شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ألا إنَّ هذا اليومَ عيدٌ مُخلَدٌ (1)
تَرَنَّحتِ الأَعطافُ وابتسمَ الزَّهرُ
(ببيعةِ يُمنٍ) شأنُها النَّهيُ والأمرُ
لخامسِ عامٍ أينعتْ بثِمارِها
فَعَمَّ (بلادَ العُربِ) من طيبِها نشرُ
وما هي إلا العزُّ والسَّعدُ والعُلى
وإلا الأماني الغرُّ تُومضُ والفخرُ
تجلتْ بها (أرضُ الجزيرةِ) دولةً
لها (العَلمُ الخفَّاقُ) والعَسكرُ المجرُ
وصاحَ بها التاريخُ في رَبَضاتِها
ألا إنَّ ماضي العُربِ لاحَ له الفَجرُ
أباحَ لكم عبدُ العزيزِ بمُلكِهِ
مراعي هناءٍ لا (تميمُ) ولا (بكرُ)
سواءٌ لديه في (العَدالةِ) عاكفٌ
أقامَ وبادٍ دارُه المَهمهُ القَفْرُ
تجاوزَ أقدارَ المُلوكِ بحِلمِهِ
فحفَّ به (التوفيقُ) وانبلجَ (النَّصرُ)
وراحَ يُوالي السعيَ بالحزمِ شَاخصاً
(لنهضةِ) شعبٍ حقه النابُ والظفرُ
ووحَّدَ أشتاتَ البلادِ فأصبحتْ
وما بينها ضَغنٌ ولا دونَها سِترُ
وألَّفَ بين الخَلقِ باللَّهِ حكمَهُ
فعاشوا بعُرفٍ لا يكدَّرُهُ نُكرُ
وحاربَ جيشَ الجَّهلِ فاندكَّ حِصنُه
وأنفقَ سوقَ (العِلمِ) فاستبضعَ التُّجرُ
وما سهدتْ عيناه إلا لغايةٍ
تسامتْ فأضحتْ لا يُحيطُ بها الحَصرُ
وما تلك إلا أن يرى الشعبَ وحدةً
تَذَلُّ لها الدُّنيا ويعنو لها البَحرُ
* * *
فما العزُ وأيم اللَّهِ إلا شريعةً
بها انتعشَ الإسلامُ وارتفعَ الصَّدرُ
وما العزُّ إلا الفنُ تُبنى صُروحُه
وتسمو معانِيهِ إِذا انْطلَلقَ الفِكرُ
وما العِزُّ إلاَّ (النسجُ) والوَشْيُ بَاهِراً
كما ارتقشَ الطاووسُ أو لَمعَ التِّبرُ
وما العِزُّ إلاَّ الماء تجري عُيونُه
وتَرورى فَيافِينا إِذا انفلَقَ الصَّخرُ
وما العِزُّ إلاَّ أن تَرى القومَ سُبَّقاً
لِحذقِ الصَّنَاعاتِ التي دَرْكُهَا فَخرُ
وما العِزُّ إلاَّ أن تُحيطَ قلوبَنَا
وأخلاقَنا التَّقوى ويغمُرُهَا البِرُّ
وما العِزُّ إلاَّ (الأَعوجياتُ) ضُمَّرَاً
وفِرسانُ حربٍ لا يُنهنِهُهَا الزَّجرُ
فَديتُ الذي قالَ مِن قبلُ شطرَهُ
(فما المجدُ إلا السيفُ والفكةُ البكرُ)
بذلك تمتْ بيعةُ الرُّشدِ غُدوةً
وصدَّق آمالَ المُبايعةِ الخَيرُ
* * *
فحيا الحياةَ (أضيافُنا) ورباعُهم
كيومٍ تِغداقِ الغيثِ إذ أقبلَ السفرُ
هم الصفوةُ الأعضادُ (للضادِ) والأُلى
إذا ارتجلوا خِلنا (البيانَ) هو السِّحرُ
جهابذةٌ من آلِ يُعربَ نبعُهُمْ
نودُّ لو أَنَّ اليوم في قُربِهِمْ شهرُ
يحلُونَ داراً تزدهي بجِِهَادِهِمْ
فلا غَرَو إن وَشَّى مطارفَها البِشرُ
(حبيبٌ) إِلى بطحاءَ مكةَ مُوسمٌ
تحيي (مَعَدّاً) فيه (مكةُ) و (الحِجرُ)
وقد شاهدوا فيها الذي قد يَسُرُّهُمْ
على رغمِ ما شاءَ الكواشحُ والنُّكرُ
فَقُلْ (لدُعاةِ) السُّوءِ كُفُّوا ثُغَاءَكُمْ
فليس لكم فيما أَشَعتُمْ بِنا عُذر
فلو كان فيهم للعُروبةِ نخوةٌ
لَما أفَّكوا لكنْ تولاهُمُ الإِصرُ
كفى ما جنتْ أيدي العُصورِ التي خلتْ
فأين النُهى أين الحَصافةُ والطُّهرُ
ألا إِنَّ هذا اليومَ عيدٌ مُخَلدٌ
يَظَلُّ على كَرَّ الدُّهورِ لَه ذِكر
تدِلُّ به (عَدنانُ) في كلَّ حِقبةٍ
ويبدو عليها في (مواسِمِهِ) كِبرُ
فقد سلكتْ نَهجَ الحَضارَةِ واحتذى
مِثالَ (أباةِ الضيمِ) أبناؤها الكُثرُ
وما مرَّ إلا مثلُ تَرجيعِ طَرفةٍ
ببيعتِهِم حتى استقامَ بها السَّيرُ
فدونَك ما شَادتْ فَثَمَّ (مدارسٌ)
تَجِدُّ (وبعثاتٌ) تُثقَّفُها (مِصرُ)
وحولَك (عمرانَ) تَطَاوَلَ سَمْكُهُ
وحسبُك أنَّ الفقرَ بَدَّدَهُ الوَفرُ
وقد أمِنَ (العُدوانَ) من كان خائفاً
كما خَشيَ (القرآنَ) من قلبُه غَمرُ
لِمثلِ الذي أجدى الإلهُ بفضلِهِ
يحِقُّ الثناءُ المحْضُ والحَمدُ والشُّكرُ
* * *
فللَّهِ يومٌ أشرقتْ فيه شمسُهُ
على بيعةٍ يَحكي صَحائفَهَا البَدرُ
لمن أرهبَ الآسادَ بالجُردِ والقَنَا
وأذعنَ من إِنذاره السَّهلُ والوَعرُ
وليتَ (صَبا نجدٍ) إذا ما تأرجَّتْ
وماجتْ (بنفحِ الشيحِ) أعلامُهُ الخُضرُ
تنبَّىءُ (ذا التاجينِ) عَمَّا نُسِرُّه
(لِسِدَّتِه العُليا) ويا حَبذا الجَهرُ
فقد عَزَّ صبرُ الشعبِ عن نورِ وجهِهِ
ولكن خيالَ القربِ في روضِنا نَوْرُ
فلا برِحتْ أيامُك البيضُ دُرةٌ
تُلألأُ في (تاجِ العُروبةِ) يا (صقرُ)
ولا زالَ هذا المُلكُ رمزَ (افتخارِناَ)
تطيبُ به النُّعمى ويبتهجُ العصرُ
وأيَّدَكَ الرَّحمنُ (يا خيرَ عَاهِلٍ)
نمَتْهُ إِلى الأمجادِ آباؤه الزُّهرُ
و (أحياكَ) في عِزَّ ونَصرٍ وصولةٍ
و (أشبالك) الأبطالَ ما انهمرَ القَطرُ
وما احتفلَ (الأحفادُ) بالبيعةِ التي
تنافسَ في آثارِها النَّظمُ والنَّثرُ
وحالَفَكَ التوفيقُ يا (فيصلَ) الوَغى
وأعشبَ في أفيائِكَ النَّجدُ والغَورُ
وقرَّت بـ (عبَيدِ اللَّهِ) عيناكَ ما رَسى
(ثبيرُ) ولبى في (مَشاعِرِنَا) النَّفرُ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :428  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 132 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتورة مها بنت عبد الله المنيف

المدير التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري الوطني للوقاية من العنف والإيذاء والمستشارة غير متفرغة في مجلس الشورى والمستشارة الإقليمية للجمعية الدولية للوقاية من إيذاء وإهمال الطفل الخبيرة الدولية في مجال الوقاية من العنف والإصابات لمنطقة الشرق الأوسط في منظمة الصحة العالمية، كرمها الرئيس أوباما مؤخراً بجائزة أشجع امرأة في العالم لعام 2014م.