شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الأستاذ علي بن يوسف الشريف ))
بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، الأستاذ الكبير الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلو، هذه قصيدة كتبتها العام الماضي كنت في الصيف ومعي عائلتي، زوجتي وابني الصغير وكانت أول زيارة لي إلى استنبول، والحقيقة أنني منذ أن وطئت مطار استنبول وهناك مشاعر خفية، وفي اليوم الأول من وصولي وحينما زرت المتاحف والمعالم ازدادت هذه المشاعر، وكنت أسكن في ربوة في "ترابيا" وأمامي البسفور وإحسا الروماني، واشموا ليجان والجسور، مع أنها الزيارة الأولى، لكني حقيقةً أستاذي لقد تأثرت تأثراً عميقاً حينما زرت استنبول وكانت المساجد على امتداد النظر، والجسور، ورقي مشاعر الناس، وهذه القصيدة التي كتبتها أسميتها "من وحي الآستانة" وهي من القصائد القليلة التي كتبتها وأنا أبكي، كتبتها في بلكونة البيت الذي كنت أستأجره في "ترابيا".
سلامٌ على الــدنيا تؤول وتُدبرُ
وتبدي لك الأيامُ ما كنت تحذرُ
ويأتيك رغماً عن أنوفٍ كثيرةٍ
أمورٌ قضاها الله في اللوح تُقدرُ
ومهما بلغــت الحرصَ ممن توده
فلا بدَّ من يوم لِخِلك يــغدرُ
قضى الله ألاّ راحة في حياتنا
بلاءٌ وكربٌ في الحياة ومنظرُ
تزاهى بها الأنظار حتى إذا انبتتْ
تهشمَ ذاك النبتُ فالروض يقفرُ
وما هي إلا لمحةٌ وانصرافها
وما هي إلا نزوة ليس تغفرُ
سيكتب تاريخ الوجود ملاحماً
ويعرك قوماً في رحاه تبطروا
ويُعْلى أناساً كان أخفضَ ذكَرهم
ويخفض قوماً في علاه تجذروا
سلامٌ على دارِ الخلافةِ جهرةً
على مسمعٍ من فاسقٍ يتكبرُ
سلامٌ على صوتِ الأذانِ مجلجلاً
تُرَدِّدُ ذكرَ اللهِ تلكَ المنابرُ
سلامٌ على استنبول ما قال شاعرٌ
وما زُفَّ من معنى جميل وناثرُ
عليكِ أمـان الله يا دوحةَ الهوى
تطيبُ بها نفسٌ وتزهو مشاعرُ
ويا مقصدَ العشاق هذي قصائدي
يسير بها الــحادي فتُهْمِي مشاعرُ
فما أنا إلا شاعر صاغه الهوى
أطوف بليلي مسهد أتذكرُ
جُبِلتُ على حُبِّ المعالي رفيعةً
وما النفسُ إلا حيثُ ما تتخمرُ
لُهفت بهذا العشق منذ يفاعتي
وجئتكِ أسعى شاعراً يتحسرُ
سلامٌ على هذي المآذن في الربى
سـلام على هذي الجسور تواصرُ
سلام على الإسلام أيامَ عزه
يَدُّكُ حصون الكافرين ويعمرُ
سلام على دينِ السمـاحةِ رحمةً
بفضل من المولى يشعُّ ويظَهرُ
وتبقين يا دار الخلافة منبراً
يضيء أوروبا نوره ويذكرُ
تذكرت والذكرى تؤرق شاعراً
وتلقيه في بحرٍ من الهم غامرُ
وإني لأرجو أن يعودَ بريقه
كما كان سيفاً حيدرياً يغامرُ
غداً يعتلي الإسلام ربوةَ عِزّهِ
وتزهو بمجد الفاتحين الحرائرُ
وتورق بعد الجدب كل ربوعنا
ويسمو لنا حالٌ بئيس ومظهرُ
سلامٌ على استنبول رغــم تحررٍ
ورغم الذي يبدو من الخيرِ ظاهرُ
ورغم "التعلمن" سوف تبقين خصبةً
ويورق منك الغصن زهراً ويثمرُ
وتبقيْن يا دار الخلافة نفحةً
تبوحُ عبيراً طيّباً وتعطرُ
وتبقين للإسلام أسمى شهادةٍ
لدين إلى أرقى الحضارة يأمرُ
سلامٌ على استنبول من نفح مكة
ومن طيبةِ الفيحاءِ نورٌ يبشرُ
ومن رحبات القدس جاءتك زفرةٌ
من الأَسْر باتت في سديم تُحَاصَرُ
ومن ألف مليون على دين أحمدٍ
رسائلُ شوقٍ في هواك تسطرُ
لك الحب يـا استنبول يـا دوحـة الهوى
يبوح بها الوجد الحثيث ويمطر
أودعك هذا اليوم والقلب نازفٌ
ودمعيَ ملء العين يجري ويعبرُ
لعليَ بعد اليوم ألقاك مرةً
مكرَّمة في عزةٍ ليس تهدرُ
يظلك الإسلام ديناً وتنجلي
غياهبُ كفر بالمحجة تُدْحرُ
ويقوى بك الصف الذي بات ركنه
ضعيفاً لعلَّ الله يرضى وينصرُ
وداعاً أيا استنبول إني لراحلٌ
ومثلي من العشاقِ يُعفَى ويعذرُ
ولا تعتبي فالشوقُ أمسَى حنينُه
يشق على نفسي ومثلي يكابرُ
أنا الشاعرُ المفجوعُ في زمن الردى
أنا الشاعرُ المكلومُ والجُرحُ غائرُ
متى ترفع الرايات تُشفى سريرتي
وتنزاح آلامي وروحي تبادرُ
وشكراً.
عريف الحفل: شكراً للشاعر الشريف الأستاذ علي بن يوسف الشريف، وجاء الآن دور المداخلات، فلدى فضيلة الشيخ محمد شريعتي السفير والمندوب الدائم لدى منظمة المؤتمر الإسلامـي
مداخلة صغيرة فليتفضل:-
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :566  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 81 من 145
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة بديعة كشغري

الأديبة والكاتبة والشاعرة.