شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

الرئيسية > كتاب الاثنينية > قلبي على وطني > يدعونني بابن العراق
 
يدعونني بابن العراق
وطني: سُكُوتُك عِفَّةٌ وتَرَفُّعُ…
أَمْ للطغاةِ تَذَللٌ… وتَخَضُّعُ؟
بالأمسِ كان العشبُ ثوبَكَ، والشذى
ماءً، فما عرف الفجيعة موضِعُ
هل كان حُبّاً أَنْ تكون مُعَذِّبي
وسليلُ "هتلر" في رُباك يُمَتَّعُ؟
حاشاكَ يا وطني.. فَلَسْتَ مُخَلَّعاً
كيفَ احتواكَ المارقُ المُتَخَلِّعُ؟
الأربعون مَضَيْنَ فيكَ مع الأسى
والنائباتُ بكلِّ بيتٍ تَمْرَعُ!
شاخَتْ طفولتُنا على باب الصِبا
يا نُسْكَنا المنفيَّ هلاَّ ترجِعُ؟
وَرَثَيْتُ أعوامي التي ما عِشْتُها
أنا في حياتي يا عراقُ مُشَيَّعُ!
وَدُفِنْتُ في جرحي لأُبْعَثَ ناسكاً
شهد الأسى جيلين وهو يُوَدِّعُ
خمسون سيَّافاً على أعناقنا
كلٌّ يبيعُ، وباسمنا يَتَبَضَّعُ!
يتزاحَمون على غنائمِ حزننا..
هذا له مالٌ، وذلكَ مَخْدَعُ!
قانونهم؟ شعبٌ يجوع ويُسْتبى
وعصابةٌ – مما نعاني – تَشْبَعُ
فبأيِّ دينٍ تُسْتَباحُ شقيقةٌ
باسم العروبةِ، أو تُراقُ الأدمعُ؟
رَبّاهُ: ما فَتَكَ الوَباءُ بأَهْلِنا
مثلَ السياسةِ عندما تَتَقَنَّعُ!
"وإذا السياسة أنشبَتْ أنيابَها
ألفيتَ كلَّ تميمةٍ لا تَنْفَعُ" (1)
مُرٌّ هو العَسَلُ الذي نَسْتافُهُ
من كأسها، وأَمَرُّ منه المَطْمَعُ
صار العراقُ خرائطاً حزبيةً
فمتى يوحِّدُنا "الحنيفُ" وَيَجْمَعُ؟
تابوا – وما تابوا – فكلُّ سُوَيْعَةٍ
حزبٌ، وما عرفَ التضامنَ مَجْمَعُ
طَحَنَ الأسى روحي، وَسِيْمَ مساؤها
ذُلاًّ، متى شمس الأمان تُشَعْشِعُ؟
شعبٌ يُباع ويُشْتَرَى سِرّاً، وفي
سوق السياسةِ في العِراقِ يُقَطَّعُ!
كلٌّ يُجاهِرُ باسْمِنا، وإذا ارتقى
كرسِيَّهُ: فهو النكورُ المُمْنِعُ!
من أين يأتينا الأمانُ – وبعضُنا
يبني، وبعضٌ هادمٌ وَمُشَرِّعُ؟
* * *
حِزْبانِ في الدنيا: فأمّا مؤمنٌ
أو كافرٌ أركانه تَتَصَدَّعُ..!
وَلَرُبَّ جسمٍ ضاقَ من عِلاّته
َعَزَّ الدواءُ، وجاد فيه المِبْضَعُ
وإذا تَوَحَّدَت النفوس مع التُقى
ألْفَيْتَ صحراء العراقِ سَتَيْنَعُ
* * *
يـا صـدرَ "دجلـة" ما لِضَرْعِـكَ ضامـرٌ؟
الشعبُ طفلٌ، أنتَ منه المُرْضِعُ
أَتْعَبْتَنَا وَتَعِبْتَ من أحزاننا…
هل أنتَ إلاَّ للأسى مُسْتَوْدَعُ؟
وَلَئِنْ جَرَحْتُكَ في هوايَ معاتباً
حَسْبي بأنّ تشرُّدي ليَ يَشْفَعُ
يدعونني بابن العراقِ، وليس ليْ
بعضُ الأمانِ، أرى أخاً يَتَفَجَّعُ!
يدعونني بابن العراقِ - وزوجتي
مثلي مُشَرَّدَةٌ، وطفلٌ يَرْضَعُ!
يدعونني بابن العراقِ، وموطني
منفاي والغَدُ يا عراقُ مُضَيَّعُ!
يدعونني بابن العراق وليس ليْ
من رافديه سوى الضَنى بيَ يَفْرَعُ!
ما أنتَ؟ هل وطني؟ علام خَذَلْتَني
وتركتَ بابكَ "لابن صَبْحَةَ" يُشْرَعُ؟
ثَكُلَتْ أمانينا فما سَقَطَتْ على
شجرِ الطفولةِ منكَ إلاَّ الأدْمُعُ!
* * *
عذراً حبيبي يا عراقُ.. فإنني
دَنِفٌ وإنَ البُعْدَ عنك لَمُوجِعُ
عذراً، سَنَرْجعُ يا حبيبَ قلوبنا
وسيلتقي الأحبابُ مهما وَدَّعوا
القائمون إلى الصباح تَهَيَّأوا
وطبولُ فجرِ الناسكين سَتُقْرَعُ
سنعودُ بالشَجَرِ الوريقِ وبالندى
للجائعين، فما يعود مُرَوَّعُ
وَلِناسِجين من التقى أثوابَهُمْ
ولعاشقين مع العَفافِ تَطبَّعوا
وَلَسوف ترجع يا عراق حديقةً
أزهارها برحيقِ طهرٍ تَنْبَعُ
وَسَيَزْدَهي شعري، فكل قصيدةٍ
عربيةِ الأخلاقِ: أنتَ المَطْلَعُ
نسمو بحبلِ اللهِ، لا مُتَعَسِّفٌ
يطغى، ولا سيف الضغينةِ يُشْرَعُ
في محكم الذِكْرِ العظيمِ نوافلٌ
لذوي العقولِ وألف شمسٍ تَسْطَعُ
والسُنَّةُ العصماء في أفيائِها
فَيْضٌ إذا رام الورى ما يَنْفَعُ
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :561  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 17 من 26
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

زمن لصباح القلب

[( شعر ): 1998]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج