شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
مَن سَعى سَعيَكُمْ (1)
تنافسَ الخيرُ في سِيماكَ والجاهُ
فَقَرَّ عَيناً بما قد خَصَّكَ اللهُ
فما الوزارةُ بالكرسَّ فخفخةً
وإنما هي لفظٌ أنت مَعناهُ
* * *
إنْ كنتَ سُميتَ في عهدِ العُلى (حمداً)
فبالذي لك من سَعيٍ (حَمدناهُ)
أضنيتَ جسمَكَ بالأعباءِ تَحملُها
ثقيلةَ الوطءِ حتى بثَّ شكواهُ
وظلَ قلبُك خَفاقاً ترفُّ بهِ
شتى الخَواطرُ تُذكيها حَناياهُ
كأنَّه وهوَ بالأشجانِ مُشتمِلٌ
ما بينَ جنبيكَ ذو بطشٍ تَحدَّاهُ
وأنت في الحقَّ مِقدامٌ مَطامِحُهُ
مُتيَّمٌ سِرُّهُ فيها ونَجواهُ
* * *
رأيتَ كيف شعوبَ الأرضِ عاملةً
تَستنبتُ الصَّخرَ أفناناً وترعاهُ
وكيف تبتدعُ التَّنظيمَ دائبةً
فيه الجُهودُ وهامَ المجدِ تَرقاهُ
فرُحَت تلتمسُ الأسبابَ من كَثَبٍ
إلى النُّهوضِ وتَحبونا بِبُشراهُ
تَبُثُّ في الشعبِ روحَ الوَعي مقتبساً
أشعةَ التاجِ تَروينا رُؤيَّاهُ
* * *
لا ندَّعي أَننا قُمنا بِواجِبنَا
حتى نَرى الشعبَ عُقباناً مَطايَاهُ
حتى نَرى القَفرَ (دِيباجاً) خمائِلهُ
ا ستبرقٌ ورُبى الفِردوسِ شَطآهُ
حتى نَرى الجهلَ موءوداً بلا قَوَدٍ
يجتثُّهُ العِلمُ والأَطباقُ مَثواهُ
حتى نَرى الجيشَ و (المنصورُ) (2) قائدُه
ملءَ الفجاجِ وجِنُّ الأرضِ تَخشاهُ
حتى نُحقَّقَ وعدَ اللهِ نشدُهُ
فيما يُحِبُّ وما يَرضى بهِ اللهُ
* * *
هذا السبيلُ وفيه البعثُ لو عَلِموا
والخوفُ ما دونَهُ والأمنُ مَرساهُ
* * *
بوركتَ يا (حَمدُ) فاسمعْ بلا ضَجَرٍ
شَدوي وحسبُكَ أَني فيه أوَّاهُ
إني أرى لكَ في الأَخلاقِ فَلسفةً
تَمثَّلَ (النُّبلُ) فيها وهي تَغشاهُ
في فِطرةٍ خَلُصتْ من كُلَّ شائِبةٍ
بها تَميَّزتَ والعَاداتُ أشباهُ
لا تهضمِ القولَ تَمويهاً ولا مَلقاً
وتَمقتُ الزَّعمَ إنكاثاً زواياهُ
وتنبذُ الجهلَ مَهما كان مَظهَرُهُ
والجهل ما ابتأستْ فيه ضَحايَاهُ
(أبا سُليمانَ) إنْ تُزجي الثنَّا عَطِراً
عليك غَضاً فإنَّ الحُبَّ أملاهُ
وما أثابَك مَولانا وسيِّدُنا
إلا بما أنت أَحرى أنْ تَلَقَّاهُ
شهدتُ أنَّكَ بالتوفيقِ مُتصِفٌ
وأنَّكَ الشَّهمُ زانتهُ سَجَاياهُ
بلغتَ منزِلةَ الأَفذاذِ في نصَبٍ
ما كان أعظمُه بَرحاً وأشجاهُ
* * *
لَنحنُ أنتَ بِهذا الفخرِ تُدرِكُهُ
وأنت نحنُ ومهما حُزتَ حُزناه
إن الطبيبَ الذي لَبَّيتَ دعوتَهُ
جميعُنَا لك بالتكريمِ لَباهُ
واللهُ يحميكَ من تطبيبِهِ أبداً
في صِحةٍ هي أقصى ما تَمنَّاهُ
* * *
محمدٌ أنت (جالينوسَ) أُبصِرُهُ
في كَفهِ (مِجهرٌ) شفَّتْ مِراياهُ
وقد تنمرتَ لِلعدوى تُكافِحُها
فما لِضيفِك قد أعدتْكَ عَدواهُ
ها أنت تَحكيهِ في جُودٍ وفي كرمٍ
والمالُ أربحُهُ بالشُّكرِ أسخاهُ
لازمتَ صُحبتَه حينا فأنت بها
نِعمَ الحفي ومن لامستَ حَاكاهُ
* * *
إنَّ المناصِبَ مهما استعظمتْ سِيرٌ
في الغَابِرينَ وفيها يُصهَرُ الجَّاهُ
فمن يُسخِّرُها للحَمدِ فهي بِهِ
جديرةٌ ولهُ في الخُلدِ ذِكراهُ
ومن تَمطى بها مُستكبراً صَلفاً
فكلُّ مَن حولِهِ كُرهاً تَحامَاهُ
* * *
لقد بلوناكَ (بسَّاماً) أخا شممٍ
سَبطَ البَنَانِ بهِ تُطوى مَزايَاهُ
تقفو أخاكَ ويقفو في شمائِلِهِ
أهدى المُلوكِ الذي أسدى وربَّاهُ
وتلك (للعَاهِل) المَحفوظِ مأثرةٌ
في الطَّيبينَ وخيرُ الشعبِ مَغزَاهُ
* * *
(آلُ السُّليمانِ) روضٌ ناضرٌ أََنِفٌ
همُ (العبيرُ) ومنهم فَاحَ أشذَاهُ
قد ثقفتْهُمْ على الأيامِ (جامعةٌ)
رُبَّانُها (المُصلحُ) الهَادي وتَقواهُ
في قصرِهِ ارتشفوا صَفوَ النَّدى نَهلاً
وباسمِهِ غَرَّقوا في النَّاسِ نُعماهُ
* * *
(عينان) إِحداهُما يُمنى وثانيةٌ
يُسرى وكِلْتاهُمَا في الخيرِ عيناهُ
* * *
تسنَّمَ المجدَ (عبدُ اللهِ) (3) يحفِزه
(عبدُ العزيزِ) و (تاريخٌ) تصباهُ
وأنت وابنُك كلٌّ مِنكُما (عَلَمٌ)
وصارمٌ في يمينِ البأسِ حَدَّاهُ
وأكبرُ القومِ أَحناهم بأصغرِهِم
ومن أحاطَ بهم عَطفاً جناحَاهُ
* * *
لم تَذخروا الوسعَ في الإِنشاءِ نشهدُهُ
والدينُ يُشرقُ بالدُّنيا مُحيَّاهُ
* * *
وما اكتنزتمْ بشُكرِ اللهِ (باقيةً)
كخدمةِ (التَّاجِ) حَيَّا اللهُ مولاهُ
مَحضتمُوُهُ قلوباً في بِطانتِهَا
بِرُّ البنينَ فأصفاكُمْ وأصفاهُ
مهما اكتسبتُمْ إليه ينتمي شرفاً
وما بذلتُمْ فمن كَفيْهِ جَدواهُ
فليأكل الحاسدُ المَكمُودُ مُهجتَهُ
ولْتصلَ أحشاؤه نَاراً شَظايَاهُ
* * *
ومن سَعى سعيَكُمْ حقَّتْ كرامتُهُ
وحَسبُهُ في غدٍ ما سوفَ يُجزاهُ
* * *
الأمنياتُ رُؤًى للمرءِ تَخذلُهُ
في صَحوِهِ وتناءى وهي تَنعاهُ
يا حَبَّذا هي لو كانت مُنجَّزَةً
قَولاً وفِعلاً وخيرُ العزمِ أمضاهُ
* * *
أجل مشينا ولكنْ دونَ غايتنَا
مراحلٌ ذاتُ أغوارٍ وأتيَاهُ
لا بُدَّ فيها من الإدراجِ يَسلبُنَا
بعضَ الكَرى ومَن التهويمِ نَأباهُ
تَواثبتْ حولَنا الآفاقُ عاصفةً
ونحنُ كالطفلِ تستهويهِ دُمياهُ
هذا (الوزيرُ) وهاتيكم نماذِجُهُ
شرائعٌ أينعتْ غرساً وأمواهُ
تُموَّنُ الشعبَ (أعناباً) وفاكهةً
ونخلُها مائسٌ و (الكرمُ) تَيَّاهُ
ومِثلَها جدة نشوى بسلسَلِها
نهرٌ وزهرٌ (ونفحُ الطيبِ) رَيَّاهُ
أغناهُ عنها (المجدُ) لولا تهافُتِهِ
أنْ يَقْتفي القومُ منه مَا تقفَّاهُ
لا ماتَ من عاشَ مِعواناً لأُمَّتِهِ
لا عاشَ من ماتَ والأكفانُ ثَوباه
* * *
لا يَحسبُ المجد مأخوذ به تَرفاً
ولا أرائكَ تعلو وهي مَهواهُ
المجدُ للشعبِ (إيمانٌ) وتضحيةٌ
وأن يسيرَ على نهجٍ تَوخَّاهُ
وأنْ نشيدَ ونبني شملَ وحدتِنا
في (ظِلَّ عرشٍ) قُلوبُ الشعبِ مَأواهُ
منارُنا بسعودٍ في تَألُّقِهِ
و (فيصلٌ) وهُما الصِّنوانِ شِبلاهُ
بيتٌ من المُلكِ في عَدنانَ مُرتَفِعٌ
يُداعبُ الشمسَ في القُطبينِ عِطفاهُ
فجَّرتُ فيه (بياني الحُرَّ) أَسكبُهُ
للشعبِ حيثُ تَحرى الشَّعبُ مرماهُ
هتافُنا فيه ما عِشنَا نُردَّدُهُ
أمدَّهُ اللهُ بالحُسنى وأَبقاهُ
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :332  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 241 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج