شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
نور ونار!
أنشدت في الذكرى الثانية لاستقلال سوريا
طأْطأَتْ دون بابك الأبطالُ
وَجثَتْ حَوْلَ رَوْضِكَ الأفكارُ
حاولَ الدهرُ أن ينالَك قَهْراً
فثناه عن كَيْده قَهَّارُ
جنبْتكِ الفَناءَ أعْيُنُ شَعْبٍ
الطواغيتُ عندَه أصفارُ
أيّ عادٍ عليكِ لم يتعلَّمْ
أن عُقْبَى الهوَى هَوانٌ وعارُ؟
يا بلادَ النبوغِ أنتِ رَجائي
في اغْتِرابي ودَيْدَني المختارُ
أنت مَهْدي وكيف أُنكر مَهْدي.
ومزاري، وهل يَهون المَزارُ؟
أنتِ أهزوجةُ الطفولةِ في صَدْري.
ولَحْنُ الفتوَّة المعطارُ
أنتِ في مُقْلَة الفضيلة نورٌ
وعلى مفرق المروءةِ غارُ
أنتِ في وَجْنةِ الخلودِ ائتلاقٌ
وعلى مَبْتَسم الجمالِ افترارُ
شعّ فيك الإِسلام نوراً وناراً
وطريقُ الحياة نورٌ ونارُ
خفِّفِ الوَطءَ إن بَلَغْتَ ثَراها
فالترابُ الذي تدوسُ بُهارُ
كلُّ شِبْرٍ من أرضِها مَيْسلونٌ
يجثمُ العزّ حولَها والوقارُ
* * *
أيُّها السائلون عن مَجْدِ قَومي
إن كَبَا العقلُ غامتِ الأبصارُ
عينُ "زرقاءَ" في مَحاجِرِ غاوٍ
لا ترى بعض ما يرى بشار (1)
أنا عيٌّ فاستنطِقوا الحَجَر الصَّلْدَ.
تُجبْكم مِنْ قوميَ الأحْجار
أو سَلُوا هذه الرسومَ البوالي
إنها مِنْ كتابهم أسطارُ
ربَّ رَسْم من الطرائف خالٍ
ضاقَ عنه الرواة والأخبارُ
وجدارٍ من الزخارف عارٍ
خَشَعَتْ دونَه العقولُ الكبارُ
وبقايا مهنَّد يتجلَّى
عالمٌ في فُلولِه هَدارُ
* * *
أيُّها السائلون عن مَجْدِ قَومي
أوَ يَحتاج للدليلِ النَّهارُ؟
هُمْ نسروُ العُلا إذا ما تَنَادَى
للمعالي أبناؤها الأبْرارُ
هُمْ سيوفُ المَظْلوم إن كشَّرَ
البَغْي وهاجَتْ من حَوْله الأطفارُ.
هُمْ حُماة الضعيف إن سامَه
الخَسْفَ قويٌ وخانَه الأنصارُ
إن دعاهم داعي الحميةِ لَبَّوا
أو دعاهم صوتُ الجهاد تبارَوا.
ينزلُ الحِلْم والنَّدَى أين حَلّوا
ويسيرُ الرجاء أيانَ ساروا
ركبوا البحرَ للعُلا يومَ لم يُسْلِس.
لعقلٍ ولم يُرْضِه بخارُ
فتحوا الكونَ بالثقافة فانحلّتْ
قيودٌ وأشرقَتْ أنوارُ
وأفاؤوا الإِخاء فالناسُ أهلٌ
وأقاموا السلام فالأرضُ دارُ
لم يخضِّبْ دَمُ البريء يَدَيْهم
لم يَهُنْ ضيفُهم ولا ذَلَّ جارُ
حوَّلَ القفرَ غيثُهم جنَّةً
غنّاءَ تَجْري مِنْ تحتِها الأنهارُ
هذه أمتي فيا عائبيها
السُّهَى لا يَعيبها صَرَّارُ
* * *
لا تقولوا: دَعُوا التغنيّ بماضٍ
دَرَسَتْه الأحداثُ والأطْوارُ
نحنُ من تِلكمُ السيوفِ بقايا
صَقَلَتْها الأهوالُ والأخطارُ
يخصبُ الزرعُ حين يَزْكو ثَرَاه
وتطيبُ الفروعُ والأثمارُ
نَهَضَتْ أمتي يُثير رجاها
نخبةٌ مِنْ شُبولها أحرارُ
أَفَتثْني عن المعالي خُطاها
كَبْوةٌ في طريقها أو عِثارُ؟
جَلْجَلَتْ في دمائِها ذكرياتٌ
كادَ يغشَى رسومَهنّ الغُبارُ
فقراءتْ لها عُصورٌ مِنَ العِزّ
ومرَّتْ أمامَها أدهارُ
فإذا أنَهُ الجريحِ على فِيها
زئيرٌ، وزَفْرةُ الضَّعْفِ نارُ
وإذا كلُّ رَبْوةٍ مَيْسلونٌ
وإذا كلُّ ساحةٍ مِضْمارُ
* * *
يا بلادي يا جنَّةً لم تُطأطئْ
لقويٍّ ولم يَشُبْها اصفرارُ
لكأنِّي أراك في غَمْرة الرَّوْع
جحيماً يَموج فيه الشِّرارُ
وكأني أرَى الضحايا رُكاماً
بعضُها فوقَ بعضِها أغمارُ
وكأني أرَى الدماءَ نُهوراً
يأخذُ العَقْلَ مَوْجُها الزخَّارُ
يومَ هاجَ الشَرَى وثارَ على
البَغْي شبابٌ غطارفٌ أخيارُ
صُحْتِ فيهم فجاشَ بالخيلِ سَهْلٌ.
وتنادَوا فجاشتِ الأوْعارُ
وتبارَوا إلى الشهادةِ فانهارتْ
حصونٌ وزَلْزَلَتْ أسوارُ
ما همُ العَسْكَر الكيفُ ولكنْ
صَوْلَةُ الحقِّ عسكرٌ جَرّارُ
ولقد تفعلُ العَصَا في يد المؤمن.
ما ليسَ يَفْعَلُ البَتَّارُ
مَنْ رآهم يَغْشَون نارَ البراكين.
رأى كيف يَزْحفُ التيَّارُ
مَنْ رآهم يَجْرون في حَوْمَةِ الموتِ.
رأى كيف يَعْصِفُ الإِعْصارُ
مَنْ رآهم يَهْوُوْنَ صَرْعى على "التَنْك" .
رأى كيف تُصرع الأقْمارُ
يُؤخذ الحقُّ بالدماء فلا يَطْمعْ
بتخليص حقِّه خَوّارُ
لغةُ الدَّمْعِ لا تَحُلُّ قُيوداً
أَحكَمَتْ شدّها القَنا والشِّفارُ
* * *
إيه نيسانُ ما ذكرناكَ إلاَّ
صفَّق المجدُ واشرأبَّ الفَخارُ
أنتَ تاريخُ أمةٍ أيقظَتْها
مِنْ كهوفِ الوَنى خطوبٌ غِزارُ.
أنتَ فجرٌ تَلاَ من الجَهْل ليلاً
عَشِيَتْ في ظلامِه الأبصارُ
أنتَ سِفْرٌ من الحياة تَجَلَّى
فيه أغلَى ما تجمعُ الأسفارُ
أنت رُؤْيا على جُفونِ العَذَارى.
حقَّقَتْها هَراوةٌ وشِعارُ
إيه نيسانُ ما ذكرناكَ إلاَّ
صفَّق المجدُ واشرأَبَّ الفَخارُ
* * *
يا شباباً تَرْنو القلوبُ إليه
بخُشوعٍ وتَنْتَهي الأنظارُ
لا يزالُ "الجنوب" يرسف في
القَيْد ويجتاح قُدْسَه الفُجَّارُ
كلَّما لاح في سَماه رجاءٌ
قام في وَجْهه القَنا الخطَّارُ
يسرحُ الذئبُ في حِماه قَريراً
مُطمئناً ويمرَحُ الجَزَّارُ
أمْرَعَتْ بالدم الزكيِّ رُباه
وارتَوَتْ من أريجه الأزهارُ
فثِبِ الوَثْبة المرجَّاة تَنْحَلّ
قيودٌ وتستقلَّ دِيارُ
وأثِرْها – فُدِيتَ – زَوْبعةً حَمْراءَ.
فالمجدُ ثورةٌ وانتصارُ
يَذْكُر الحرُّ في الصِعاب أخاه
إن يفرّقْهما رَخاً ويَسارُ
ولقد تَجمعُ الخطوبُ قُلوباً.
لم يؤلِّفْ شتاتَهنَّ نِجارُ
* * *
يا فلسطينُ لا تَرُعْكِ الرّزايا
مُزْبِدات ولا يَهُلْكِ الدَّمارُ
صولةُ البُطْل ساعةٌ ثم تَمْضي
وبِناه وإن عَلا منهارُ
يطلعُ الفَجْر من خلالِ الدياجيرِ.
ويتلو العواصِفَ استقرارُ
ها شبولَ العُلا تَحَفَّزْ للوَثْبِ
فتزهو حواضرٌ وقِفارُ
دَمْدَمَتْ في دمائهم نَخْوةُ الجار.
وثارَتْ حَمِيّةٌ وذِمارُ
ساءَ مَسْعَى صهيونَ يبني على
الأوهام داراً أساسُها الدينارُ
إن في كلِّ ذرّةٍ ذُخْراً
يَرْخُصُ الدرُّ عندَه والنُّضارُ
إن في كلِّ قطرةٍ من جراحاتِك.
بُوقاً يَهيبُ فيه الثارُ
مُلْك داودَ لا يقاسُ بكَهْفٍ
شبَّ فيه مسيحُك المُخْتارُ
مالُ قارونَ لا يساوِي ضَريحاً
نام فيه " سَعيدك" المغوارُ (2)
عَلَمٌ ذاك للكمال، وهذا
للمروءاتِ والجهادِ مَنارُ
يا تُراباً يعنُو الضعيف لَدَيْه
بخشوعٍ ويَطرُق الجبَّارُ
تصلُ الضادُ بيننا والأماني
والدمُ الحرُّ والهَوَى والجِوارُ
لنْ ينالَ اليهودُ مِنكَ مَنالاً
آخر الغَدْر كَبْوة وَشنارُ
* * *
يا رَعاعَ اليهود من كلِّ لونٍ
حاذِروا غَضْبه الكريم وداروا
لا تُثيروا شرارةَ الحقدِ فيه
أولُ النار لو عَقَلْتم شِرارُ
وعدُ بلفورِكم سَرابٌ عَقيمٌ
أوَ يَبْتَل بالسراب أُوارُ؟
نصَّ عرقوبُ روحَه في ثَراه
وتبنَّاه ثعلَبٌ مكَّارُ
ليستِ القُدْس مَرْتعاً لأفاعٍ
لفَظَتْها الأدْغال والأوْجارُ
تَزْرَعُ الكيدَ والخنَى حيث تسعَى.
وتحومُ الشرورُ والأوزارُ
أيَّ فوضى في الناس لم تَزْرعوها.
يَجْرُفُ الخلقَ وَيْلُها المُسْتَطارُ
أيَّ عَهْدٍ بين الشعوبِ وثيقٍ
لم يَعِثْ فيه منكمُ سِمْسارُ
أيَّ حربٍ أكولةٍ لم يُثْرها
جَشَعٌ في نفوسكم وصَغَارُ
ليس "شيلوخُ" غيرَ رَسْمٍ ضئيل.
فيه من "مأثُرَاتِكم" آثارُ
* * *
يا رَاعَ اليهود من كل لَوْنٍ
حاذِروا غضبةَ الكريم وداروا
زَمْجَرتْ في صدور يَعْرُب قيسٌ.
وأطلَّتْ من العيون نِزارُ
كلُّ حسناءَ في الحِمَى وغلامٍ
"خَوْلَةٌ" في اندفاعها و " ضِرَارُ" (3) .
لن يهونَ العَرينُ ما دام فيه
سيدٌ من لُيوثِه كرَّارُ
* * *
يا بلاداً نَزَحْتُ عنها وقلبي
حائمٌ في ربوعها دَوّارُ
يشهدُ الله لم أفارق مَغانِيك
اختياراً، لكنَّها الأقدارُ
عَصَفَتْ ريحُها فأقفرَ عُشٌ
وَخَلتْ أيكَةٌ وتاه هَزارُ
أنتِ رؤيايَ في منامي ونَجْوايَ.
إذا أرَّقتنيَ الأكدارُ
ضاعَ في غَمْرة الهموم شبابي
وفَشَا في بنائه الانهيارُ
فاذكريني إذا قَضَيْتُ غريباً
رُبَّ مَيْتٍ يهزّه تَذْكارُ!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :381  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 54 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

صاحبة السمو الملكي الأميرة لولوة الفيصل بن عبد العزيز

نائبة رئيس مجلس مؤسسي ومجلس أمناء جامعة عفت، متحدثة رئيسية عن الجامعة، كما يشرف الحفل صاحب السمو الملكي الأمير عمرو الفيصل