شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
مقيّـدة
ترامت بين ذراعيه تبكي بحُرقـة ومَـرارة، فانخلع لها قلبه، والتقط من فمها هذه الزفرة
جِسْمي يَؤُجُّ بشَهْوةٍ حَمْراءِ
ويثورُ بركانُ الصَّبا بدِمائي
شَفَتايَ ظامِئتان… هَـلْ مِـنْ قُبْلـةٍ
مَجْنونةٍ، أو غَضّةٍ رَعْناِءِ؟
ما حاجـتي لَهمـا يَضيـع شَذاهُمـا
ونَداهما في القَفْرة الجَرْداء؟
ما كـان أخْسَـرَ صَفْقَـتي وأضلَّـني
لمّا قَنَعْتُ عَنِ العُيون رِدائي
وحَبَسْتُ في قَفَـص التقشّـف مُهْجَـةً
خُلِقَتْ لتَحْيا حُرّة الإهْداء
هاضَت جَناحي التُّـرُهات فلـم أفُـز
برسالةٍ أو أغْتَبِطُ بلِقاء
خَنَقَ الحَياءُ سعادَتي في مَهْدِها
يا حبَّذا لو عِشْتُ دون حَياءِ
الطَّيْرُ مِنْ حَوْلي تعيش طليقةً
في كل حَقْلٍ تَحْتَ كل سَماءِ
تأتي وتَذْهَبُ لا يَغُلّ جَناحَها
صَقْرٌ بزيَّ حَمامةٍ بَيْضاء
وأنا تَعضُّني القُيودُ، ورُبَّما
أوْجَسْتُ مِـنْ ظلَّـي يَسـيرُ ورائـي
لا زَنْدَ يَطْويني فأشْعُر أنّ لي
قَلْباً، وأنَّي جِئْتُ منْ حَدّاء
أوَ لَيْسَ في عينيّ ما يُغْوي، وفي
خَدّيَّ ما يُغْري عُيونَ الرائي؟
خاطوا فمي بهُرائهم، يا لَيْتني
أسْطيع كَسْر يمينهم بهُرائي
أنا جُثَّـةٌ تَمْشـي… أما مِـنْ راحـمٍ
يَهْوي بقبْضَته على أشْلائي؟
أنا جُثّة تَسْعَى إلى لا غايةٍ
هَلْ تَرْفِقونَ بميّتِ الأحياء؟
الناسُ مَصْدَرُ علَّتي وتفاهتي
والناسُ أصْلُ تعَاستي وبَلائي
لا، لا… ظَلَمْتَهُم فما هَـدَروا دَمـي
كلاّ، ولا هُمْ جاهَروا بِعدائي
وَحْدي الغَبيّةُ، والمُلوَّمةُ، التي
رَضيَتْ بدَورْ الصَّخْرة الصمّاءِ
عَلّقْتُ مَشْنَقَتي أنا وَعَقَدْتُها
بِيدَي… فلا تتَوجَّعُوا لِبُكائي
مَنْ جَاوَرَ النَّبْعَ الزَّكـيَّ ومـاتَ مِـنْ
عَطَشٍ فلا يَشْتُم جِوارَ الماءِ
حَوَّلْتُ عَنْ مُتَـعِ الشبـاب نَواظِـري
فَلألْقَ بالصَّبْرِ الجميل جَزائي
ما ضرّ لـو لَبّيـتُ شَيْطـان الهَـوَى
وَمَلأتُ مِنْ شَهْدِ الحياة إنائي
أنا نَعْجَـةٌ ضاعَـتْ وذئـبٌ جائـعٌ
كَيْفَ النجاةُ مِـن اصْطِـراع دِمائـي؟
لو كان مَـنْ يَهْـوى أثيمـاً لم يَكُـنْ
خَلَقَ الجوانحَ باسِطُ الغَبْراء
إنَّ النَّعيم هنا بكل فُتُونه
وهنا الجَحيمُ بِنارهِ الحَمْراء!
* * *
يا رَبَّ عَفْوكَ إنْ كَبَوْتُ فإننَّي
ضَيّعتُ في لَيْلِ الشَّقاءِ ضِيائي
خُلُق الخُزام لرَوْضةٍ ريَّانةٍ
بِئْسَ الخُزامُ يعيشُ في الصحراءِ
ابسُطْ عليّ يَدَيْ رِضـاك فلَيْـس لـي
إلاّك في السَّرّاء والضرّاء
إن أنْتَ لم تَمْسَـحْ بعَطْفِـك دَمْعـتي
فمَنِ الذي أُلْقي عليه رجائي؟
 
طباعة

تعليق

 القراءات :444  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 507 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج