شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
أحاديث في نادي "المثنَّى"
وقامت البعثة بعد ذلك بزيارة لنادي "المثنى" الذي كان قد أسس في بغداد وأنشأه عدد من رجالات العروبة باسم القائد العربي الفاتح العظيم المثنى بن حارثة الشيباني، استقطب في بغداد جميع شباب وطلاب المدارس ورجالات الدعوة إلى القومية العربية، والوحدة، وكان أعضاؤه يقومون بنشاط كبير، من محاضرات ومسامرات، وكتابات في الصحف، ويدعون إليه من يجيء من الأقطار العربية وغيرها، فكان في بغداد يستقطب ما كانت "العروة الوثقى" تستقطبه، على اختلاف في صفاء دعوة نادي المثنى، وصدق لهجتها ووضوح أهدافها وحرارة إيمان القائمين بها.
ولقد جرت أحاديث زاخرة بين البعثة وأعضاء نادي "المثنى"، ومنح كل واحد منا عضوية شرف للانتساب إليه، وأعطى بذلك شارة يغرزها في عروة "سترته"، حيث تمثل الصورة التي نقشت على تلك الشارة "العالم العربي" بأسره من المحيط الأطلسي إلى الخليج والعراق العربي.
وانتهت زيارتنا إلى ذلك النادي، وأُهدينا بعض مطبوعاته، وكانت الزيارات متبادلة بين وفدنا في مقر إقامته، وبين جماهير الصحافيين والأدباء والشعراء من طلاب وأساتذة، ولقد بقيت ذكراها عاطرة تعطر قلوبنا ومشاعرنا.
وتوالت الأيام والليالي علينا في العراق، ونحن في مثل ذلك النشاط والزيارات المشار إليها آنفاً، حتى تقرر أن تعود البعثة إلى لبنان، فإن وفاة الملك غازي على ما ذكرناه، في فصولنا السابقة قد أوجبت اختصار الرحلة، والعودة إلى قواعدنا في الجامعة الأمريكية في بيروت، على نفس الطريقة التي سلكناها في ذهابنا من بيروت إلى بغداد.
وكانت جمعية العروة الوثقى قد اقترحت على الشاعر سعيد عقل إنشاء نشيد يكون للعروة ومن أجل تلك الرحلة، فأنشأ لها نشيداً طبيعته وفرقته علينا وعلى أعضائها بعد ذلك، كنا قد حفظناه قبل القيام بالرحلة وتغنينا به في مراحلها، وفي الحفلات التي كانت تقام، وقد جعل الأستاذ عقل هذه الأنشودة على لسان حالنا وعلى أهداف الجمعية، بدون الالتزام بما عنى وقال، والنشيد يبدأ بقوله:
للنسور ولنا الملعب
والجناحان الخضيبان بنور
العلا والعرب
إلى آخر ذلك النشيد.
سأتحدث عن انتهاء دراستي وتخرجي من مدرسة الفلاح بمكة في عام 1353هـ لعلها 1933م، في مكان آخر، وكيف تهيأ لي بعد ذلك وقدر أن أبتعث للالتحاق بالجامعة الأمريكية في بيروت الذي تم في عام 1355هـ الموافق 1935م، واستهل هذه الإجابة متجاوزاً تلك المراحل كلها، إلى انتظامي بالكلية الثانوية العامة من تلك الجامعة في صفوفها الأولى، وكيف بدأت مسيرتي حينئذ فيها ست سنوات متوالية إلى نهاية عام 1360هـ الموافق 1940م.
كانت نقلتي المفاجئة لي من المحيط الذي نشأت فيه في مدرسة الفلاح بمكة إلى المحيط الذي أصبحت فيه في بيروت، قوية مؤثرة، فوجئت فيها بأن كل شيء يختلف اختلافاً كاملاً فيما أصبحت فيه عما كنت عليه قبل ذلك.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1137  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 47 من 191
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء التاسع - رسائل تحية وإشادة بالإصدارات: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج