شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
هذيـان
شِعْري الـذي سَكِـرَ النَّـديّ بعَرْفِـه
هُوَ يا مليحـةُ مِـنْ حَدائـق رُوحـي
عَبَقَتْ بأنْفاسِ النُّجوم حُروفُه
وتَلوّنَتْ بمَدامِعي وجُروحي
* * *
الشِّعْر يُولد في حَنايا أضْلُعي
حُراً ويَشْـرَبُ مِـنْ عَصـير فُـؤادي
يَنْساب يَنبوعاً بدون تَكَلُّفٍ
ويَموجُ زَهْراً في حَنايا الوادي
* * *
أنا لَسْتُ أدْري مَـنْ يُعَلّمـني ومَـنْ
يُمْلي عليَّ الشِّعْر في خَلَواتي
سِرٌّ عَجَزْتُ بحَلِّه، فَتَركْتُه
لِيَراعَتي وَغَرْستُه بدَواتي
* * *
كرّسْتُ شِعْري لِلْمِلاح أهزُّه
لَحْناً يَرِفّ طَلاقةً وعَبيراً
فتَطَلَّعَتْ هذي، وتِلْك تَبَسَّمَتْ
يُعطي كَثيراً مَنْ يَنالُ كثيراً
* * *
قَدْ كُنْتُ أحْلُـم أنْ أصـوغَ قَصيـدة
عَذْراءَ لَم تَخْطُر بمُهْجَة شاعِر
لكنَّها ضاعَتْ، وأحْسَبُ أنَّها
سُرقَتْ – ولَمْ أفْطَنْ لها – مِنْ خاطِـري
* * *
لا لَنْ أثـورَ فقَـدْ رأيْـتُ قَصيدتـي
كالزَّهْرة النَّدْياءِ في فَمِ غانِيهْ
شقراء، أمّا ثغرها فحديقةٌ
ملأتْ شفاهي بالقطوفِ الدانيَهْ
* * *
يا حُلْوة الشَّفَتَيْن إنْ أغراك في
شِعْري الجديدِ نقاؤه وصفاؤهُ
فدَعيه يَزْرَعُ في فؤادك عُشَّه
دُنياه أنْتِ ومُقْلتاكِ سَماؤه
* * *
رَقَصَ الرَّصيـفُ وصَفَّقَـت أحجـارُه
لمّا خَطَرْتِ بقَدِّك الريَّانِ
موّجْتِ شِعْري بالشَّذا وغَمَرْتِه
بعَجائب الألوانِ والألْحانِ
* * *
يا حُلْوَتي إنِّي لأطْمَعُ أنْ أرَى
خَطَرَاتِ شِعْري نَغْمةً في ثَغْرِك
وأريدُه عِقداً بنَحْرِك فاسْمحي
أنْ يستديرَ قِلادةً في نَحْركِ
* * *
أهْدَيْتُه لمليحة وقَبيحةٍ
وشُغلْتُ بالشَّقْراء والسَّمْراءِ
لا تَضْحكي منِّي، فلَسْتُ بقادرٍ
أنْ أحْبِسَ النَّجْوى على حَسْناءِ
* * *
فإذا رأيْتِ تَنَقُّلي لا تَعْجَبي
قَلْبي مُباحٌ للعُيون وبابي
قَطَعَ الوَقـارُ علـيّ أسْبـابَ الهَـوى
فوصَلْتُها بحَبائل الإِعْجابِ
* * *
يا حُلْوةَ الشَّفَتَيْن إنِّي شاعرٌ
ماتَتْ على أوْتاره البَسَماتُ
أنْعَشْتِ آمالي وكانَتْ قَدْ ذَوَتْ
وتَضاحَكَتْ في مُهْجَتي الآهاتُ
* * *
سأظلّ مِـنْ يَنْبـوع وَحيـك أسْتَقـي
وأحوم حَوْلَكِ كالخيالِ الشاردِ
وأرشُّ شِعْري في دُروبك زَنْبَقاً
وأظلُّ باسمِك أسْتَهلُّ قصائدي
* * *
يا حُلْوة الشَّفَتَين شابَتْ لُمّتي
لكنْ أعيشُ مُكَذّباً مِرآتي
ما دامَ قَلْبي في ربيعِ شَبابهِ
فبياضُ شَعْري مِـنْ بَيـاض صِفاتـي
 
1984
 
طباعة

تعليق

 القراءات :404  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 464 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

ديوان زكي قنصل

[الاعمال الشعرية الكاملة: 1995]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج