منكَ بالأريجِ - مُنعَّمْ
والأماسيُّ بهجةٌ، وحَبُورٌ
كُلُّ أُمسِيةٍ بها الشعبُ يَحلَمْ
ثَمُلتْ بالرؤى العُيُونُ فقرَّتْ
وهي بالرُّوحِ - والرَّيَاحينِ - تنعمْ
ما كأنَّ القُلوبَ إلا قِطارٌ
ناطَهُ اللهُ في يَديكَ (مُخطَّمْ)
كُلَّما استشرفتْ إليكَ مليّاً
شَفَّهَا الحُبُّ، والجَلالُ المُطهَّمْ
فهي تقفُوكَ وانياتٍ، وتَشْدُو
بك في سِرَّهَا المباحِ - وتزهُم
(أمةٌ) آمنتْ على (بينات)
أنَّها فيك، لا تُضامُ، وتَغتَمْ
أنت عنها (الضياءُ) في كل عينٍ
وهي منكَ (اللّواءُ) حيث تُيمَّمْ
ولك الشعبُ كُلُّهُ مستجيبٌ
وهي في إثركَ اللّهامُ العَرمْرمْ
يحتذى فيك (قائداً) عبقريا
ويُفديَّك طائعاً غيرَ مُرغم
إنما هَذِه المواكبُ تترى
(حظُّكَ المُشرقُ) الوطيدُ المثدعَّمْ
هو اللهُ في شِغافِكَ (دينٌ)
وهو للحقَّ في يمنِك (مخذمْ)
ليس بدعاً عليك هذا التَّسامي
وتَوَاصِيكَ (بالَّتي هي أَقوَمْ)
يحذرُ الذئبُ أن يَهُمَّ بِشاةٍ
ويَخافُ (القَصَّاصُ) إن هو الصمْ
ويَشِيعُ السَّلامُ، والعدلُ فيمن
أنت تَرعاهُ من فصيحٍ وأعجمْ
وتَخِرُّ الجبالُ هداً - إذا مَا
أرعَدَ الجيشُ بالكُماةِ ودَمْدَمْ
ويُناجيك في دياجيكَ وعيٌّ
صادرٌ واردٌ بما هو أحزَمْ
ولم تزلْ ترفعُ البِناءَ - وتُعلى
كُلَّ مجدٍ وتصطفي كُلَّ مَعْلَمْ
كُلُّ يومٍ به الشَّمس تَجرِي
بِِك إشعاعُهُ المضيءُ يقسم
والبوادي حَوَاضرٌ - والغَوادي
مرزماتٌ وكُلُّ خيرٍ مُعَمَّمْ
تلك آثارُكُم تَدُلُّ عليكُم
وهي (سِفرُ الخلودِ) مَهما تقدَّمْ
لم أكنْ شاعراً، وغثٍّ بياني
غيرَ أنّي - بِعصرِكُم - أنا مُلهَمْ
أَنت طوَّعتَ لي (القَوافي) حتى
لَكأني أجُوسُهَا - وهي مَنجَمْ
بالشبابِ الطَّموحِ، بالشَّعبِ يزكُو
بالظُّبَا البِيضِ، والعتادِ المُرَكَّمْ
فتخالُهَا (رَعابيبَ) تُجلى
وهي غَيداءُ ذاتُ قرطٍ، ومِعصمْ
(صورٌ) مِنْ بَعدُ بالأيادي اعترا فٌ
بالذي أنت دُونَهُ تَتَجشَّمْ
أسفرَ (الفجرُ) وهو فيكَ مُبينٌ
ومضى الشَّعبُ زاحفاً يَتقَحَّمْ
والتقى (المجدُ) طارفاً - وتليداً
بين بُرديك، وارتقى وتقدمْ
* * *
قد بَلونا الحياةَ - فهي زحَامٌ
وخصام، وقل من هو يرحم
فاتخذنا شِعارنا (عربياً)
من هدى الله والرسول المحكم
وانتهينا عن الخنا - والتمني
ومن (الظن) و (الحديث) المرحم
ومشينا وراءكم - فتوارى -
شبح الموت، والضلال المحطم
واستهل (الأثير) عنكم برجع
يرأب الصدع بالفعال المصمم
مِننٌ فيكَ من (أبيكَ) تَوالتْ
وبِها اعتزَّ - وارتَوى كُلُّ (عَيْلمِ)
هي من (سَعِيكَ المُوفَّقِ) تنمو
وهي في (شَخصِك الكريمِ) تُكَرَّمْ
أيّها البَحرُ - إنَّما (الفُلك) هذا
(فَلَكٌ) في السَّماءِ - والأرضِ يُعصَمْ
الهُدَى فيه والنَّدَى - يَتَهامى
وهوى (الضَّادِ) كُلُّهُ (يَتأقلَمْ)
فتباهى بمن عليك، ونافِس
مطلعَ الشَّمسِ - (بالسُّعودِ) المُعَظَّمْ
(جدة) الباخرة (رضواني) - 23 صفر سنة 1373هـ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :371  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 258 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة الدكتورة عزيزة بنت عبد العزيز المانع

الأكاديمية والكاتبة والصحافية والأديبة المعروفة.