يمامةَ عشِّي ووردَ الرَّبيعْ |
تُطوِّفُ بين الرُّبا في خشوع |
وعنَّ لها أَنْ تزورَ الرُّبوع |
وتُشعلَها بالهوَى والدُّموع |
* * * |
بكلِّ التَّثاقلِ كانتْ تسيرْ |
كما قد تماوج نفحُ العبير |
وتخطو بأَوهَى خُطاها المُثير |
حريرٌ برفقٍ يدوسُ الحرير |
* * * |
يَداها إلى جانبيْها نِظامْ |
كما الجندُ في السَّير: خلفٌ أَمام |
جناحان للعالَم المستهام |
يدِفَّان شوقاً وذكرَى غرام |
* * * |
وقامتُها تتحدَّى العيونْ |
وتَختالُ حسناً بديعَ الفنون |
تَتيه جمالاً يبثُّ الحنين |
وينثر عبرَ الطريقِ الفتون |
* * * |
قوامٌ خجولٌ ويهوَى التَّصدِّي |
وروعتُه في جمال التَّحدِّي |
مليءٌ بلا سَرفٍ.. يا لِوجدي |
عليه.. وليتَ المنَى فيه تُجدي |
* * * |
فإِدْبارُه باهراً في انْثناءْ |
كإِقبالِه راقصاً في انْتشاء |
يلفِّعهُ اللَّيلُ بادي البَهاء |
ويُلقي عليه جلالَ النِّداء |
* * * |
أُحسُّ بفتنتها تَحتويني |
بلهفة عينيَّ.. يا لأَنيني |
يُناغي الشُّعور فَيذكو حنيني |
لحسنٍ وئيدِ الخُطا يَجْتويني |
* * * |
أَفاتنةَ الخطوِ مَنْ أَنتِ.. أَنتِ؟ |
مِثالٌ لنبع الجمالِ خُلقتِ |
على خطوك العبقريِّ وقَفتِ |
فتحصينَ ما فيه إِمَّا خَطرتِ |
* * * |
تُرَى شبحاً منكِ أَبصرتُه |
يُداري منايَ؟ فلا حقتُه: |
حبيبةَ روحي.. وملِّكْتُه |
خيالاً.. وكالطَّيفِ صاحبتُه: |
* * * |
وشاحاً من الحسن ضافٍ تمرَّدْ |
وأَلقَى إلى اللَّيلِ نوراً تَجدَّد |
تَطايَرَ في خطوها ثمَّ غرَّد |
وتاهَ بآفاقنا يتودَّدْ |
* * * |
هو الحُلْمُ نهواه حُسناً مورَّدْ |
يُباركه الشِّعر فنًّا مجدَّد |
يَضوءُ بهيكلِ حبٍّ ممرَّد |
وأَنتِ به فتنةٌ لا تُحدَّد |
* * * |
تجيء وتمضي بخطو الحريرْ |
نُحسُّ به.. بالجمال يَضوعْ |
ونحلُم بالحسن.. دنيا تَمور |
بلحنٍ وعطرٍ.. بِشَهدِ الربيعْ |
* * * |
يُذيبُ بكاساتنا صفوَ سرِّ الزُّهورْ |
ويغمرُنا بالجمال وعَرفِ العُطور |
نُغنِّي به شعرَ حبٍّ وليدٍ طَهورْ |
* * * |