شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
أَطْلِقْ سراحي
أَطْلِقْ سراحي يا فؤادُ.. كفاكا
شوقاً، فليلى لم تَعُدْ ليلاكا
ما بالُ وَجْدِكَ تَسْتَبيكَ مليحةٌ
نَصَبَتْ على دربِ الجهادِ شِباكا
أَطْلِقْ سراحي يا فؤادُ فَلَسْتَ مِنْ
صدري إذا أَوْثَقْتَني بِهَواكا
واحْذَرْ مطاوَعَةَ الهوى فَنَعيمُهُ
ذُلٌّ إذا أَغْواكَ في دُنْياكا!
كَذَبَتْ رؤاكَ وقد ظَنَنْتَ بغادةٍ
وطناً ترى فيه المُنى عيناكا
أَطْلِقْ سراحي، ما فَخارُ هواكَ إنْ
سَكَن الخيالَ وغادَرَ الأفلاكا؟
مَنْ يَلْتَمِسْ ماءَ السرابِ لحقلِهِ:
كان الحصادُ فَجيعةً وهلاكا
فاخْتَرْ إذا ما شِئْتَ هودجَ عِزَّةٍ
عشقاً يُعَمِّدُ بالضياءِ دُجاكا
الحبُ؟ حبُّ القائمين إلى الهدى
والحاملينَ سيوفَهم نُسّاكا
المُسْرِجينَ الليلَ في صَلَواتِهِم
والذائِدينَ إذا الضعيفُ تشاكى
الآمرين بكلِّ ذاتِ فضيلةٍ
والممسكين عن النهى إمْساكا
* * *
يكفيك يا قلبي أَساك، فيما هوىً
ِرِفْقاً، ويا كأْسَ الغرامِ كفاكا
سَكَبَ الهوى عمري بصحراء المُنى
مَنْ يجمعُ العمرَ المُراقَ هناكا؟
يا واقفاً جيلين بين رماحِهِمْ
ما قالَ يوماً "للمخيب" فِداكا
عابوا عليكَ هُزالَ غُصْنِكَ، لَيْتَهم
بالأمسِ قَدْ نَظروا جميل صِباكا!
أيامَ كان العِطرُ تُمْطِرُهُ يدٌ
وتجول ما بينَ الحِسانِ خُطاكا
مَنْ سامَهُ "نذل العراقِ" بظلمِهِ
خَبَرَ الأسى وَتَطَبَّعَ الإِنهاكا!
هَرِمَتْ قناديلُ الدروبِ وأَقْحَلَتْ
خَضْرُ الحقولِ فأَنْبَتَتْ أشْواكا!
ما صامَ سَيْفُ الحقِّ إلاَّ أَفْطَرَتْ
نُصُلُ النهى وَتَطاوَلَتْ إِشْراكا
* * *
ماذا أُجِيبُ إذا سُئِلْتُ بغربتي:
هذا العراقُ الفَحْلُ، كيفَ تباكى؟
كيف ارتضى كفراً وكان ربيئَةً
للطهرِ تأبى أنْ تكون شِراكا
قُلْ يا عراقُ، العارُ قد غَمَرَ الزُّبى
والنخلُ غَطَّ بِذُلِّهِ، وَرُباكا
قُلْ يا عراقُ، نَسِيْتُ كيف أُجِيبُهم
ونسيتُ كيف – على لظىً – أَنْساكا!
عارٌ علينا أَنْ يقودَكَ ماحقٌ
نَذْلٌ، وَيَحْسَبُهُ اللئامُ مَلاكا
كيف ارْتَضَيْتَ لنغل عَفْلَقَ يستوي
رأْساً، وَيَسْفَحُ يا عراقُ شذاكا؟
من ألف عامٍ تَسْتَغيثُ ولمْ يزلْ
ثَغْرُ العذابِ يُعيدُ رَجْعَ صَداكا
قُلْ يا عراقُ متى ستفطر – ثائراً –
بدمِ الطغاةِ؟ كفى بنا إمْساكا
ما غادَرَ "الحجّاجُ" أَرْضَكَ، إنّما
عشرون "حجّاجاً" بها، سَفّاكا
زَرَعَ "ابن يوسفَ" في العراقِ عشيرةً
غَسَلَتْ يَدَيْها من نزيف دِماكا
نُطَفٌ مُدَنَّسَةٌ ترى في رِجْسِها
مَجْداً وفي عَثَراتِها أَفْلاكا
أَسْنَدْتُ بالأَضْلاعِ خَيْمَةَ عِفَّتي
وجعلتُ جرحَ رجولتي شُبّاكا
فَرَأَيْتُ قومي يشربون دموعهم
فمتى سَتَنْفضُ يا عراقُ أساكا؟!
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :972  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 23 من 26
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الدكتور واسيني الأعرج

الروائي الجزائري الفرنسي المعروف الذي يعمل حالياً أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السوربون في باريس، له 21 رواية، قادماً خصيصاً من باريس للاثنينية.