شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
جَــــــدَّة؟!
يا مَغانِي الجَمالِ والسِّحرِ والفِتْنَةِ يا حُلْوَةَ الرُّؤى والمَخائِلْ!
حَضَنَ البَحْرُ دُرَّةً. وحَنا البَرُّ عليها.. بِرَوْضِهِ والخمائِلْ!
فَهْيَ فَيْحـاءُ بَيْـنَ بَـرٍّ وبَحْـرٍ..
تَتَهادى .. وتزْدَهي بالجَلائِلْ!
بالقُلُوبِ التي يُتَيِّمُها الحُبُّ فَتَشْدو طرُوبَةً كالعنادِلْ!
والعُقُولِ التي تُهَلِّلُ لِلفَنّ تَجَلَّتْ غاياتُهُ والوسائِلْ!
فَبَدَتْ لِلْعُيُونِ حُسْناً وفَنّاً
جاوَزَتْ فيهمـا الثُّغُـورَ الحَوافِـلْ!
ما أَرى في مَدائِنِ العالَـمِ الرَّحْـبِ
كمِثْلَيْهِما . سوى في القلائِلْ!
مـا أُحَيْلـى بواكِـرُ الفَجْـرِ يا جِـدَّةُ فِيـكِ.. وما أُحَيْلـي الأَصائِـلْ!
* * *
قال لي مَن يَلُومُني في هَواها
فَتَنْتكَ العَـرُوسُ ذاتُ الجَدائِـلْ؟!
قَلْتُ بَـلْ كُنْـتُ في هَواهـا أنـا
الظَّامِىءُ. لاقى مِنْها كَرِيمَ المَناهِـلْ!
وأنا الكاسِبُ القَوافِيَ تَطْوِي
سَيْرَها لِلنُّجُومِ شُم المنازِلْ!!
ولقد يُدْرِكُ الأَواخِرُ بالشِّعْر وبِالفَنِّ ما يَرُوعُ الأوائِلْ!
* * *
أنا يا جِدَّةُ الحَبِيبُ المُعَنَّى
بِحَبِيبٍ مـا إنْ لـه مِـن مُطـاوِلْ
فاذْكُريني كَمِثْل ذِكْـرايَ يا جِـدَّةُ
يا مَوْطِنَ النَّدى والشَّمائِلْ!
رُبَّ ذِكْرى تُؤَجِّجُ الفِكْـرَ والحِـسَّ
وترضي المنى وترضـي الدَّخائِـلْ!
أَفَأَشْكو الهوى شِفاهاً وإلاَّ
أكْتَفي منه قانِعاً بالرَّسائِلْ؟!
أَيُّ ما فِيكِ أَزْدَهى وأُغَنِّي
وهو شَيءٌ مِن العُـلا والفَضائِـلْ؟!
مِن عُلُـومٍ. ومِـن فُنُـونٍ تَأَلقْـنَ
وأَشْعَلْنَ في حِماكِ المشاعِلْ!
وازْدِهارٍ فاقَ التَّصَـوُّرَ فاخْضَـرَّتْ
قِفارٌ بِهِ وماسَتْ جَنادِلْ!
حَقَّقَتْهُ الجُهودُ جَلَّلَتِ الثَّغْرَ
بِأَبْهى الحُلـى. وأَبْهـى الغَلائِـلْ!
قال عَنْها الرَّاؤونَ كانَتْ
فَعادَتْ. رَوْضَةً ذاتَ خُضْرَةٍ وجَداوِلُ!
ولقد يُذْهِلُ التَّطَوُّرَ أَحْياناً
ويَحلُو بِهِ سَرِيرُ الحَناظِلْ!
* * *
إيهِ يا جِـدَّةُ اطْمَـأَنَّ بِنـا العَيْـشُ
وَقرَّتْ بِنا لَدَيْكِ البَلابِلْ!
فانْعَمي بالحيَاةِ.. لا مَسَّـكِ الضُّـرُّ
ولا غَالَتِ الهناءَ الغوائِلْ!
وسَقاكِ الحَيا بِوابِلِهِ العَذْبِ
وندَّاكِ بالسَّحابِ الهواطِلْ!
* * *
بَيْنَ أُمِّ القُرى وطَيْبَةَ مَثْواكِ
وعَزَّا فَرائِضاً ونَوافِلْ!
فهي مجدنا الأثيل.. هما النجدة أن أعيت الخطوب الكواهِلْ!
لم أُجَغْرِفُ هُنا.. ولكنَّكِ الثَّغرُ لأقْداسِنا . ومَرْسى الأماثِلْ!
وسواءٌ كُنْتِ الجَنُوبَ أَمِ الشَّمألَ.. فالفضل للجدا والنَّوائِلْ!
* * *
جَلَّ هذا التُّراثُ مَنَّ به الله عَلَيْنا. يَرُدُّ عَنَّا النَّوازِلْ!
ويَقِينا مِن الخُطُوبِ إذا نَحُنُ حَرِضْنا عليه حِرْصَ البواسِلْ!
فهو الجِدُّ حينَ يَخطُـو إلى الرُّشْـدِ
وتَخْطُو إلى الضَّلالِ المهازِلْ!
* * *
رُبَّ ماضٍ يَرْنو إلى الحاضِـرِ الماثِـلِ
يَرْجو مِنهُ اتِّقاءَ المباذِلْ!
فهي تُفْضِي به إلى الـدَّرْكِ تَعْـوِي
في دَياجِيه عاتِياتُ الزَّلازِلْ!
فاتَّقُوهُ.. فهل نَقُولُ اتَّقَيْناهُ؟! ونَسْعى إلى الذُّرى.. ونُناضِلْ؟!
النِّضالَ الذي يَعِيشُ به النَّاسُ كِراماً.. ويَحْصِدُونَ السَّنابِلْ؟!
أَيُّهذا الغَدُ الذي يَتَراءى شامِخاً. نحن في ارْتِقابِ الفَواضِلْ!
حاضِرٌ آمِلُ . ومُسْتَقْبَلٌ رَحْبٌ وماضٍ نَزْهو به. ونُطاوِلُ!
جدة/ الثلاثاء: 15/8/1412هـ
18/2/1992م
 
طباعة

تعليق

 القراءات :496  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 16 من 174
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

أحاسيس اللظى

[الجزء الثاني: تداعيات الغزو العراقي الغادر: 1990]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج