أشكو إليك من الدنيا ( أبا مضر) |
تأتي الكريم بألوانٍ من الكدر |
وتستحث إليه كلَّ نازلةٍ |
ضرباً من الهمِّ أو طعناً من القدَرِ |
* * * |
والله ما هذه الدنيا بآمنةٍ ش |
لا كأس خمر ولا لحناً على وتر |
سَلْني فقدْ ذقتُها كأساً معتّقة |
بالسُمِّ ناقعةٌ والهمِّ والضجَر |
إني خَبرتُ الليالي وهي نازلة |
كالسيلِ قصفاً على بيتي بمنحَدر |
فما استقامَ له ركنٌ ولا تركت |
منهُ سوى حجرٍ هارٍ على حَجرِ |
لكنني لم أزلْ ثَبْتَ الفؤادِ على |
غدرِ الزمان بلا واقٍ ولا حذَر |
* * * |
فليُنشبِ الدهرُ في صدري مخالبَه |
وليطبعِ الحزنَ عنواناً على عُمري |
لي مُضغةٌ من فؤادٍ ليس يهْزِمُها |
إلاَّ الردى وهو مقسومٌ على البشر |