شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
عريف الحفل: الأسئلة التي وردت لفارس الاثنينية سؤال من الأستاذ يعقوب اسحاق يقول:
يعتبر معرض الكتاب الذي تديره وتنظمه الهيئة العامة للكتاب أول معرض عربي دولي للكتاب في العالم العربي، ويحرص على حضوره كل طلبة العلم الذين يدركون قيمة الكتاب في تكوين ثقافة الإنسان، ولك يا دكتور سمير دور عظيم في خدمة الكتاب امتد لعدة عقود في دائرة الهيئة العامة للكتاب بنجاح كبير.. لي ملاحظتان على معرض الكتاب أرجو النظر إليهما على أساس أنهما صادرتان من محب ومقدِّر لدورك في خدمة الثقافة:
1- المعرض يتحول إلى "سوق حراج" تتعالى فيه الأصوات وتزدحم فيه الممرات رغم أن مشهد الازدحام على الكتاب شيء يشرح الصدر وهو في حاجة إلى إعادة بنائه بشكل يكون فيه مناسباً لعرض الكتاب وإيجاد عربات يستخدمها الزوار لحمل الكتب الكثيرة التي يشترونها.
2- تصادف توقيت المعرض فصل الشتاء القارس فليته يتأخر إلى مارس أو إبريل.
 
الدكتور محمد سمير سرحان: أنا موافق معك كل كلامك صحيح، ولكن بالنسبة للموسم الموسم هذا متفق عليه دولياً وإلا يفقد صفته الدولية يجب أن يكون في يناير، ولكن استعملنا في الصيف شيء اسمه الملتقى الدولي للكتاب في القلعة، وهذا فن الحقيقة كان ناجحاً جداً هذه السنة، كان أول مرة وسنكرره المرة التي بعده، يبقى مختلف عن معرض الكتاب، فيه كتاب ولكن هناك أنشطة فنية ومسرح وسينما وموسيقى وفنون شعبية مثل متنفس في الصيف جميل، وأنا أدعوكم في الصيف هذا تشرفونا وتروه وسوف يكون شيئاً جميلاً.
 
عريف الحفل: فضيلة الشيخ محمد علي الصابوني يقول:
الفن رقيٌ وسموٌّ وجمال، يعلو بأربابه إلى مدارج الفضل والكمال، ونسمع في هذا الزمان من يسمي الهابط من التمثيليات والأفلام الخليعة الماجنة فناً مع أن هذه المسرحيات مما يهبط بالمستوى الأخلاقي والاجتماعي. ما هو رأي سعادتكم في هذا النموذج من الفن الهابط وشكراً لكم على ما تقدمونه من إبداع؟
 
الدكتور محمد سمير سرحان: حضرتك وصفته أنه هابط، يعني ليس فناً، الفن إما يكون فن أو ليس فناً، ما يدور الآن على ساحة المسارح الخاصة في القاهرة، سميه مسرحاً سياحياً، مسرحاً صيفياً، مسرحاً تجارياً، ليس مسرحاً، المسرح لا بد أن يكون مؤسسة ثقافية تعكس قضايا المجتمع وقضايا الإنسان، لكن أن يكون مكان للإضحاك وإغماء العقل يعني أسميه، يعني (كباريه) بدون خمر.
عريف الحفل: الدكتور القاص عصام محمد علي خوقير يقول:
المسرح العربي الجاد أين هو في رأي الأستاذ سمير كمشاهد فقط وليس كباحث، كيف السبيل إلى عودة المسرح إلى مساره الثقافي الذي ألِفناه؟
 
الدكتور محمد سمير سرحان: عودة المجتمعات لأن تعتنق قضايا حقيقية، المجتمعات عندما لم تعد تعتنق قضايا حقيقية أصبحت تعتنق قضايا تفاهة وقضايا سطحية، لم يعد هناك مسرح جاد.
عريف الحفل: الدكتور حامد صبحي السيوطي يقول:
ما موقع الثقافة العربية وسط الثقافات المعاصرة؟ وفي ضوء إجابة سيادتكم ما هي الآليات الفعلية التي اتخذتموها لأخذ تلك المكانة وهذا الموقع؟ ذلك من خلال موقعكم كمسؤول عن الثقافة المصرية من جانب مهم منها، ثم هل هناك تنسيق بين مسئولي الثقافة العربية كإنشاء مجلس أعلى للثقافة العربية بين الرواد العرب، لتوحيد الصفوف والجهود لمواجهة التحديات الصعبة؟
 
الدكتور محمد سمير سرحان: نتكلم بصراحة، أنا أحضر كل سنة.. نتكلم الأول عن المجلس الأعلى للثقافة العربية، طبعاً هذا مفروض فيه أن يكون مثل سوق عربية مشتركة اقتصادية، مثل.. مثل.. ثبت أن هذا حلم من الأحلام مثل العنقاء والغول والخل الوفي، لأني أحضر كل سنة بحكم موقعي مجلس وزراء الثقافة العرب وفي كل مؤتمر يعقد كل عامين، ليس كل عام آسف في عاصمة عربية يكون هناك طموحات هائلة وتوقعات أننا سنقلب الدنيا، الكل يطلع على الورق، والكل حتى لا يستطيعوا أن يتفقوا، في آخر اجتماع بالأردن أنا كنت موجود على عمل (ستالايت) محطة ثقافية عربية واحدة نستطيع أن نتحاور من خلالها مع الغرب، في الحرب الثقافية التي نعيشها، أليس هم الآن فيما يسمونه حرب الثقافات أو صراع الثقافات، أو صراع الحضارات، يتكلم عن حاجة أساسية تخصنا نحن شخصياً وهي الصراع بين الثقافة العربية وبين الثقافتين الإسلامية والآسيوية، يعني الثقافة الإسلامية الآن داخلة في صراع ثقافي مع الحضارة الغربية، هذا يرتب علينا آلاف المواقف والواجبات التي يجب أن نعتنقها فوراً لكي نستطيع أن نحارب في جدية في الحرب القادمة، الحرب القادمة ليست حرب سلاح فقط ولا حرب اقتصاد فقط، وإنما هي حرب ثقافة، الذي يملك الثقافة ويملك المعرفة، سيملك القوة في العصر القادم في تصوري، أو في تصورنا جميعاً، نحن لا نفعل شيئاً، نحن قد لا نكون ضرراً بالرغم من أن هناك بعض من بلادنا قوية اقتصادياً أثرياً إلى آخره، نحن قد لا نكون بلاد قوية اقتصادياً بالدرجة أو بالدرجة الأولى اقتصادياً، أو من الدرجة الأولى عسكرياً لكن لنا أمة من الدرجة الأولى ثقافياً، وهذه مسألة معروفة يا جماعة، نحن الذين أنشأنا الحضارة التي أثرت في الحضارة الغربية، الحضارة الإسلامية هي التي هاجرت بعلومها وبفنونها وبآدابها وأنشأت الأندلس، ومن الأندلس الحضارة الغربية كلها، كل معطيات الحضارة الغربية أو مفردات كثيرة من العلوم الغربية مستقاة من العلم الإسلامي ومن الفكر الإسلامي، ومع ذلك أصبحنا نحن المتخلفون وهم المتقدمون.
الحرب الثقافية هذه لم نعرف أن نتفق على أننا نعمل مشروعاً ثقافياً واحداً نستطيع أن نتقدم فيه لنحاور الغرب من موقع الندية، أو نحاور هذه الحضارة الغربية المتسلطة التي تسلط علينا الآن آلة حربية جهنمية من موقع الندية ، حتى الآن أنت لا تستطيع أن تدخل جمرك عربي حاملاً ثوباً وحاملاً قميصاً حاملاً بدلة، حاملاً حذاءاً، لكنك لا تستطيع أن تدخل حاملاً كتاباً.. أبداً في أي وطن عربي. الكلمة مُجَرَّمَة في العالم العربي.. الكلمة متهمة.. الكلمة مشكوك في أمرها، ولذلك حتى تصبح المسألة أننا نعتبر أن الكلمة هي شرفنا.. شرف هذه الأمة، أن حضارتنا هي شرف هذه الأمة، أن معطياتنا الثقافية والحضارية والدينية والفكرية هي شرف هذه الأمة، وهي قوتها ومصدر قوتها حتى نستطيع أن نتفق على مشروع عربي ثقافي واحد، مثل أن نعمل محطة فضائية واحدة تتحدث عن الثقافة العربية والحضارة الإسلامية بحق وبجد، وتحاور من خلالها الغرب لا يوجد.
هناك علامات إصلاح اجتماعي، وهناك إصلاح.. ولكن أنا ما زلت أيضاً من المتفائلين الذين يقولون قد تكون السياسة هي بالفعل المتغير، قد نختلف سياسياً لكننا متفقون ثقافياً، يجب ذلك إنه السلاح الوحيد الموجود لدينا، قد تؤثر السياسة أحياناً قد لا تؤثر، لكن نحن في موقف الآن لا بد أن نتسلح بسلاح الثقافة وأن نحارب به حرباً حقيقية كما يقولون أن هناك صِدَام حضارات، وأن أحد الأخطار الهامة على العالم المعاصر من وجهة نظر الغرب هو الإسلام، أليس كذلك؟ لأن كل الأيدولوجيات أو كل النظريات الأخرى تداعت وتساقطت وآخرها النظرية الشيوعية، ما عدا الإسلام الحمد لله يقوى.. يتزايد.. له تماسك فكري ووجداني، يستطيع من خلاله أن يؤشر وأن يحاور من خلال الندية، لكن لا بد أن نتفق على الحد الأدنى من المشروعات، الحد الأدنى من الأفكار، الحد الأدنى من المواقف، لا تكون اجتماعاتنا مجرد أننا نجتمع أربعة.. خمسة.. أيام ونقول كلام وفي الليل نتعشى، والطيارات تشتغل والذي لديه طائرة خاصة يأتي بها، وبعد ذلك المسألة تتحول إلى مجرد شعارات جوفاء ولم نفعل شيئاً.
عريف الحفل: هذا سؤال من الدكتور عبد العزيز الصويغ، مدير فرع وزارة الخارجية بالمنطقة الغربية، يقول:
شهدت الستينيات شبه ثورة مسرحية بما سمي بالمسرح القومي حيث أثرى هذا المسرح ما قُدِّم فيه من أعمال إبداعية في الساحة الفنية، بالفن الرفيع والجاد سواء في الأعمال الدرامية أو الكوميدية، السؤال: هل نرى ثورة تصحيح لتعديل مسار المسرح وإخراجه من الابتذال الذي يعاني منه اليوم؟
 
الدكتور محمد سمير سرحان: هناك حركة مسرح شبابية موجودة كثيراً جداً، ولكن لا زالت لم تأخذ القوام الخاص بها الذي يجعلها موجودة في قلب المجتمع، هناك مسرح تجريبي ومسرح شبابي وقضايا تختلف، ولكن ما زالت ليس لها نقاد حتى يقدموها جيداً، وربما أحد العيوب الموجودة في الحركة الثقافية الآن هي انحصار الحركة النقدية، لا يوجد حركة نقدية هامة ومؤثرة تستطيع أن تقيم الحركة الإبداعية التي هي الآن في نظري أنا ثرية ومليئة بالإبداعات الجديدة.
عريف الحفل: الأخ عبد العزيز زكي عمر، يقول:
هل كان لمقولة الشاعر الإنجليزي ووردز وورث أنه لا بد من الهروب من المدينة بكل ما تمثله من ميكانيكية الحياة وآليتها التي تُخمد أنفاس الفرد ليعود إلى البراءة والتفرد، أي دور في التبكير بكتابتكم لأول مجموعة (السبعة أفواه) وما هو الدور الذي لعبه الأستاذ أنور المعداوي لإنجاح هذه المجموعة حتى يرضى الحاج عبد المنعم وينشرها.
 
الدكتور محمد سمير سرحان: لقد قلنا هذا..، ويظهر قرأ مقالتي الأخيرة في الأهرام عن ووردز وورث.
عريف الحفل: الأستاذ أشرف السيد سالم، يقول:
وفقاً للإحصائيات فإن الساحة الثقافية العربية تشهد تراجعاً في أرقام نشر وتوزيع الكتب، فهل يمثل ذلك انحساراً جزئياً لصالح مصادر ثقافية جديدة طرأت علينا كالإنترنت؟ أم أنه عزوف جماعي عن القراءة والاطلاع خاصة بين صفوف الشباب؟ فإن كانت الأولى فهي ظاهرة سلبية، وإن كانت الثانية فهي كارثة قومية، فما رأيكم كأحد أهم المسئولين عن الكتاب في عالمنا العربي؟
 
الدكتور محمد سمير سرحان: إن الذي يقوله باختصار أنه هناك تضاد بين الكتاب أو الكلمة المكتوبة وبين الإنترنت أو الوسائل التكنولوجية العالية التوصيل كالإنترنت وغيره، هذا كلام لا أؤمن به، أنا أقول: أن الكتاب هو للقراءة المتعمقة المتأنية لأن الكتاب علاقة فردية بينه وبين قارئه، ولا يمكن أن أقرأ ديوان شعر ولن أقرأ رواية ولن أقرأ عملاً إبداعياً كبياًر على الإنترنت غير يمكن، يجب أن أقرأه بتفاعل شخصي وفردي بيني وبينه، ويظل الإنترنت وتظل الوسائل التكنولوجية مصدر أساسياً للمعرفة.. للمعلومات، أريد معلومة أحضرها بأسرع ما يمكن، أضغط زر أحضر المعلومة.
في النهاية عندما تحضر المعلومة أو حتى عندما تحضر أي مقال تقرأه في الجريدة على الإنترنت ماذا تفعل حتى تحتفظ به؟ تطبعه. إذن تحوله إلى كتاب ثانيةً. في النهاية تعود ثانيةً للحالة الورقية التي تخص المعرفة، فيظل الكتاب هو المصدر الأساسي للمعرفة مصدر أساسي للمتعة، مصدر أساسي للتكوين الثقافي للإنسان، أما هذه المصائب فهي كانت جهداً وسوف تظل جهداً من الإنسان للحصول على السرعة القصوى لتوصيل المعلومة، في القديم عندما كنا نحتاج إلى معلومة يعني مثلاُ أي شيء.. عن بطليموس في التاريخ، عن الإسكندر الأكبر، أذهب إلى المكتبة وأظل شهر أبحث عن المراجع وأحضر من المراجع وأحضر المعلومة حتى أوظفها في مقال أو في (بحث)، الآن اعمل اسكندر يظهر لي 500 ألف..، فخلاص، هذا اسمه طريق الإعلام فائق السرعة، إعلام بمعنى يعلمك بالشيء، لا يثقفك، في النهاية عندما يكون هناك ثقافة هناك مواقع كثيرة الآن تبتدئ.. يضعوا عليها مثلاً أعمال روائيين كبار مثل نجيب محفوظ أو لا أدري من؟ حسناً أنا عندما أقرأ ثلاثية نجيب محفوظ ألف صفحة على الإنترنت كيف ذلك؟ غير ممكن يعني حتى أنني سأفقد المتعة، سأفقد التلقي، سأفقد قدرة التفاعل، لكن أريد معلومة عن نجيب محفوظ نفسه، يجب أن أحضرها من الإنترنت، سيأتيني بها بأسرع ما يمكن، والاثنان متكاملان، لا يوجد تعارض.
عريف الحفل: الأستاذ عبد الحميد الدرهلي، يقول:
كانت مصر في العهد الملكي تنعم في بحبوحة الفكر الحر، حرية الصحافة، والحرية الفكرية، وإبداء الرأي بشجاعة دون اعتراض، لذا كانت موئل الإبداع والنبوغ الثقافي الناهض. السؤال: ما سبب هذا الانحدار الذي أصاب مصر؟ وهل تسعون مع المثقفين المصريين لإحياء صورة مصر ولإعادتها إلى حيث ما كانت تنعم فيه، أي تموج في الضوء والنور والوهج الباهر؟
 
الدكتور محمد سمير سرحان: يعني حتى أكون أنا عادلاً لا أظلم مصر بعد ثورة 23 يوليو أنا لم أعش العصر الملكي في الحقيقة، وأنا ابن ثورة 23 يوليو وأعتقد أنه لولا ثورة 23 يوليو لما كنت قد تعلمت وأصبحت على ما أنا عليه.
هذا لا ينفي أن هذه الثورة شابها سلبيات كثيرة جداً وكانت لها كثير من الأخطاء الفادحة، وكانت لها كثير من المآسي التي كانت حققت في تصور جيلي أنا الآن كثير من الانتصارات.
الآن بالتحديد نحن لا نستمد شرعيتنا في مصر من ثورة يوليو للأسف وإنما نستمدها من شيء اسمه محاولة إرساء مجتمع التعددية والديمقراطية، وهناك محاولة حقيقية جادة، قد تكون غير ناضجة، قد تكون لم تصل للنضج بعد، قد تكون غير مرضي عنها لدى البعض، قد تكون.. بعضهم يسمونها هامش، حتى يضيقوا منها ويوسعوا منها كما يريدون، هامش الديمقراطية، لكن هناك تجربة ديمقراطية، هناك أحزاب تافهة فعلاً، طبعاً لا أريد أن أتكلم في السياسة كثيراً لكن هناك تجربة ديمقراطية، أنا لست خائفاً من الكلام في السياسة، لكن أنا جزء من نظام وبصفتي موظف.. بصفتي (سعالي).. فأريد أن أقول أن هناك محاولة جادة للرئيس مبادئ ديمقراطية وإعطاء الرأي والرأي الآخر مساحة كبيرة جداً، وبما لا يضر بثوابت المجتمع.. فقط.
عريف الحفل: الدكتور عمر يحيى، يقول: أين وجد الضيف نفسه أكثر في قاعات المحاضرات أم بين كواليس المسرح.. أم بين أحبار الكتب؟! في أيها كان أكثر تأثيراً وتأثراً؟
الدكتور محمد سمير سرحان: كلها دور واحد، ولكن متعدد المستويات، كلها أدوار مختلفة تصب في نهر واحد اسمه الثقافة، والفكر والإبداع، وكل هذه الأمور.
عريف الحفل: الأستاذ بن أحمد الشهري، يقول:
ماذا سيكون عليه مستقبل الثقافة في وطننا العربي الكبير، في ظل أوضاعه الحالية المتعدد؟
الدكتور محمد سمير سرحان: لو ظل هكذا سيكون مستقبل لا نحسد عليه، لكن أنا أريد أن أقول أن هناك دعوة نطلقها هنا من "الاثنينية" لابد أن نتمسك بثوابتنا الثقافية وأن نحارب بها الحرب القادمة في هذا العالم المليء الذي هو عالم من المعلومات أو عصر المعلومات الذي يؤدي إلى خلق عصر المعرفة، بدون دخولنا إلى عصر المعرفة سوف نتخلف عن الغرب وسوف نقع من قطار التقدم.
عريف الحفل: الأستاذ محمد عبد الله الحسون عضو مؤسسة عكاظ للصحافة والنشر يقول:
قرأت في إحصائية عابرة أن عدد الكتب التي تصدر في عالمنا العربي هو 29 كتاباً لكل مليون شخص، بينما ما يصدر في العالم الغربي هو 480 كتاباً لكل مليون شخص، وبصفتك الأب الروحي للكتاب في عالمنا العربي، كيف نستطيع أن نعالج هذه الحقيقة المخجلة؟
 
الدكتور محمد سمير سرحان: نحن حاولنا أن نعالجها بما أشار إليه الصديق الكبير الشيخ عبد المقصود وهو مشروع القراءة للجميع، وهو مكتبة الأسرة، هو مشكلة الكتاب الحقيقة هي مشكلتين: من أجل أن نتكلم فيهم باختصار وبسرعة جداً: مشكلة تأصيل عادة القراءة لدى المواطن منذ نعومة أظفاره، منذ أن يكون طفل، ومن أجل أن يكون بعد ذلك مثل المواطن الغربي يمسك الكتاب في المترو، يمسك بالكتاب بالأتوبيس، ويمسكه وهو في القهوة، ويمسكه وهو على الرصيف، لماذا؟ لأن تأصلت فيه عادة القراءة، عادة القراءة تتأصل عن طريق شيئين: ونحن حاولنا نعملهم: أولاً سن ما قبل المدرسة، الذي هو من ستة شهور إلى أربعة سنين، عملنا مشروع اسمه اقرأ لطفلك، على الأسرة سواء كان أب أو أم أو لو كان الأب والأم أميين وهذا كان عندنا في مصر وفي الدول العربية، يمكن الأخ أو الأخت أن يكرّس من الوقت نصف ساعة كل يوم ليقرأ كتاباً للطفل الصغير، ويقال أن كل الملكات التي يقدر يربيها أصحاب علماء النفس يقولون أن كل الملكات التذوق والإدراك والقدرة على التعرف وعلى الأشياء وعلى المهارات تتكون لدى الطفل في هذا السن، إذا استطعنا نحن أن نغرس لديه عادة القراءة من هذا السن يطلع إنسان قارئاً لا يترك الكتاب، بعد هذا السن لا بد أن أي مجتمع يتيح الكتاب بسهولة لمواطنيه، بمعنى المجتمعات الغربية ماذا فعلت؟ تفتح في كل حي مكتبة عامة، تستطيع أن تقرأ في المكتبة دون أن تدفع مليماً، يكون هناك أحد يرشدك ماذا تقرأ ويعلمك كيف تقرأه، ويحكي لك قصص إذا كنت طفلاً، ويقوم بأنشطة متعلقة بالكتاب والمسابقات، فمكتبة الحي ومكتبة المدينة ومكتبة المحافظة والمكتبات العامة هذه مسألة أساسية في تربية عادة القراءة، ونحن نعمل في مهرجان القراءة للجميع نفتح المكتبات في المدارس وفي مراكز الشباب ومراكز الثقافة، بالصيف ثلاثة أشهر وصلنا إلى سبعة عشر ألف مكتبة، الرقم غير مبالغ فيه رقم حقيقي، وفعلاً تمتلئ هذه المكتبات ناس أسر وأطفال وكل يوم، لأنهم يجدون فيها متعة ويجدوا فيها تجربة، فقط أن تعطيهم فعلاً مادة حقيقية وثرية، بعد ذلك الكتاب مشكلته مع العالم العربي أنه للكبار فقط، لا تستطيع أن تشتريه لا يوجد دخل في العالم العربي ما عدا الأثرياء منا وهذا عدد قليل يستطيع أن يواجه سعر الكتاب اليوم، أنا موظف الحقيقة من أجل أن أعترف لكم مرتبي كبير الحمد لله، لكن لا أستطيع أن أشتري كتاب بثلاثين جنيه، أربعين جنيه وخمسين جنيه وستين جنيه وأربعمائة جنيه لماذا لا أقدر؟ ولكن في أولويات أخرى مثل الأكل والشرب والمدارس والملابس والأطفال وإنترنت، فإذاً رَخِّص سعر الكتاب، هذا الذي حاولنا أن نعمله في مكتبة الأسرة أعطي كتاب جيد المادة، جذاب الشكل، بسعر رخيص، فمثلاً عملنا (حياة محمد) لمحمد حسنين هيكل، كتاب رائع في مادته، عملنا الأول على استحياء خمسين ألف نسخة، وطرحناهم في الأسواق بـ (اثنين) جنيه النسخة، اثنين ريال، خلصوا في عشر دقائق بعد ذلك مائة ألف نسخة، بعد ذلك مائتين.. نزلنا ستمائة ألف نسخة، وينفذ، لماذا؟ لبّيت احتياج لدى القارئ، أعطيته الكتاب بسعر يستطيع أن يواجهه.
نحن في مصر حصل عندنا تجربة غريبة أيضاً حتى من الناحية النفسية أحب أن أحكيها لكم -وأستأذن الشيخ عبد المقصود في الوقت- فأنا مثلاً في الليل أنا وزوجتي أحب أن أرى هذه الكتب تُوزع عند باعة الصحف، فنحن كنا سهرانين في زيارة لأحد أقاربنا وأصحابنا راجعين الساعة الرابعة صباحاً، فوجدت طابور في شارع القصر العيني على بائع من باعة الصحف طابور من الشباب، (فاكرين عندما كنا نفكر زمان في طابور الجمعية أيام الستينيات لما كانوا يشتروا فراخ ولما يوصل آخر واحد تكون الفرخة بيعت، فيذهب من دون فرخة) فوجدنا طابور واقف، نزلت أنا أشتري جرائد وجدتهم شباب ما بين 18-25 سنة وعرفوني الحمد لله الدكتور فلان، (أنا أظهر بالتلفزيون كثيراً فالناس تعرف وجهي، ليس لهم بالكتب هم يحبون التلفزيون)، فلان أنت فلان نعم أنا فلان، طيب ربنا يخليك نحن ندعي لك، أنا أول مرة أحد يدعو لي هكذا من غير أن يعرفني، لماذا تدعون لي؟ قال نحن واقفين نحجز للكتاب الخاص بالغد، يحجزون الساعة الرابعة صباحاً من أجل أن يأخذوا الكتاب الذي سيوزع الساعة الثامنة والنصف، لماذا يدعون لي؟ يقول لك أنا آخذ من والدي في اليوم 2 جنيه، أكثر مصروف الأب ممكن يدفعه في مصر الآن من الطبقة الوسطى 2 جنيه أو 3 جنيه، فيقدر بمنتهى الفخر يقدر أن يدفع جنيه ويشتري به هذه السلعة، أحس بالفخر بأنه يستطيع أن يقتني ويدفع وينزل رجل ويمارس هذا النشاط، فنحن أعطينا هذا الإحساس.
سأقول لكم شيئاً غريباً جداً يمكن هذا المشروع أنا لن أقيمه لا ثقافياً ولا اجتماعياً ولا سياسياً هو مُقَيّم، لكن مثلاً يكفي أن أي بنت كانت في مصر كانت تتزوج في مصر كانوا يحضروا لها إيه؟ كانوا يحضرون لها غرفة نوم وغرفة صالون، ومطبخ، الآن أصبحوا يحضرون لها مكتبة، من أجل أن يوضع فيها كتب مكتبة الأسرة، فعادت المكتبة مرة أخرى جزءاً من أثاث البيت المصري.
عريف الحفل: الحقيقة الأسئلة كثيرة، من الأسئلة وردتنا متشابهة في مضمونها وبين يدي السؤال الأخير الحقيقة، وهو موجه من الأستاذ مصطفى عطار يقول:
ألم تعمل سيادتك على إنشاء فرع للهيئة المصرية للكتاب بجدة مثلاً؟ أعني ألم تعرض هذا الأمر على الجهات المسؤولة في المملكة؟ ولك أصدقاء كثر ومحبون؟
 
الدكتور محمد سمير سرحان: طبعاً أنا يشرفني ويسعدني أن أتولى كتاب الهيئة وغيره، من كتب في السعودية، المسألة تتعلق بإيجاد وكيل للهيئة هنا وإجراءات إدارية، مجرد ما تنتهي أو نجدها على طول ليس هناك أي مشكلة.
الشيخ عبد المقصود خوجه: أحب أن أوضح.. حجبت سؤالين، مع أنه ليس من العادة أن أحجب أي سؤال، سؤال للأستاذ غياث عبد الباقي الشريقي أنا لا أدخل في العقيدة، لأن العقيدة بين الإنسان وربه، فلذلك أرجو أن لا توجه لي أسئلة مثل هذه، فإذا عندك أسئلة كهذه وجهها بينك وبين الشخص المختص ولكن ليست أمام الجموع.
السؤال الثاني: أيضاً يختص بالضيف، الضيف هنا ليكرّم، وليس لغير ذلك فإذا كان هناك أي تصفية حسابات بينه وبين أي شخص فوجه هذا السؤال بين الشخص والضيف، في فندق في غيره في مصر، اركب طائرة لكن ليس في الاثنينية، أما غير ذلك أنا لا أمنع أي سؤال كان مهما كانت تبعاته، فقط بهذه المناسبة أحب أن أوضح من الليلة أرجو أن يكون إذا ما عندكم مانع، لأنه تأتيني أسئلة من صفحتين، والقضية كلها ثلاثة أسطر، دعونا نضع السؤال لا يتجاوز ثلاثة أسطر، وأرجو أن لايغضب صاحب السؤال إذا كان أكثر من ثلاثة أسطر فأنا سأترك الأمر للزميل وهو يحذف، أما أن تأتيني مقالة وفي النتيجة السؤال صغير، فحتى نترك للآخرين مجالاً، وشاكر لكم ومقدر وشاكر للأستاذ محمد سمير سرحان الذي أعطانا هذه الفرصة.
الأستاذ عبد الله مناع مستغرباً، الأستاذ عبد الله مناع يعرف نحن كل أهل المنطقة هنا (محمد) سعيد مع (محمد) علي مع (محمد) كذا (محمد) هذه للتبرك، يعني ليس هناك شيء جديد يا أستاذ عبد الله، أنت غداً ممكن نقول لك الدكتور محمد عبد الله مناع، شكراً لكم جميعاً ومقدر وأتمنى أن نلتقي الأسبوع القادم، وأثقلنا على ضيفنا ولكن له الشكر الجميل والفضل.
الشيخ عبد المقصود خوجه: الأستاذ الحميدان على الساحة من خمسين سنة، وأنا أخشى أن أكثرنا نسوه، ولذلك أرجو من الإعلام أن يركز على هذا الرجل لأنه من أعمدة من كتبوا وشقوا وتعبوا وناضلوا ويستحق منا كل التكريم.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :621  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 53 من 147
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة بديعة كشغري

الأديبة والكاتبة والشاعرة.