شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
اللَّيل.. والنجوم!!
ينطفئُ الليلُ وتمضي النجومْ
كُلٌّ إلى مخدعها والظلامْ
يدُبُّ نحو الجانبِ الآخرِ
من عالمٍ لا ينامْ
وأهلُه لا يعرفونَ السكونْ
من مشرقِ الشمس إلى مغربها يكدحونْ
وتحتَ جنحِ الليل في الظلمة يكدحونْ
جرياً إلى الشمس
طِوالَ الليلِ يركضون
سعياً إلى الليل
مع النهارِ يركضون
في طلبِ الحياةِ
أو خوفاً من المماتْ
حبّاً بنور الشمس أو رعباً من الظلامْ
لا بدَّ يركضون
كأنهم فيها على سباقْ
كأنهم أشباحُ موتى
نفضتْ أكفانَها
تحلُمُ أن يستيقظَ العراقْ
وينفضَ الذلَّ الذي
رانَ على دجلةَ والفرات
وسمَّمَ الشواطئ الخضراء
واغتالَ في نفوسنا الطموحَ والرجاءْ
* * *
قد. رحلَتْ يا وطني النجومْ
والقمرُ الملطَّخُ الأضواءْ
عادَ إلى ديارِهِ
لكننا لم نلمحِ النهارْ
ولم يَلُحْ خيطٌ من الشمس على ضفافنا
هل غضبت؟
أم أنها الغيومْ
قد ضربتْ من دونها الأستارْ
أم أنها خجلى لأن الضفافْ
قد نسيتْ ضحكَتها
ومزَّقَتْ في ليلة العرس
ثيابَ الزفاف
وأغلقتْ من دونها الأبواب
واختبأت تحت ضلال النخل والصفصافْ
تخافُ كلَّ قادمٍ
تخالُه الموتَ
وقد أضاعت العفافْ
تحسبُ أن أهلَها
ما زالَ فيهم رمقٌ أو حدُّ سكّينْ
وليسَ تدري أنهم صاروا مساكينْ
وماتت النخوةُ والمروءةُ الشمّاءْ
وانتشر العارُ على وجوههمْ
كالسُلِّ كالجَربْ
ولم يعودوا. يعرفون أصلَهمْ
وضيّعوا الأحسابَ والنسبْ
وماتت النيرانُ في موقدهمْ
وانطفأ اللهب
لأنهم بيادقٌ في رقصة شوهاءْ
دُكَّتْ بها القلاعُ، والخيلُ غدت عرجاءْ
وأصبح الوزيرُ سمسارا
على بوّابة السلطان في المساءْ
وفي الصباحِ حارساً يجلد بالسياط من يشاءْ
ليحرسَ القصرَ من العبيد والدَهْماءْ
* * *
بلادنا
يا حسرة الجبال والأنهار والماءْ
يا خيبةَ الأشجار في أغصانها ينتحرُ الرجاءْ
والدجلتينِ انطوتا
على ضفافٍ كاد أن يخنقَها البكاءْ
الشمسُ في بلادنا
للآنَ تخفي وجهها تنظر باستحياءْ
تأنفُ أن تُشرق في ديارنا
لأنها تعرفُ ما الحياءْ
وهي ترى وجوهنا بليدةً خرساءْ
شفاهُنا لا تحسنُ الغناءَ للشمسِ
ولا تعرفُ ما الغناْ
ولم تعدْ عيونُنا تعرف لون الضوءِ
أو تهفو إلى الضياءْ
لأنها قد عَميتْ من زمنٍ بعيدْ
وأظلمت أحداقُها فلا ترى الأشياءْ
بل إنها سعيدةٌ بعُميها السعيدْ
تهتفُ في أعماقها
ما أروع العَماء
وتهمسُ الأسماعُ في سكوتها
ما أجمل الصمتَ لدى الأحياءْ
وليس تدري أننا لسنا من الأحياءْ
بل إننا جنازةٌ ترقصُ في الظلام كالأشباحْ
حتى تكف (شهرزادُ) القصرِ
عن كلامها المباحْ
ويغزل الفجر خيوط النور للصباحْ
فتنطوي أجسادنا في ظلمة القبورْ
تنتظرُ الخلاص من لحودها
وساعةَ النشور
يا وطني يا أيها المعذّب المقهورْ
ما زال (إسرافيلُ)
من عهدِ (رسولِ اللَّهِ) حتى يومنا
يلتَقمُ (الصُّورْ) (1)
فهل تظلُّ تألفُ العذابَ
حتى يؤذِنَ الله بها
لتمّحي الشرور؟
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :345  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 20 من 146
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

محمد عبد الصمد فدا

[سابق عصره: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج