شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الشَّبابُ .. والشَّيخوخةُ؟!
يالَ شبابي الطَّروبْ..
يالَ شبابي الحزينْ..
يالَ شبابي الضَّلولُ..
يالَ شبابي الرَّشيدُ..
* * *
كان في دُنْيا جمالٍ ودلالْ..
كان في دُنْيا هجيرٍ وظِلالْ..
كان في دُنْيا شُجونٍ ونِضالْ..
فهو يَطْوي العُمْرَ.. ما بَيْن جلالٍ وابْتِذال..
* * *
ما يُبالي بِغَدٍ كيف يكونُ..
أو بشَيخوخَتهِ كيف تكونْ..
كيف والدنيا فُتونٌ وشُجونْ؟
بِنُهودٍ شامخاتٍ وعيونْ..
وَقُدودٍ مائِساتِ كالغُصُونْ..
تُلْهِبُ الحُبَّ وتُغْري بالمُجونْ..
* * *
وارْتوى منها شبابي واكْتوى منها شبابي..
فلقد كان شَقِيّاً وسعيداً..
والهوى أَلْهَمَهُ الشِّعْرَ فَقالَهُ..
والهوى دَلَّله حِيناً وغَالَهُ..
فَمَضى يَرْكُضُ هَيْمَانَ شَرِيداً..
ما يَرى إلاَّ جَمالاً ضارِيا..
ساخِطاً حِيناً وحِيناً راضيا..
فهو يُدْمِيهِ ويُمْلِيه القَصِيدا..
وهو تَطْويهِ بِحارٌ وقِفارُ..
ومَطارٌ عاصِفٌ بعد مَطار..
مُبْدِئاً لا يَجْتَويها.. ومُعِيدا..
* * *
وأَتى شيخوخَتَهُ مُنْتَكِسا..
مُوغِلاً في دَرْبهِ مُفْتَرِسا..
ما ثناهُ شَيْبُه عن دَنَسِ..
لَيْتَه مِن بَعْد أنْ وَلىَّ الشبابْ..
حادَ عن دُنْيا خَسارٍ وتَبابْ..
ومشى في النُّور لا في الغلسِ..
لَيْتَني آهِ.. وهَلْ تَنْفَعُني؟!
أُمْنِياتي؟ هل سَتَمْحو حَزَني؟!
لا. فإِنِّي مُمْعِنٌ في هَوَسي..
* * *
كيف لا تُرْشِدُني في هَرَمي؟!
نُهْيَتِي تُنْقِذُني من أَلَمي؟!
هل أصيبت بالعمى والخرس؟!
ما أراني غَيْرَ رُوحٍ ضائِعِ..
غَيْرَ جِسْمٍ لِهواهُ خاضِعِ..
يا له مِن ضارعٍ مُبْتَئِسِ..
أَتُراهُ سوف يَلْقى سَنَدا؟!
يُبْدِلُ الغَيَّ بِقَلْبي رَشَدا؟!
ويُداوِيني فَيَشفي عِلَلي..
أم سأَبْقى سادراً في خَطَلي؟!
ما أرى لي مَخْرَجاً مِن طَلَلي؟!
بِصُروحٍ بالتُّقى تَرْتَفِعُ؟!
* * *
إنَّ قلْبي رَغْمَ إِثْمي تائِقُ..
غَيْرَ أَنَّ الضَّعفَ مِنِّي عائِقُ..
فمتى أَقوى؟! متى لا أَخْضَعُ؟
إنَّني آمَلُ في هذا الشُّعاعْ..
في حنايايَ. وفي هذا الصِّراعْ..
بِهِما يُخْصِبُ مِنِّي البَلْقَعُ..
رَبِّ هَبْ لي عن خَطايايَ صياما..
وسلاماً بعد حَرْبٍ.. وقِياما..
أنت ربِّي. وإليَك المَرْجِعُ..
* * *
أَيُّهذا الإِيمانُ أَسْعَدني اليَوْمَ
ونَجَّى مِن الخُطُوبِ الثِّقالِ..
أنْتَ فَضْلٌ مِـن الإلـهِ ورِضْـوانٌ.
فَحَمْداً لِرَبِّنا ذي الجَلالِ
جدة/5 رمضان المبارك/ 1413هـ
26/ فبراير/ 1993م
 
طباعة

تعليق

 القراءات :396  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 38 من 174
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

يت الفنانين التشكيليين بجدة

الذي لعب دوراً في خارطة العمل الإبداعي، وشجع كثيراً من المواهب الفنية.