ِلله سَعْيُك لا للجاهِ والمالِ |
رِسالة الحَقَّ لَمْ تُخْلَقْ لِدَجّالِ |
تاجُ الفَضيلة في فَوْدَيْك يَزْحَمُه |
تاجانِ مِنْ أدبٍ جمٍّ وإقْلالِ |
يا ابـنَ الكنيسـةِ لم تَعْثَـر بـه قَـدَمٌ |
ولم يُنِلْ سَمْعَه للقيل والقالِ |
قُدْتَ السَّفينةَ والأمواجُ هادِرَةٌ |
عَمْياءُ تَقْذِفُ أهوالاً بأهْوالِ |
والرَّيحُ تَجْذِبُها حيناً، وَتَدْفَعُها |
حيناً، وتَرْبِطُها حيناً بأغْلالِ |
واللَّيْلُ يَنْشُرُ في الآفافِ بُرْدَتَهُ |
كأنَّها مِنْ ضَمير الغادِرِ القالي |
فكُنْتَ – غَيْرَ مُجَارَى – خَيْرَ قادَتِهـا |
ما كلُّ غَنْيمٍ لراجيه بهَطّالِ |
عالَجْتَ بالصَّبْرِ والإيمان دُفَّتَها |
حتّى وصَلْتَ بهـا للشاطـئ الحالـي |
نَثَرْتَ قَلْبَكَ في الـدَّرْبِ الطَّويـلِ، ولمْ |
تَبْخَلْ بدَمْعٍ ولَمْ تَحْرِصْ علـى غَـالِ |
ماذا إذا عَشِيَتْ عَيْنـاكَ مِـنْ سَهَـرٍ |
ما دامَ ضَوْؤهما هَدْياً لِجُهَال؟ |
ماذا إذا دَمِيَتْ كَفـاكَ مِـنْ نَصَـبٍ |
ما دُمْتَ تَجْهَـدُ في تخفيـفِ أثقـال؟ |
ماذا إذا حَفِيَتْ رِجْلاَكَ مِـنْ وَصَـبٍ |
ما دُمْتَ تَسْعَـى لأوطـانٍ وأطْفـالِ؟ |
ماذا إذا اضْطَرَب الأقْزام واضْطَرمـوا |
ما دام ثَوْبُك لم يَدْنُسْ بأوْحالِ؟ |
شَتَّانَ بَيْنَ الـذي يَمْشـي إلى هَـدَفٍ |
باقٍ، وبَيْـنَ الـذي يَمْشـي إلى بـالِ |
إنَّ الكريم، وإنْ أبْدَى نَواجِذَه |
لطاهرُ الصَّدْرِ مِنْ شَـوْك الأذَى خـالِ |
تَثْنيهِ عَـنْ شَهَـواتِ النّفْـسِ شِيمَتُـه |
ويَنْتهي سُخْطُه في هَمْسِ مَوّالِ |
* * * |
يا صاحبَ العيدِ لَمْ تُكْرِمْـك طائفـةٌ |
كلُّ الطَّوائف حَجّتْ بُرْجَـك العالـي |
لأنْتَ كالشمسِ لَـمْ تُؤثـر بِبَسْمَتِهـا |
قَصْرَ الأمير على كوخٍ لِبَقّالِ |
إنّا وإنْ نَخْتَلِفْ رأياً ومُعْتَقَداً |
أولادُ عَمَّ سَرَاةُ الأصْلِ، والخالِ |
هذي القلوبُ التي في بابِك ازْدَحَمَـتْ |
جاءتْكَ كالطيرِ حامتْ حـول شَـلاّلِ |
جاءتْك لاهِبَةَ الأحْشاءِ ظامِئةً |
فانْقَعْ صَداهـا بِعَـذْبٍ منـك سَلْسال |
قُسُّ بنُ ساعـدةٍ فـي بُرْدتيْـك بَـدا |
ونَحْنُ كُتْلَةُ أشواقٍ وآمالِ |
ما دُمْـتَ بالحـقَّ والإيمـانِ مُعْتَصمـاً |
فلَسْتَ في حاجةٍ للجاهِ والمالِ! |