شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
العـام الجديـد
مَضَى العامُ يا قَلْـبي، وأقْبَـلَ عـامٌ .
أيأتي مَعَ الفَجْـرِ الجديـد سَـلامُ؟.
أطلّ ونارُ الشرّ في نَظَراتِه .
وولَّى وفيها شِدَّةٌ وعُرامُ
بدايَتُه كانتْ وَبالاً ونِقْمَةً
وأقْتَلُ منها للرَّجاءِ خِتامُ
نُشَيّع بالشَّكْـوى مِنَ العُمْر حِقْبـةً .
فهل في سماء الظامئين غَمام؟.
وهَلْ يَهْتدي حَيْرانُ ضـاعَ طريقُـه .
وشرّده بَيْن القِفار قتامُ؟
وهَلْ يجِدُ المحرومُ في النـاس رَحْمـةً .
ويَعْلُو لأصحـابِ العقـولِ مَقـامُ؟ .
وهَلْ ينْقَضي عَهْدٌ رَجَوْنـاه مُشْرِقـاً .
فكشَّر منه للضعيفِ حِمامُ؟.
مَضَى العامُ لم يَتْرُكْ لنـا غَيْرَ غُصَّـةٍ .
ويَشْرَق بالماءِ الزُّلال مُضَامُ .
صَبَرنا على البَلْوى فَلمْ يُجْد صَبْرنَـا .
ونمْنا فأوْدَى بالرجاءِ مَنامُ.
رُكاماً من الآمـالِ كانتْ دُروبُنـا .
فكيفَ تلاشَتْ كالدُّخـانِ رُكـامُ؟.
بلاديَ بَيْنَ النـابِ والظُّفـرِ نُهْبـةٌ .
وأهْلي شَرابٌ لِلرَّدَى وطَعامُ.
سَحابُهُمُ لا ماء فيه لظَامئٍ .
وَيوْمهمُ داجي الجبينِ عُقامُ .
مَضَى العامُ تتلو نكبـةٌ فيـه نكبـةً .
ويَهْوي نظـامٌ كـي يقـومَ نِظـامُ .
وتَجْري دِماءُ الأبْرياءِ سَخِيّةً.
ليَحْظَى بألقاب الجهاد طَغَامُ.
تُداس حقوقُ العُرْبِ في كـل بُقْعـةٍ .
فَهلْ غَيْرُنـا أسْـدٌ ونَحْـنُ نَعـامٌ؟.
ولا تَعْجَبَنْ إنْ خابَ في الناس فألُنـا .
فَلَنْ يَرْتَوي باسـم السَّـرابِ أُوامُ .
ومَنْ ظَنَّ أنَّ القَبْر يَحْـوِي زُمُـرداً .
فقَدْ خَدَعَتْه قُبَّةٌ ورُخامُ
يُفاخرنا بالموبقاتِ زَعانِفٌ .
وَينْهَشُنا بالفاحشات لِئامُ.
كأنَّ وِسام المَجدِ قَدْ صـار للخَنَـى .
فَمَنْ كان ذا فَضْـلٍ عَـداه وِسـامُ .
تَلاقَى على اسْتدلالنا ألْـفُ واغـلٍ .
فهَلْ يَدْفَعُ الشـر الوبِيـلَ كـلامُ؟.
ثَعالِبُ رَوَّاغـوانَ مَهْمـا تَنكـروا .
ذئابٌ وإنْ أخْفـى النَّيـوبَ لِثـامُ .
يَحلُّ لهم ما لا يحلُّ لِغيرهم .
ونحْرمُ مما ليس فيه حَرامُ
تهونُ كرامـاتٌ لدَيْهـم، وتَنْحـني .
رقابٌ لها تُحـنى الرقـاب وهَـامُ.
شَريعتُهم أنَّ الفضاء لكاسرٍ
فلا يتعرّضْ للعُقاب حَمامُ
سِلاحُهُم ما استنبط الحقدُ، وانتهـت .
إليه عُقولٌ داؤهن جُذامُ
إذا ثار منكوبٌ تَوَلَتْه حَرْبةٌ .
وإن صاح مَجْـروح نَهـاه لِجـامُ .
عَقَدْنا على "نادي السلام" رَجاءَنـا .
فكنا كَمَنْ يهدي خُطـاه ظـلام (1) .
تَسَربَت "الأفْعـى" إليـه فَقَوّضَـتْ .
شرائعَه المُثلى فهُنّ رِمام (2)
تَبَاكَتْ فَـرَقّ الغافلـون لدَمْعهـا .
وأكْذَبُ باكٍ في السحـاب جَهـام .
ومنْ عَجَبٍ تَرْثي القلـوبُ لقاتـلٍ .
وتقوى على المقتول وهـو عِظـام .
وكم نَعِمَتْ بالظلِّ والـرَّيِّ شَوْكـةٌ .
ومات علـى نـار الهَجـير حُـزْام.
وشرّ ذنـوبِ المـرء ضَعْفٌ وعِفّـةٌ .
فَمنْ يَك عُصفوراً يَصِـدْهُ قَطـامُ (3) .
* * *
شَقيقُكَ ولَّى أيَّهـا العـامُ تاركـاً.
بقَلْبي جِراحـاً مـا لَهُـنّ ضِمـامُ .
أعالِجُها بالصَّبْرِ حيناً لعلَّها
تنام، وأحياناً عسايَ أنام
جِرَاحاً تُثـيرُ الذكريـاتُ أُوراهـا .
وتَنْكؤُها الأشـواقُ، وَهْـي سِهـام .
وكَيْفَ يداوي الطِّبُّ عِلَّـةَ شاعـرٍ .
يُصارع صَرْفَ الدهْرِ وهـو غُـلامُ؟ .
تَغَرَّبْتُ عن أهلي وعودي لَمْ يَـزَلْ .
طَرِيّا... وَحوْلي ضَجَّـةٌ وَزِحـامُ .
فَلمْ يُغْر أنظـاري بريـقٌ وزُخْـرُفٌ .
تمَاثَلَ عندي عَسْجدٌ ورُغَامُ .
أقولُ كمنْ في الترَّهـاتِ تَسابقـوا .
وهامُوا وراءَ السَّفْسَطاتِ وحامـوا .
تُضيعُ كرامـاتِ النفـوسِ شَراهـةٌ .
ويُزْرِي بأقدار الرجال هُيامُ .
قِفوا سَعْيكم للخَيْر في العـام مَـرّة .
تَفوزوا... ويَنْهَضْ للإِخـاء دِعـامُ .
أَيَثْني قضاءَ الله جاهٌ مُؤَثَّلٌ.
وهَلْ جاء إلاَّ للزوال حُطام؟.
هَبوني في حِضْـنِ الطبيعـةِ أيْكَـةً .
أغني عليها والطيورُ قيامُ.
طَعامي أريجُ الياسمـين، وخَمْرتـي .
صُداحٌ تعالـى فِـي الرُّبَـا وبُغـام
ولا تتركوا لي غَيْرَ ثَوبٍ، ومِعْـزَفٍ .
فما خَيَّبَ الظـنَّ الكريـمَ كِـرامُ.
رَضيتُ مِنَ الدنيـا بِقِسْمـةِ زاهـدٍ .
وأولعَني بالباقياتِ غَرامُ
إذا حَقَّق العـامُ الجديـدُ رغائـبي .
فَخيْرٌ مِنَ الأحقـاب عنـدي عـامُ .
* * *
حنانكَ يا عاماً يُهلُّ هلاله .
حنانك... فالآمـالُ فيـك جِسـام .
رَعَينا ذمام العالَمينَ وَلمْ نَزَلْ .
فهَلْ ضـاعَ بَيْـنَ العالمـين ذِمـامُ؟.
نريدُ لأبناء العروبَة دَوْلَةً
يَذود يَراعٌ دونها وحُسام .
تقُوم على التَّقْوى، ويَدْعـمُ رُكْنَهـا .
إخاءٌ يساوي بينها ووئامُ.
نريدُ لإِخوان تشرَّد شملهُم
وناموا على شَوْك الهَـوان وقامـوا .
نريدُ لهـم أن يَسْتَـردوا ديارَهـم .
وتُطوى إلى دَهْـر الدهـور خِيـام .
وأنْ يُصلحوا ما أفْسدَ الخُلْفُ بينهـم .
فليسَ لأسبابِ النزاعِ دَوامُ
نريدُ لأرز الحُبِّ ألاَّ تهزه
رياحٌ، ولا يَعْرو الشآمَ سِقامُ.
وأن يَجْمَع الإِيمانُ ما فـرَّقَ الهَـوَى
وَأن يتآخـى سَيِّـدٌ وإمـامُ .
نريد لِكل الناس ألاّ يصيبَهم .
بلاءٌ، وألاّ يستَجدّ خِصامُ
وأن تمّحي بـين الشُّعـوب فَـوارقٌ .
وأنْ ينطفي بـينَ القلـوبِ ضِـرامُ .
فلا أبيضٌ يَعْلُو علـى غـيرِ أبيـضٍ .
ولا يرتوي سامٌ ويظمأ حَامُ.
نُريدك يـا عـامَ الرجـاءِ مَحَبَّـةً
وسِلْماً... وإلاّ لا عليـكَ سَـلامُ! .
 
طباعة

تعليق

 القراءات :794  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 418 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الثاني - مقالات الأدباء والكتاب في الصحافة المحلية والعربية (2): 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج