شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
دنيا الغد!!
مضى الأمسُ مطوياً فهل بعد حاضرٍ؟ .
يجيء لنا الآتي بصفوٍ مُبادر
فلا عاد هولُ الأمس والحاضر الذي.
تلاه وشيكاً مُثْقلاً بالمجازر
ملاحمُ حرَّى في لظى نارها اكتوتْ.
عوالمُ شتى. ذاكَ من صُنْع غادر
تنزَّى على حـرِ الوطيـس. شواظُها
ودارتْ بشقواها على رأسِ خاسر.
فكم مُدْقعٍ ذاق الطوى بيْن أهله
وكم بائسٍ.. مثواه بين المقابر
مضتْ حقبةُ البلوى وفي إثرها بدا.
نعيمُ مصيرٍ.. في غدٍ جدُّ ناضر
أحستُ به الدنيا بوادرَ رحمةٍ
بواطنها تُومي إلى كلِّ ظاهر
كأني وهذا الدوحُ للطير مُرغن
وبينهما همسٌ كهمسِ الأزاهر
كـلا اثنيهما.. في ساحـةِ الأمن ناعمٌ.
ونجواهما بالهمسِ شجوُ القياثر
وفي الغصن ما في الطير من فرحةِ المُنى.
تميل به نشوان.. ميل المُعاقر
وفي الجدول الرقراق أنباض نشوةٍ.
تفيضُ كسيَّال المُنى في السَّرائر
وفي نسماتِ الفجر نجوى صبابةٍ
تـرفُّ كسحر الوحي في نفسِ شاعر.
وفي خلوات الليل أفراحُ أنْجمٍ
تلجُّ بأشواقِ الظلام المُسامر!
وفي رحبات الكونِ يخفقُ عالمٌ
سروراً بتحقيق المُنى، خفق طائر
كأني وهـذا الدهـرُ ينظُر مـن عَلٍ
يُطلُّ على الدنيا ببسمة ظافر
ويبسم للمجدود.. إذْ عاد غانماً
ويُضفي على المسلوب عزمة صابر.
وينضو عن المأزوم شقوةَ همه
ويمحو عن المظلوم نقمةَ جائر
ويبعث في روح الوجود.. سماحةً
تطوفُ على الدنيا لربطِ الأواصر
هنالك حيـثُ الأمـنُ، حريـةُ الورى
تنال على دستور نهج التآزر
يـرى الناسُ.. فردوس السلامِ مُجلَّلاً.
بنور التَّصافي لانجلاء المصائر
فيسعد منصورٌ. بنُعماء نصره
ويرجع مدحورٌ بأعباء داحر
وتنفجرُ الدنيا نشيداُ مُخلداً
تردده الأيامُ.. ترديدَ ذاكر
وتُصبح أحداثُ الزمان التي مضتْ.
أحاديثَ مَلهاةِ العُصور الأواخر
فيا أيها الساقي، أنلني تفضلاً
كؤوسكَ من صفوِ النعيم المُجاور
أنلني وقد طاب الزمانُ مُعاوداً
عطاياه، من فيضِ المُنى، المتوافر
لعلك تُشفي بعض ما بي من الأسى.
وما خلَّفتْه موبقاتُ المخاطر
هنا اليوم ينبوعُ الثقافة مُترعٌ
بأكرمِ ما يُحيي طماح المشاعر
هنا ملتقى حريةٍ، وحضارةٍ
ومجلى وئامٍ حافلٍ بالذخائر
ذخائرُ إسعادٍ تفيضُ عدالةً
على عالمٍ مستيقظٍ غيرٍ سادر
لعمركَ فالٌ تبتغيه مدائنٌ
لدينا أضاءتْ بالأماني النواضر
ليهنأْ جميعُ العالمين، قريبِهم
وأبعدِهم داراً، بدنيا البشائر
• • •
 
طباعة

تعليق

 القراءات :351  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 36 من 55
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج