شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

الرئيسية > كتاب الاثنينية > ديوان قوس قزح > 6- وطنيـات: > - ترحيب العيد بأطفاله الأحباب
 
ترحيب العيد بأطفاله الأحباب
حين كنتُ طالباً في الدراسة بالجامعة السورية/ 1931-1933م/، حدث لي في بعض المناسبات معرفة كريمة بالسيد خليل بك الغزي، والد أخينا القاضي الفاضل الأستاذ ماجد بك الغزي، من الأُسر الأصيلة الكريمة العريقة في دمشق، فتوطدت على أثر هذا التعارف صداقة وطيدة بين الأُسرتين، آباءً وأمهات وأولاداً. وكان لخليل بك رحمه الله أخت متزوجة في آل النعماني، ولهـا طفلة ناهضة ذكية، اسمها هدى.
وحين أهلّ عيد الفطر بعام/ 1352هـ = 1933م/ صنعتُ هذه الأبيات على لسان العيد والآنسة الصغيرة هدى النعماني وأترابها، ترحيباً من العيد بها وبهن، وحواراً بينه وبينهن، وقدمتها إلى أهل الآنسة هدى، ليجعلوها تستظهرها غيباً، وتلقيها أمام الضيوف والزوار الذين يزورونهم للمعايدة في أثناء العيد.
وكانت البلاد السورية واللبنانية إذ ذاك ترزح تحت نير الاستعمار والاحتلال الفرنسي، وتقاسي من الفرنسيين أنواع الظلم والعسف والاضطهاد وابتلاع موارد البلاد. وكان العاملون المناضلون في الحقل الوطني ضد الاستعمار، وطلباً منهم للاستقلال والتحرير، يغتنمون كل مناسبة أو مهرجان للطعن في الفرنسيين المتسلطين، ويخطبون ويثيرون حفائظ المواطنين ضد عُسْف المستعمر وظلمه، وتجاهله للمبادئ القانونية والإنسانية، وينفث المناضلون الوطنيون، في هذه المناسبات والمهرجانات والاحتفالات بالذكريات الدينية أو التاريخية أو الوطنية، ما تجيش به صدورهم الملتهبة ألماً ونقمة على المستعمرين ويلقنون الأطفال العداء لهم.
ولذا تضمن الجواب على لسان الآنسة هدى للعيد شيئاً من هذه العواطف الوطنية التي تجيش بها الصدور:
جاءني العيد حاملاً ليَ بُشرى
جامعاً لي من الأَمانيّ زَهرا
قال لي يا هداي، يا زينة الأترا
ب، أنتنّ بهجة ليَ كبرى
إنني العيد جئتكنّ، وعندي
تجدُ الآنساتُ أُنساً وبِشْرا
جئت أهديكِ، يا هدايَ، ثياباً
وأساويرَ مثلَ وجهكِ زُهْرا
إنني العيد قد مُلئتُ سروراً
وحبوراً، كما يرام، وفخرا
أملأُ الأرض زينةً وابتهاجاً
واغتباطاً، أَعْظِمْ بقَدْريَ قدرا
إن عندي للغانيات حُليَّاً
وحريراً جَمَّاً وكُحلاً وعِطرا
يلبس الناسُ فيَّ كلَّ جديد
وعلى نشوتي يقيمون دهرا
ويميسون كالطواويس تيهاً
فكأني خَمْرٌ بها الناس سَكْرى
ويُراعون مَقْدمي باشتياق
راقبين الهلال شهراً فشهرا
فإذا ما الهلالُ غُمَّ عليهم
لا يكادون يستطيعون صبرا!!
فاهنئي يا هُدايَ حين قدومي
بهَدايايَ، وافرحي بي جهرا
واذكريني بغبطةٍ كلَّ عامٍ
واحفظي لي في القلب أجملَ ذكرى
أنتِ بين الأطفال بُلبلُ أُنْسٍ
فاصْدَحي إن رأيتِ منّيَ فَجْرا
* * *
قلتُ، يا عيد، كيف يفرح قلبي
وبلادي من بؤسها اليومَ حَسْرى؟
فربوعٌ قد خيّم الظلم فيها
وحقوق أصبَحْنَ قَتْلى وأسْرى
لستَ، يا عيد، بهجةً لي ولو أن
ي بملقاك أعتلي عرشَ كِسْرى
قبل أن تَفرح البلادُ بما تبغ
ي، وتلقى من بعد ذا العُسْر يُسْرا
كلُّ عَرشٍ مزيَّفٍ أنشؤُوه
هو نعْشٌ منه سننزل قبرا!!
إنما العيد يوم تُحْرِزُ أوطان
ي حقوقاً ينالُها الهضمُ قسرا
* * *
أيها السامعونَ والسامعاتُ اليو
مَ مني قولاً جميلاً، وفِكْرا
إن تروني لديكُم الآن طفلاً
فشعوري النبيل أكبر عُمْرا
إن أكنْ كالبنات أضفر شَعْراً
فغداً أضفر القريحةَ شِعْرا
إن يكن مَنْطقي الغَداة أضاحي
كَ فإني لسوف أَنطِق دُرّا
 
طباعة

تعليق

 القراءات :489  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 42 من 56
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

وحي الصحراء

[صفحة من الأدب العصري في الحجاز: 1983]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج