شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
حفل التكريم
(( كلمة الافتتاح ))
الكلمة التي افتتح بها سعادة الشيخ عبد المقصود خوجة الحفل:
أحمدك اللهم كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك وأصلي على خير خلقك الهادي الأمين.
الأساتذة الأكارم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته:
يطيب لي أن أرحب باسمكم جميعاً بسعادة الأخ الدكتور محي الدين اللاذقاني الكاتب والشاعر المعروف لدى الجميع الذي تفضل مشكوراً بتكريمنا بالاستجابة لدعوة الاثنينية وليمنحنا فرصة هذا اللقاء الذي تطلعنا إليه بشوق كبير.
ضيفنا أيها الأحبة شاعر وكاتب وقبل ذلك مثقف نعتز بمشاركته وتفاعله مع هموم أمته عبر مؤلفاته الشعرية وكتاباته الصحفية.. ولعلَّ أهم النوافذ التي يطل بها علينا زاويته "طواحين الكلام" في جريدة الشرق الأوسط يومياً، وما أدراك ما هو العمود اليومي، فهو مخاض وأي مخاض لا يعرفه إلا ذوي العلم، إن خيمة الوطن التي يستظل ضيفنا في حله وترحاله جعلت قلمه يرتبط ارتباطاً وثيقاً بتراث وآمال وآلام هذه الأمة، وبالرغم من تواصل إقامته في لندن لسنوات طوال إلا أنه بقي على العهد ممتزجاً بتراب وهموم وطنه العربي الكبير، فتحت ثقافته الواسعة أبوابها على مصارعها ليخرج منها نحو العالم الفسيح لا يجر أثقالاً ولا أوتاداً، كما حرضته على الكتابة في كل موضوع تطرق إليه بسلاسة فائقة فلم يقف قلمه على تخصص تضيق به نفسه التي لا تطيق الأغلال، أو كتابات مستهلكة يقبع تحت مظلتها كل من ليس له همة تؤهله لارتياد آفاق الجديد المثير.
إن العالم يعج بآلاف الصور والمشاكل والأفكار والخواطر التي تستدعي الكتابة حولها ومخاطبة عقل المتلقي والمساهمة في معالجة كثير من المنغصات بإدراك منفتح وروح مرحة، تجرح ولا تدمي، تشير بطرف خفي ولا تخدش الحياء، تتوخى النقد البناء وتعف عن الهدم والمهاترات، إن معرفتي بضيفنا الكريم ربما مثل كثير من الأساتذة الحضور جاءت من خلال كتاباته الناضجة في جريدة الشرق الأوسط وشدني إليه بثقافته الواسعة والمتنوعة وعدم حرصه على الكتابة في الشؤون السياسية والرياضية التي قتلها غيره بحثاً وتغطية ونقداً.. فما كان منه إلا أن أبحر بحرية تامة بين مئات المواضيع الثقافية يتناول من كل بحر قطرة، ومن كل بستان زهرة، فيتحف قراءه، بما يعود عليهم بالمتعة والفائدة.
ضيفنا أيها الأحبة من الذين قد نتفق معهم أو نختلف، ولكنك لا تملك إلا أن تحبه وتحترمه وهو يتعمد أن يعطي القارئ مساحة واسعة للاتفاق أو الاختلاف، فلا يثقل كاهله بالمواعظ ولا يكبله بما يجب وما لا يجب، وما يجوز وما لا يجوز، وغيرها من العبارات التي تؤطر بعض الكتابات، فيجد المتلقي نفسه رهينة كاتب لا يترك له مجالاً للتفكير أو الهروب من قبضته الحديدية فيكون المسكين أمام أمرين أحلاهما مر إما أن يرضخ لتلك الأفكار ويبتلعها مرغماً، أو يطوي الصحيفة بهدوء ويختلف مع الكاتب سراً أو جهراً، لا يهم، ما دام تمسك الكاتب بآرائه قطع أواصر الود ونقاط التلاقي بين الطرفين، ويا لها من معادلة صعبة.
والمتتبع لمقالات ضيفنا يدرك أنها ليست جادة تماماً كلها، وبعضها قد لا يعنيه كثيراً ولكن شطرها الأكبر يلمس أوتاراً مرهفة في جسد الأمة العربية والإسلامية ومن أهمها موضوع المرأة ونظرة العالم الغربي لها كجارية في بلاط الرجل الشرقي الذي لا يعرف غير لغة المتعة وهي لا تفهم غير ذات اللغة، بكل أسف هذه الصورة الباهتة والمغلوطة والمخالفة لكل الوقائع المعاصرة ما زالت تعيش في أذهان بعض النساء والرجال في العالم الإسلامي فضلاً عن العالم الغربي الذي يكرسها ويحافظ عليها، والخروج من هذا المأزق يتطلب بالتأكيد جهوداً حثيثة مدعومة بمراكز ثقافية متخصصة وميزانيات سخية لضخ مزيد من المطبوعات والنشرات والأفلام ووسائل الإعلام التربوي والجماهيري لتخطي هذه العتبة التي تجاوزها الزمن فعلاً، ولكن البعض ما زال يستمرئ ظلالها القاتمة ويحاول أن يعيد التاريخ إلى الوراء ولا شك أن هناك تفاوتاً بين الدول العربية والإسلامية في معالجة هذه المشكلة ذات الأهمية البالغة لأنها تمس نصف المجتمع وربما أكثر لأن المرأة غالباً ما تكون صاحبة القرار الفعلي في معظم الأحيان وترك الرجل يثرثر حول مشكلة الشرق الأوسط وسبل إحلال السلام في نيكاراغوا وجزر الفلبين كما يحلو للبعض منا أن يقول ممازحاً.
وفي تصوري أن ضيفنا الكبير له ما يقوله اليوم تجاه كثير من القضايا الاجتماعية والثقافية وله رؤيته الثاقبة وروحه المرحة التي تؤهله للاستحواذ على أفكار وانتباه محبيه، ومن ناحية أخرى فإنني أعترف بأن مكتبتي قبل دقائق كانت لا تضم عملاً واحداً من أعمال ضيفنا وقد يكون التقصير مني أو من القنوات المسؤولة عن توزيع الكتاب في الوطن العربي وما أكثرها، وهذه واحدة من القضايا الملحة والتي تحتاج إلى وقفة جادة لوجود منفذ لها... قلت قبل دقائق أن مكتبتي لا تضم أي كتاب من مكتبة الأستاذ لأنه تفضل مشكوراً وحمل إلي بعض مؤلفاته فكأن له الفضل ولي الشرف بأن تضم مكتبتي كتب ضيفنا الكريم هذه الأمسية.
ضيفنا من الكرم لأنني متأكد سيتحفنا هذه الليلة بنماذج مما في جعبته شعراً ونثراً ويفتح لنا كوة نطل من خلالها على عالمه السحري الجميل.
أطيب أمنياتي لكم بأمسية ماتعة في رحاب الثقافة والشعر الأدب والنقد متطلعاً إلى لقاء يتجدد إن شاء الله الأسبوع القادم مع الأستاذ الشاعر الإسلامي الكبير مصطفى عكرمة، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بكم للاحتفاء به وبصحبه الكرام، وطابت أمسيتكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :719  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 108 من 139
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة الدكتورة عزيزة بنت عبد العزيز المانع

الأكاديمية والكاتبة والصحافية والأديبة المعروفة.