شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ب- التوازن بين الخَلْق والخُلُق منعكساً على سلوكه (صلى الله عليه وسلم):
لقد كان "التوازن" في خَلْقه (صلى الله عليه وسلم) عدله في خُلُقه بما لم تجر به سنة فيمن عرفنا وألفينا من البشر.
ويصف "القاضي عياض" اجتماع ذلك الكمال في "الخَلْق" و "الخُلُق" بقوله: "مثل ما كان في جبلته من كمال خلقته، وجمال صورته، وقوة عقله، وصحة فهمه، وفصاحة لسانه، وقوة حواسه وأعضائه، واعتدال حركاته، وشرف نسبه، وعزة قومه، وكرم أرضه" ويستطرد في تلك الأوصاف إلى أن ينتبه إلى أمر لم يتحقق إلا في شخصه الكريم – فيقول: "وإذا كانت خصال الكمال والجمال ما ذكرناه، ووجدنا الواحد منا يشرف بواحدة منها أو باثنتين إن اتفقت له – في كل عصر، إما من نسب أو جمال، أو قوة، أو علم، أو حلم، أو شجاعة، أو سماحة، حتى يعظم قدره، ويضرب باسمه الأمثال... فما ظنك بعظيم قدر من اجتمعت فيه كل هذه الخصال إلى ما لا يأخذه عد، ولا يعبر عنه مقال، ولا ينال بكسب ولا حيلة إلا بتخصيص الكبير المتعال" (1) .
فإذا كان الرسول (صلى الله عليه وسلم) على القدر من التمام والكمال بما لا يتعارض أيضاً مع كونه بشراً، فإن خلوه -(صلى الله عليه وسلم) - من العاهات والآفات، صفى نفسه من الشوائب التي قد تحيد به عن الصراط المستقيم أو "التوازن" المطلوب، ذلك "التوازن" الذي أضفى على جماله الخلقي جمالاً روحياً نشعر به في كل تصرفاته وانفعالاته.
ويتبع هذا "التوازن" في جملة صفاته وأموره "توازن" آخر هو الذي يعنيني الوقوف عليه، والتنبه إليه وهو "التوازن" في الأقوال التي هي نبراس المسلمين، وتستقيم بصحة فهمها والانتفاع بها أمور حياتهم في الدنيا والآخرة والتي لو اتخذ منها أدبنا وسائر فنوننا معياراً لها لصينت قوتنا الروحية والمادية من الاختلال والضعف، لا سيما في نطاق الآداب التي هي شارة المسلم، ومدرج رقيه فرداً ومجتمعاً.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :519  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 62 من 86
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

ديوان زكي قنصل

[الاعمال الشعرية الكاملة: 1995]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج