شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
اِسأليــني؟!
إسأليني..
فلقد تَسْمَعُ أذناكِ طنيناً مِنْ جَوابِي..
ولقد تُبْصِرُ عَيْناكِ خَلاصي مِن عَذابي..
ولقد يُدْمِي حَناياكِ طِعانٌ من حِسابي..
ولقد يُشْجِيكِ عِرْفانُ سُلُوِّي في مَآبي..
* * *
واسأليني..
فلقد أَصْبَحْتُ مِن بُعْدِك مُخْضَرَّ الرِّحابِ..
وَتَسَنَّمْتُ -وقد كنْتُ على الأَرْضِ- سَحابي..
عُدْتُ للرَّبْعِ أَرى فيه أُهَيْلي وصِحابي..
بَعْدما كنْتُ -وما أَوْحشَ أَمْسي- في اغْتِرابِ..
* * *
واسأليني..
كنتُ رَغْم الذُّلِّ والفِتْنَةِ.. أَهْواكِ طَهْورا..
وإلى جَنْبِكِ رَهُطٌ يَبْتَغِي مِنْكِ الفُجورا!.
وتقُولينَ.. أَلا تُبْصِرُ مِن حَوْلي الصُّقُورا؟!
سوف لا يَلْقَوْنَ إلاَّكَ فِطِبْ.. إلاَّ نُفُورا..
* * *
واسأليني..
فلقد غَرَّرْتِ بي حِيناً من الدَّهْرِ فَلاقَيْتُ ثُبُورا..
حِينَ لاقَوْا هُمْ من الوَصْلِ نَعِيماً وحُبُورا..
وسَمِعْتُ الهَمْسَ من حَوْلي. ما أقساهُ بَغْياً وكُفورا..
تخِذوا سُخْرِيةً مني. وما كنت لدى الجُلّس حَصُورا
واسأليني
إنَّ ذاكَ الهَمْسَ قد كانَ سِهاماً وحِرابا..
فتحامَلْتُ وغادَرْتُ.. فقد كانَ ضَلالاً وكِذابا..
كُنْتِ لي هذا.. وأمَّا الرَّهْطُ فاسْتَوفى الثَّوابا..
نَهَلَوا ثم انْثَنَوْا عَنكِ.. ولاقَيْتُ السَّرابا..
واسأليني
فأنا اليَومُ تَعرَّفْتُ مِن الغَيِّ. من الغَدْرِ الصَّوابا..
وتَعرَّفْتُ إلى الحُسْنِ أفانِينَ.. هَدِيلاً ونُعابا..
عدت أجني منه. مِن أَسْوائِهِ الكُثْرِ نِعماً وثَوابا..
كَدِراً مِثْلَكِ لاقَيْتُ. ولاقَيْتُ نقيا مُسْتَطابا..
* * *
واسْأليني..
وسَتُصْغينَ فَتَلْقَيْنَ من الإِصْغاءِ هَمّاً مُسْتَطِيرا..
مِثْلَما لاقَيْتُ بَلْ أَنْكى.. وأَقسى مِنْه نِيرا..
نَدَماً يُشْقِيكِ. بل يُصْلِيكِ يا ليْلى سَعيرا..
فَتَنامِينَ على الشَّوْكِ. وبِئْسَ الشَّوْكُ لِلْحُسْنِ سَرِيرا..
* * *
واسأليني..
أنا يا لَيْلى هُنا أَرْفُلُ في النُّعْمى وأَشْدو..
بَيْنَ حُورٍ يَجْتَذِبْنَ الرُّوحَ ما يُشْقِي بِهِنَّ الرُّوحَ صَدُّ..
بالَّذي يَرْفَعُ للنَّجمِ.. وما أَحْلا.. فما طَرْفٌ ونَهْدُ؟!
هُنَّ كالمُزْنِ طَهُوراتٌ.. وهُنَّ العَيْشُ رَغْدُ..
ولقد أَلْهَمْنَني شِعْراً.. حُمَيَّاهُ تَرانِيمٌ وَوَقْدُ..
ولقد أَرْوَيْنَني.. فالرَّوْضُ مِعْطارٌ بِه فُلٌّ ووَرْدُ..
وفُؤادِي جائِشٌ بالوَجْدِ فالدُّنْيا به حُبٌّ وَوَجْدُ..
يا فَتاة الأَمْسِ. إنَّ اليَوْمَ نَشْوانُ. وما لِلأَمْس عَوْدُ..
جدة 24/ 2/ 1413هـ
22/ 8/ 1992م
 
طباعة

تعليق

 القراءات :437  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 27 من 174
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج