تُزهّدُني في نَشْر شِعريَ أغْلاطُ |
يُؤرّقني مِنهنّ نابٌ ومِشْراط |
لَحَى اللهُ حَظِّي، كلَّمـا ازْدَدْتُ حِيْطَـةً |
وَقَعْتُ على رأسي، فمالـيَ أحتـاطُ؟ |
تُبالغ في تَنْغيص عَيْشي مَطابِعٌ |
تَماثَل أصْواتٌ لَدَيْها وأسْواطُ |
أؤنِّفُ خَطِّي كـي أصـونَ قَصائـدي |
فَيَعْيَى بعثَرات المُنَضِّد خطّاطُ |
لكَمْ تاه جَرّاها بنَقْدي مُهَرّجٌ |
وعيَّرني في مجلس الشِّعْر وطْواطَ |
أخيطُ علـى قَـدر المَعانـي مَلابسـي |
فَتُهْدَرُ أتعابي ويَنْدَمُ خَياطُ |
حَنانكمُ يا قارِئيَّ حَنَانكُمْ |
فكلُّ بلاْءٍ مِنْ بلائيَ قِيراطُ |
كأنيَ في شَرْع العدالة مُجْرمٌ |
كثيرُ الخطايا، والمُنَضِّدُ سَوّاطُ |
طعاميَ زَقومٌ وشربيَ عَلْقَمٌ |
ودَرْبيَ أشْواكٌ وهمّيَ أنْماطُ |
أُذيبُ على القِرطاس ضَـوْءَ محَاجِـري |
ليَطْربَ أعراب ويَأْنَس أنْباطُ |
فيُصْبِح بالتَشْويه شِعْري سَخافةً |
ويَضْحَك منِّي تافهون وأخلاطُ |
لكَمْ نُقْطَةٍ جاءتْ بغَيْر مَحَلِّها |
فأوْرَدَني شرَّ المواردِ نَقّاطُ |
وكَمْ هَمَزةٍ لِلْقَطْـع ضلّـتْ طريقهـا |
فحَطَّتْ على قَلْبي كما حَـطّ مِقْـراطُ |
وكَمْ نَصْبـةٍ عانَـتْ فسـاداً بفاعـلٍ |
فلَمْ يُجْدِني أنِّي علـى النَّصَب عيـاطُ |
إذا لَمْ يَكُـنْ عنْـدَ المُنَضِّـدِ رَحْمـةٌ |
فلا تَخَفِ العُقْبَى وقُـلْ هـو كَشاطُ
(1)
|
وإنْ لَـمْ يَكنْ في كفِّـه خمـسُ أعْـينٍ |
شآه بتَنْضيدِ اللآلئ بلاّطُ |
عزائيَ أني لسْتُ وَحْدي ضَحيةً |
فقَبْليَ عانَى ما يُعانيه سُقْراطُ |
لَتكفي – لكي تُودي بعَقْليَ – غَلْطـةٌ |
فكَيْفَ، وقَدْ شاعَت بشِعْريَ أغـلاطُ؟ |