شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة سعادة الأستاذ عبد الرحمن المعمر ))
بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
في هذه الليلة يشرفني أن أشارك في الحديث عن رجل يعمل بصمت ويبحث بعمق ويكتب بإدهاش. لا يعشق الأضواء. ولا يركض وراء الشهرة الجوفاء. لهذا لم تصبه كيمياء الحظ بضجيج بلا معنى، وتطبيل بلا غاية ومعارك بلا راية.
هذا الرجل الإنسان لا يعرفه بحق إلا من قرأه بجدية، ودرسه بعناية وتابع ما يطرحه بذكاء. درس العلم الشرعي ووعاه وتناول قضايا الفقه الإداري والفساد الأخلاقي في المجتمع فشخّص الحالة وحدد المفصل وقدم الحل. فمن يملك الشجاعة ويتقدم بجسارة ليعلق الجرس؟
تولى مناصب كثيرة ورأس لجاناً عديدة ونفّذ مشروعات بالمئات وجرت بين يديه ومن خلفه إغواءات وإغراءات، وترددت على مسامعه عبارات استوحش من أكثرها وما عبئ بأكبرها. فلم يعرف عنه (خذ وهات)، وهكذا نفوس الكبار (نظيف الجيب واليد واللسان).
هذا الإنسان الجالس بينكم الآن والذي جئنا إلى هذه الدار نسهم مع صاحبها في تكريمه ونشارك معه في تقديمه لمن لا يعرفونه. له من المزايا والسجايا ما لا أحيط بها خبراً، ولكني أدفع بالقليل الذي أرويه لا الكثير الذي أطويه فبرغم تسلمه وتوليه لأعمال لا تتم إلا بجبال من الأموال، وحشود من الرجال، فقد عرف بغنى النفس والترفع عما يشين وعدم التطلع للآخرين، وهذه خصلة وسجية ما يلقّاها إلا الذين صبروا وما يلاقيها إلا ذو حظ كبير.
عظيم من استولى على الناس كلهم
ولكن من استغنى عن الناس أعظم
 
منذ عرفت الأستاذ الشيخ أو الشيخ الرئيس وأنا أعجب بسيرته في الحياة، وسيره بين المطامع والشهوات والضغوط والتلويحات، ولكن على طريقة مصطفى صادق الرافعي (في النار ولا تحترق).. يا أيها الشيخ الرئيس، إنك تطلب في الناس المثال وتتطلب من الصلصال الإتيان بالمحال، ولك الآن أكثر من ثلث قرن على هذه الحال. فهل وجدت خاتم سليمان؟ هل وجدت الحقيقة، هل وجدت النزاهة.
ما تذكرت جهدك المستديم وجهادك العظيم وإصرارك العجيب على الاستمرار في هذا الطريق السرمدي الطويل والمشوار الرمادي المسرف في ضبابيته... إلا تذكرت قول الشاعر يصف مصلحاً آخر:
وتراه بالإصلاح مغريّ كلما
وجد السبيل إلى صلاح سارا
حتى كأن عليه عهداً للعلا
أن يصلح الأخلاق والأفكارا
 
إنني أهنئك يا سيدي على هذا الموقف الذي اخترته لنفسك وارتضيته لها. صدقاً مع الذات وراحة للضمير وترفعاً عن لهاث الدنيا وغنىً للنفس والوجدان. والله المستعان.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
عريف الحفل: أحيل لاقط الصوت إلى سعادة الأستاذ عبد الرحمن الأنصاري الصحفي والكاتب المعروف.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :778  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 136 من 145
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

عبدالله بلخير

[شاعر الأصالة.. والملاحم العربية والإسلامية: 1995]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج