يا صديقي.. لستَ من رأْيي ولا أَنا في اتِّجاهكَ أَنظُرْ |
إِنَّا لمختلفانِ في مفهوم عاطفةٍ تلُوب وتَهدُرْ |
الحسُّ إِنسانيَّةٌ فيها.. وأَحلامٌ تطوفُ وتعبُر |
وشعوريَ الورديُّ منطَلقٌ سماويٌّ يُحبُّ ويَشعر |
* * * |
والحسنُ أَهوَى فيه إِلهاماً يَجـيءُ ملائكيّـاً صافيـاً |
حسناً طُفوليّاً بريئاً لم تلوِّنْه الأُنوثةُ ثانيا |
وجمالُها لا يعرف التَّغريرَ بالشَّادي.. وفيـه تَعاليـا |
* * * |
لا يا صديقي.. إِنْ زعمتَ الحسنَ شهوانيَّةً.. هذا لَكاً |
إِنْ قلتَ لي أَنَّ الأُنوثةَ في نضوج الجسمِ هذا حسبُكا |
أَنا لا أُحبُّ سوى الخيالَ وعطرَهُ..أَنا لستُ أَعشقُ مثلكا |
فأَرى الجمالَ وسحرَهُ يزهو على بُعدٍ.. فأَينَ مجالكا؟ |
* * * |
الحبُّ عندي متعةُ الإِحساسِ بالفنِّ الجميلِ وبالغَزلًْ |
سلطانُه بين الجوانـح لا يـذلُّ وإِنْ تغنَّـى بالقُبـل |
الحسـنُ إِبداعٌ وإِلهـامٌ تزيِّنُه الطّفولـةُ والخجَـل |
والشِّعرُ عالمُه الطَّروبُ..يحبُّ فيه الحبَّ..يُزهرُ بالأَملْ |
* * * |
هذي مشاعرُ كلِّ فنَّانٍ مثاليٍّ يهيمُ ويحلُمُ |
يهوَى الزُّهورَ تَرفُّ راقصةً على أَغصانها تَتكلَّم |
ويرى المحاسنَ كالورودِ جمالُها يَزهو هناكَ ويَنعم |
فإذا لمستَ شبابها.. وإذا هي انْقطفتْ تحولُ وتَسقُم |
يا صاحِ.. رأْيي في الجمال أُحبُّه مرأىً يتيهُ ويحكم |
لا لمسَ يُذْبلُه.. وحسبي منه رؤْيتُه.. وأَنِّي أَحلُم . |