شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة صاحب الاثنينية سعادة الشيخ عبد المقصود خوجه ))
(تلقى نيابة عنه)
بسم اللَّه الرحيم الرحمن
الحمد لله الذي علم بالقلم، علَّم الإنسان ما لم يعلمْ، والصلاةُ والسلامُ على خيرِ مَنْ تَعَلَّمَ وأعلمْ بالله عزَّ وجل، سيدنا وحبيبنا ونبينا محمدٍ، وعلى آله وصحبه أجمعين.
الأحبَّةُ الأكارم:
السلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاته:
أهنئكم في البدء بمواسمِ الخير التي كان ختامَها عيدُ الفِطر المبارك، راجياً المولى عزَّ وجلَّ أن يعيدَه عليكم باليُمنِ والخيرِ والمسرَّات، وعلى الأمةِ الإسلاميةِ وقد التأمتْ جِراحُها وتوحَّدت صفوفُها لتُؤديَ أمانتَها في نشرِ رسالةٍ لن يَخْرُجَ العالمُ مِنْ تخبُّطه بدونِ هديِها الحكيم.
الأخوةُ الأحبة: تنطبقُ على لقاء هذه الأمسية كلمةُ القائلِ: رُبَّ صدفةٍ خيرٌ مِنْ ألفِ ميعاد.. فقد سَعَتْ إثنينيتكم منذ عدةِ سنوات لاستضافة معالي الأستاذ الدكتور بكر بن عبد الله بن بكر، المدير السابق لجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى تونس، كنت أستبقه بالدعوة تلو الأخرى فيسبقني بالأعذار تترى.. وأنا أعلمُ وأقدِّر الخلفيات التي تجعلُه يكرّر الاعتذار، وهو على يقينٍ بحبِّ هذه الاثنينية لشخصه الكريم وتطلّعِ روّادِها الأفاضل للاستزادة من علمه وفضله.
وكما تعلمون، فإن كل واحد منكم يستطيع أن يتلمَّسَ المحطات البارزة، والمنعطفات الرئيسية في حياة معاليه من واقع الأوليات التي تميز بها، وأهلته لتسنّمِ أعلى المناصب العملية والإدارية والتربوية منذ بواكير شبابه.. فهو أول مهندس بترول سعودي في أرامكو، وأول موظف سعودي في كلية البترول، وأول مدير لجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، ولن أتوقف عند كل محطة ومنعطف، فلا أجمل من أن تأتي تلك السياحة المتأنية من المحتفى به لتوسيع مداركنا، وزيادة حصيلة علمنا بمواقفه تُجاه مختلف الصعاب التي واجهها ليشُقَّ طريقَ التفوقِ الدراسي والعملي.
ويمكنكم أيها الأحبة أن تُغمضوا أعينكم للحظات.. وتعودوا بعين الخيال فيما يسمى بالـ FLASH BACK وصعوداً إلى الطائف المأنوس في عام 1379هـ، لنقتربَ من ذلك الشاب الذي تضطرب بين جنبيه نفس ليست كبقية الشباب الذين أكملوا دراستهم الثانوية في تلك البلدة الصغيرة النائمة بهدوء بين أحضان الجبال الشاهقة، لنراه يعقد العزم ليتوجه إلى الولايات المتحدة الأمريكية في تلكَ السنِّ الغضَّةِ، وغيره من أقرانه يظن أن رحلة إلى جدة أو الرياض تعني مغامرةً كبرى.. أي نفس تواقة للمعالي تلك التي كانت تدفعه سعياً ويدفعُها تحدِّياً في تلك السن الغضَّةِ من الشبابِ الطريّ؟ أيُّ طُموحٍ ذاك الذي قفزَ به عبرَ النِجاد والوهاد في وقتٍ كانت الإمكانياتُ المادية على ما تعلمون من تواضع ومحدوديّة؟ ولكنَّ الفؤادَ المتشرِّبَ بالتحدِّي لم يقبل إلا بعبور الأجواء وصولاً إلى العالم الجديد من أجل العلم ولا شيءَ غيره.
وفي تلك السنِّ الخطرةِ، حيث يفكر كثيرون غيرُه، وأكبر منه سناً، فيما يعلمون وما لا يعلمون، وطَّدَ عزمَه الفولاذيَ على غزوِ العلمِ في عُقْرِ داره، ونهلَ منه ما نَهَلَ ليعودَ حامِلاً شهادة البكلاريوس في هندسةِ البترول بعد ثلاث سنوات فقط لا غير.. إنها سيرةٌ تغري بالتأمُّل، وبدايةٌ تشير إلى صراع مستمر بنَهَمٍ لا يعرف الاكتفاءَ مِنْ العلم، وما أشرَفَهُ مِنْ نَهَمٍ، وما أكبرَهُ من تَطلعٍ، وما أنبَلَهُ مِنْ تفكيرٍ هداهُ لجهةِ التخصّصِ التي ينبغي أن يبذُلَ فيها قُصارى جَهده، لتكون ينابيعُ الخير في بلدهِ تحت إشرافِ عيونِ أبناءِ الصحراء، والابتعادُ بها رويداً رويداً عن أصحاب العيون الخضر الذين لم ولن يعنيَهم من أمر البلادِ شيءٌ إذا كان أهلُها نائمين.
وحينَ وضعَ قدميه بصلابة على أرض الواقع العملي، توسعت آفاقُ مداركهِ ليبصر ما لا يُبْصِرُ غيرُه من أقرانه، فكرس مزيداً من الجهد للدراسة بشقيها العلميّ التطبيقيّ والنظريّ، وسار في ذلك الاتجاه إلى نهاية الشوط غير عابئ باللأواء والنَّصَبِ في سبيل خدمة وطنه ومواطنيه.
وفي تصوري أنَّ من أعمِّ المنعطفات التي استحوذت على اهتمام ضيفنا الكبير النقلةُ النوعيَّةُ الهامة في كلية البترول والمعادن وتحويلها إلى جامعة على المستوى العالمي المعروف للجامعات الدولية.. ولا بدَّ من وقفة شكر وثناء وعرفان في سياق هذا الحديث عن علمين كبيرين وطودين بارزين كان لهما أعظم الأثر في هذه النقلة، وهما معالي الشيخ أحمد زكي يماني، ومعالي الأستاذ هشام محيي الدين ناظر، وزيرا البترول والثروة المعدنية الأسبقُ والسابق، فقد كان لهما قصبُ السبقِ والقَدَحُ المُعَلَّىَ في النهوض بهذه الجامعة المتميزة إذ منحاها من جهدهما ما نعرفه جميعاً ولا حاجةَ للدخول في تفاصيله.
أما التحول الأخير في مسار معالي الضيف الكريم إلى السلك الدبلوماسي، ليواصل جهاده في رفع اسم المملكة عالياً في مختلف المحافل الدولية، فيعدُّ دون شكَّ مكسباً للدبلوماسية، وسحباً من رصيد التعليم الجامعي، وبالتأكيد فإن الخبرة التي اكتسبها معاليه من خلال عمله السابق، وعلاقاته الوطيدة بمختلف الفعاليات داخل وخارج المملكة تؤهله للقيام بدور هام في ترسيخ علاقات المملكة مع الدول الشقيقة والصديقة في العالمين العربي والغربي.
الأحبةُ الأفاضل.. أتمنى لكم وقتاً طيباً مع ضيفنا الكبير، وذكرياته الماتعة التي أثقُ تماماً في أنَّها تُشكِّل نبراساً للجيلِ الصاعد يستنيرُ به ويهتدي بخطواته كنموذجٍ للشباب الطموح الذي يستطيع أن يتغلَّب على المصاعب رُغم شُحِّ الإمكانياتِ وعدمِ وضوحِ الرؤية التي تُشَكِّلُ مستقبلَ الشاب في الخمسينياتِ الميلادية.
وكم يسعدني أن نلتقي مجدداً الأسبوع القادم لنحتفي بالصحفي الكبير الأستاذ جهاد بسّام الخازن، رئيس تحرير جريدةِ "الحياة" الذي سيحضُرُ من لندن خصيصاً للالتقاء بكم على ضفاف المحبة، وليلقي الضوء على تجربتهِ الصحفيةِ والأدبيةِ في عالمِ يضجُّ بالمتغيراتِ وتكتنفه الغموضُ والأسرار.
أطيب أمنياتي لكم بقضاء أمسية ماتِعَةٍ بمعِيَّةِ شَذَرَاتِ الذهبِ التي سيُلقِيها علينا عالمُنا الجليل.
والسلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاتُه.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :674  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 78 من 139
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الثالث - ما نشر عن إصداراتها في الصحافة المحلية والعربية (1): 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج