شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة سعادة الدكتور عبد العزيز الصويغ عضو مجلس الشورى ))
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيد المرسلين..
 
أيها الأخوة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. لقد طلبت من سعادة الأخ الشيخ عبد المقصود خوجه أن أقول بعض كلمات في الصديق الأستاذ عابد خزندار، هذه الكلمات أقولها كقارئ ومتابعٍ لما كان يخطه الأديب الكبير بقلمه في نثاره اليومي، بصحيفة (عكاظ)، فلقد شكلت سلسلة مقالاته التي تناول فيها كثيراً من هموم الناس وقضاياهم ظاهرة عكس فيها نبض الشارع، لذا لم يكن غريباً أن يكون تجاوبهم معه بقدر تفاعله معهم، وهناك من يشبه تناوله لقضايا الناس بأنه تناول (بالريموت كنترول) يوجهه عن بُعدٍ، من باريس حيث تحلو له الإقامة، ولكن لعمري أن هذه قدرة لا تتوافر في بعض من يعيشون بين ظهرانيْنا من الكتّاب، فلا يجذب انتباههم مشكلات وقضايا المجتمع، بالقدر الذي يكتبون فيه مشيدين بإنجاز هذا المسؤول أو ذلك ممن يستحقون وممن لا يستحقون.
 
لقد أثبت الأستاذ عابد خزندار المقولة التي كان كثيراً ما يرددها أديبنا المبدع الأستاذ محمد حسين زيدان -رحمه الله- وهي أن يقظة الجريدة لمطلب القارئ هي أساس نجاحها فأي جريدة لا تعبأ بالقارئ فسوف تجد نفسها قارئة نفسها، وأن أي قارئ لا يعبأ بأن يفكر لجريدته فإنه سوف لا يجد نفسه قارئاً ما يفيد، فأديبنا الكبير -رحمه الله- كان يؤمن بأن القراء هم الذين يغيرون ويبدلون ما يُكتب يومياً، أو دورياً فما يعجب القارئ تستمر الجريدة في نشره، وما يرفضه تلغيه، وليس هذا بالشيء القليل، إنه يعطينا الفهم لقيمة الجريدة ومن الفهم لقيمة القارئ.
 
لقد احترم الكاتب الأستاذ عابد خزندار القارئ وتفاعل مع المواطن البسيط فبادله الناس حباً بحبٍ، والناس لا يحبون أو يقدرون حقيقة إلا من كان أهلاً لهذا الحب والتقدير، غير أن مثل هؤلاء الذين يحوزون كل هذا الرصيد الكبير من محبة الناس وتقديرهم لا بد أن يدفعوا ضريبة هذا الحب، يستقطعونها من أوقاتهم وأعصابهم وأحاسيسهم وأحياناً من صحتهم وكيانهم، ولكن النجاح كل النجاح أن يستمر القلم في يدك تكتب الكلمة لا تهدف من ورائها إلا خدمة الآخرين، وكفاءة أن تكتب كل ما تريده وقدرة أن تكتب ما قد لا يريده الآخرون، ومن الخيانة للفكر أن لا تجهر به، وعيبنا كما يقول الأستاذ محمد حسين زيدان أننا كثيراً ما نخضع للمجاملة كما نخضع للخوف، وكثيراً ما تكون المجاملة خوفاً من الخوف وفي هذا ضياع للفكر كأنما الكاتب يحجر على نفسه بما لا حجر عليها فيه.
 
وفي النهاية أقول لأخي وصديقي الأستاذ عابد خزندار نحن في انتظار عودتك لممارسة هوايتك في إمتاعنا بقلمك الشيق مرة أخرى، وأنا شخصياً أنظر إلى فترة توقف الكاتب الكبير حتى لا أقول إيقافه على أن استراحة المحارب يعود بعدها لممارسة إبداعه، وهي عملية أشبهها بصمام الأمان في (قدر الضغط)، فعندما تبلغ الحرارة درجة عالية يقوم هذا الصمام أوتوماتيكياً بإطلاق البخار من القدر حتى لا تشيط (الطبخة) أو يحترق الطعام، وخبراء الإعلام لدينا أو ما نسميهم ظلماً بالرقباء هم صمام الأمان، صمام أمان الكلمة يخافون أن تصل درجة حرارة كلماتنا إلى درجة قد تعرضنا للأذى فيحموننا جزاهم الله خيراً من أنفسنا، حتى لا نصل إلى مرحلة الإحراق أو الشياط.
 
وأختتم أخيراً باقتباس بعض كلمات لأستاذنا الكبير عبد الله بن سليمان الحصين إذ نراه يقول: هذا الكيان الشامخ.. هذه الوحدة التي تحتضن أربعة أخماس الجزيرة العربية لم تقم بالأمان ولم تتلاحق بالأحلام، وإنما قامت بالدماء والدموع والآلام، ولكي نحافظ على وحدة كياننا لا بد أن نحاسب أنفسنا، لا بد أن نهز أنفسنا من الداخل، لنعرف بالضبط أخطاءنا وعيوبنا، والكاتب مناضل ومحارب سلاحه في معركة الحقيقة والباطل كلمة إذا استطاع أن يصل بالكلمة إلى قلب الحقيقة بلا إحراق ولا احتراق، بلا تشهير ولا كذبٍ، قدرة بلا تجنٍّ، وقوة بلا صلفٍ ومرونة بلا ضعف، والكلمة الصادقة يشبهها أستاذنا الحصين بالدواء والكبسولة من العقار، قد تكون كريهة الرائحة قاسية المرارة، لكنها وسيلة من وسائل العلاج، شكراً لكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عريف الحفل: كما هو معروف نتلقى الأسئلة التي ستوجه لسعادة ضيفنا بعد إعطائه الكلمة.
 
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :905  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 60 من 85
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج