شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
 
وها هي لا يَرقى لأمجادها النسرُ (1)
عَلى طَاعةِ (الرَّحمنِ) قدْ قُضيَ الشَّهرُ
ومن فَضلِهِ حَلَّ الغَداةَ لنا الفِطرُ
وأصبحَ هذا "العيدُ" يختالُ نشوةً
فما فيه إلا السَعدُ والوَعدُ والأجرُ
به افترَّ ثَغرُ الصَّائمينَ وأَشرقتْ
أسرَّتُهُمْ والقلبُ أفعمَهُ البِشرُ
وفيه ثَوى الإقتارُ في جوفِ لحدِهِ
وعمَّ العُفاةَ الجودُ وانتشرَ اليُسرُ
فمَا ثَمَّ إلا بَاسِمٌ مُترنحٌ
تُظلِّلُهُ النُّعمى وينفحُهُ السيرُ
تبادلَ فيه الناسُ مَا رقَّ لفظُهُ
وراقتْ مَعانيهِ كما انتثرَ الزَّهرُ
وظللَّهُمْ عَهدُ "السُّعودِ" بِغَيْثِهِ
وما هو إلا العِزُّ والفَوزُ والنَّصرُ
إذا شئتَ لاقيتَ الذينَ أفاءَهمْ
مَرابِعُهُمْ نضرٌ وأفناؤهم خُضْرُ
كذلك أَمسَوْا لا نَرى في سَوادِهِمْ
قرينَ عفاءٍ لا يُبلِّلُهُ القَطْرُ.
وما ذاك إلا أَنهم قد تَمسَّكا
بحبلِ الذي ضاءَتْ بقُدرَتِهِ الزُّهرُ
فقد وَعَدَ الرَّحْمَن ُ جَلَّ جَلالُهُ
خَلائِقَهُ بالخَيرِ عن حَسُنَ الذِّكرُ
ولا ريبَ أنَّ السَّالكينَ طَريقَهُ
لهمْ ما تَمنْوا يومَ يضطَّربُ النَّفرُ
فلِلَّهِ حمدٌ لا انقضاءَ لِعهدِهِ
على عَدِ ما أَسدى وقدْ قَصُرَ الشُّكرُ
ِونسألُهُ الغُفرانَ عن كُلِّ فارِطٍ
وعمَّنْ غَفى أو حَطَّ من حظِّهِ الوِزرُ
إليكَ أميرَ "المَكّتيْنِ" تَوجهتْ
طَوائفُ بالتَّبريكِ يحفِزُها القَدْرُ
نعمْ قدَّرتْ فَضلَ الأميرِ ومَا لَهُ
من السَّعي في إسعادِهَا ولهُ الفَخرُ
وسالتْ بأبناءِ البلادِ شَوارعٌ
تَرومُ التَّهاني لا يُحيطُ بها القَصرُ
فذلك ما تَطوي القُلوبُ وبعضُه
يقصرُ عن تِبيَانِهِ النَّظمُ والنَّثْرُ
فعشْ في أمانِ اللهِ في ظِل مِن سَمَا
به الشعبُ واشتدتْ بحكمتِهِ الأُزرُ
ِولا زلتَ مَحمودَ الفِعالِ مُوسَّداً
ارائكَ عزٍ ما اعتلى جوَّهَا الطيرُ
تقابلُ أعياداً من اليُمنِ حِلُّهَا
وتَقبلُ تَبريكاً تمخَّضَهُ الصَّدرُ
وما هي إلا أنْ نَراكَ بِصحةٍ
وسَعدٍ وإلا أنْ يطولَ لك العُمُرُ
وإلا المنى تُجنى لديك ثِمارُها
وما أنت إلا الليثُ والغيثُ والبدرُ
* * *
فديتُك يابنَ الأَكرمينَ وحسبُنَا
(بفيصلَ) بسّاماً إذا عَبَسَ الدَّهرُ .
رعيتَ شؤونَ المُلكِ في خَيرِ بُقعةٍ
عَشِيةَ كانت لا يُنهنِهُهَا الزَّجرُ
فقوَّمتَ منها ما تَمايلَ عُودُه
"وها هي لا يرقى لأَمجادِها النَّسرُ"
ولستُ إِلى علياكَ يوماً بطامِعٍ
لأوصَافِها هَيهاتَ قَدْ صَدَقَ العُذرُ
فَدُمْ في حباءٍ وارتقاءٍ وقُربةٍ
تَذَلُّ لك الدُّنيا ويَزهو بِكَ العَصرُ
أليفَ هناءٍ ما تَذكَّرَ مُنشدٌ
"على طَاعةِ الرَّحمنِ قد قُضيَ الشَّهرُ"
 
طباعة

تعليق

 القراءات :848  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 6 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج