شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
حفل التكريم
(( كلمة الافتتاح ))
افتتح صاحب الاثنينية الشيخ عبد المقصود خوجة الحفل بهذه الكلمة:
الحمد لله الذي أنزل مع كل داء دواء، وعلَّمنا الكتاب والحكمة، وجعل في القرآن شفاء لما في الصدور.. والصلاة والسلام على خير خلقه، صفيّه وحبيبه، سيدنا محمد وعلى اله وصحبه الطاهرين.
الأحبة الأفاضل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
يسعدني أن أرحب باسمكم جميعاً بضيفنا الكريم الطبيب حسان شمسي باشا، الذي نَسعَدُ بتكريمه من خلال الاثنينية لما قدَّمه ويُقدِّمُهُ من جهود طيبة لإثراء المكتبة العربية بكثير من المؤلفات التي استمعتم إلى سردها قبل قليل.. وقد درجت الاثنينية كما تعلمون على تكريم كثير من المبدعين في مختلف مجالات العطاء الإنساني، ولم يتوقف تواصلها على نخبة من الشعراء والأدباء والمفكرين فحسب، بل تجاوزت كلمة الشكر التي تنبع منها لتصلَ إلى كثير من المبدعين في مجالات الدعوة الإسلامية، والهندسة، والطب، والاقتصاد.. ويأتي تكريم ضيف الأمسية ضمن هذا الإطار الذي لا يُضيِّقُ واسعاً.
يمتاز ضيف أمسيتنا، شأنه في ذلك شأن كثير ممن وقفوا حياتهم لمهنة الطب، باللَّمسات الإنسانية الحانية في معظم معاملاته، وباعتبار أن المهنة تملي على ممارسها التحلِّي بالقيم الجميلة والتمسك بها، ويجب أن يمتد هذا التوجه خلال فترة الدوام الرسمي وما تفترضه تقاليد المهنة، غير أن البعض سرعان ما يتحول إلى إنسان آخر تماماً، فيضع قِناعاً ليرتدي غيره لكل مناسبة وحادث.. ومثل أولئك كُثُر والعياذ بالله، تشاهدونهم في مختلف الناس من حولهم غير آسفين.
أما ضيفنا - ولا أُزكّي على الله أحداً - فقد عرفه أصدقاؤه والمتعاملون معه حتى إذا لم تربطهم به صلة خاصة، محباً للخير، يُظهر ما يُضمر، متفانياً في عمله لأقصى درجة ممكنة، يضع همَّه كله في رعاية مرضاه، والعمل على إسعادهم بشتَّى السُّبُلِ.. كيف لا وهو القائل "الكلمة الطيبة يُلقيها الطبيبُ في وجه مريض بائس صدقةٌ وأي صدقة، وإن استطعت أن ترسم على وجه مريض يائس بسمة أمل، كنت على ثغر من ثغور الإسلام، ولأن تخلص لله عملك فأنت في أعلى مراتب الإيمان".
وبالإضافة إلى ذلك فهو قارئ جيد، يدرك تماماً أهمية الدور الذي يلعبه الكتاب في حياة الأمة وأثره، ولم يكتف بالقراءة والمتابعة فحسب، بل أكرمه الله بفضله فألف عشرات الكتب التي أصبحت تُشكِّلُ قاعدة للمكتبة الطبية المنزلية، وعَمِلَ بصبر وجلد شديدين على تقريب المعاني المعقدة وشرحها بطريقة مُبسطَّةٍ تجعلُ فهمها في متناول معظم الناس - من ربَّة المنزل إلى القارئ العادي الذي يُعنَى بالحصول على المعلومة المجردة دون الدخول في تفاصيل لا تهمه كثيراً.. وأعتقد أنه قد نجح إلى حد كبير في هذه المهمة الصعبة، وصمد في وجه مختلف التحديات التي تقابل نشر كتاب واحد وتوزيعه فضلاً عن نشر وتوزيع ثلاثين كتاباً في مواضيع محددة قد لا تستهوي كل الناس، ولكنها نجحت في أن تدخل أكثر البيوت وتساهم في رفع الوعي الصحي بأسلوب سهل وممتع.
ولا شك أن الروح الأدبية التي يتمتع بها ضيف الأمسية قد منحته زاداً ووقوداً مكَّنه من اجتياز عقبة النص.. ذلك أن كثيراً من الأفكار والمعاني موجود في رؤوس البشر ولكن صياغة تلك الأفكار بأسلوب سلس وتوصيلها للآخرين تتطلب موهبة خاصة تصقُلُها الممارسة والحب للعمل، بالإضافة إلى الإصرار على بلوغ الغاية مهما كان الأمر.. ومرة أخرى أعتقد أن الدكتور حسان شمسي باشا قد تمكّنَ من اختراق هذه العقبة الكبيرة، وكل من قرأ كتبه أو جزء منها سيدرك ذلك ويقدِّرُهُ حقَّ قدرِهِ.
ومن أطرف كتبه "الداء.. والدواء، بين الأطباء.. والأدباء" وقد توغَّل فيه ليربط بين الطب والأدب، منكراً الفصل بينهما أصلاً بقوله: "معاذ الله فما كان الطب والأدب يوماً على خلاف".. وقد جمع في هذا الكتاب العديد من القصائد وعيون الشعر ذات الصلة بموضوعه، فجاء إضافة طيبة للمكتبة العربية.
أشكر ضيفنا الكريم مجدداً على كريم استجابته، مُتمنياً للجميع أمسيةً زاخرةً بالمتعة والفائدة، متطلعاً إلى لقائكم مع ضيف الاثنينية القادم: الصحفي والأديب والشاعر المعروف الدكتور محي الدين اللاذقاني.. فمرحباً بكم للاحتفاء به والإبحار معه من خلال تجربته في عالم الكلمة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :681  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 98 من 139
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

يت الفنانين التشكيليين بجدة

الذي لعب دوراً في خارطة العمل الإبداعي، وشجع كثيراً من المواهب الفنية.