شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
بنفسجـة!
دَرَجَتْ على إهدائه بنفسجة في مطلع كل شهر
نامَتْ على مكتـبي الغافـي بَنَفْسَجـةٌ
جاء البريدُ بها من دار غُلْواءِ
فقُلْتُ أهلاً وسَهْـلاً بالـتي حَمَلَـتْ
عِطْرَ التي ذَكَـرَتْ مَجْنونهـا النائـي
أثَرْتِ في القَلْـب أشواقـي لرُؤيتهـا
والشَّوْقُ داءٌ – وما أحـلاه مِـْن داءِ
طَوَتْ إليّ البراري كي ترافقَني
في عُزْلةٍ قَطَعَتْني عن أخلاّئي
لكنَّما الموتُ لم يَرْحمْ نَضَارتَها
لَقَدْ رماها فأصْمَى السَّهـمُ أحشائـي
تألَّقَتْ ليلةً ثم التَوَتْ وذَوَتْ
كأنَّها حَمَلٌ في مَذبَحِ الشاءِ
لم تُحْيِها أدْمعٌ مِـنْ جَفْـنيَ انهمـرتْ
فكيف يُنعِشُهـا كـوبٌ مـن المـاءِ؟
بكَيْتُها وبكاها الساكنون معي
في مكتبي، مِـنْ زُهَـيرٍ لابـن طَغْـراءِ
ورُحْتُ أبحثُ عـن قُبْـرٍ يليـق بهـا
فكان ألْيَقها ديوان خَنْساء
* * *
يا حُلْوةً مَنَحتْني من مفاتِنها
ما لَمْ يَنَلْ شاعرٌ مِـنْ كـفَّ حَسْنـاءِ
وأطعمتْنيَ مِنْ فيها ووَجْنَتها
شَيئاً تنزّهَ عن شَهْدٍ وصَهْباءِ
أفْدي حديقتـكِ الزَّهـراءَ ضاحكـةً
بالخُلْد يَضْحَكُ عن زَهْرٍ ولألاءِ
وإنْ أَثِمْتُ فإنَّ الله ذو كَرَمٍ
وعَفْوُهُ فَوْقَ آثامي وأخطائي
سُمْر الملامح أحلَى الناسِ فـي نِظِـري
وأنتِ مـا بينهـم أحلَـى سُمَيْـراءِ!
يا حُلوةً نَزَلَـتْ قلـبي علـى طَفَـلٍ
فَنضَّرت بعد طُول العَهْـدِ صَحرائـي
هَتَفْتُ باسمـكِ أيـامَ الشبـابِ فَلَـمْ
أسْمعْ لِصَوْتي جوابـاً غَيْـرَ أصْدائـي
فأيْنَ كُنْتِ؟ ومَنْ أخفاكِ عـن نَظَـري
وكيف كان إلى مَغْناكِ إبْطائي؟
ذَوَتْ حُقولي، فلا فَيْءٌ ولا ثَمَرٌ
ما الحَقْلُ دون جَنـًى رَطْـبٍ وأفْيـاءِ؟
حارَ المشيبُ علـى رأسـي وعافيـتي
ولم أزَلْ أقتفي آثار غُلْواءِ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :418  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 486 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج