شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

الرئيسية > سلسلة الاثنينية > الجزء الخامس عشر (سلسلة الاثنينية) > حفل تكريم الأستاذ خالد القشطيني (اثنينية - 200) > كلمة افتتاح التكريم لسعادة صاحب الاثنينية الشيخ عبد المقصود خوجه.
 
حفل التكريم
(( كلمة الافتتاح ))
كلمة صاحب الدار العامرة سعادة الشيخ عبد المقصود خوجة.
الحمد لله الذي جمعنا على الحب والود والإخاء.. والصلاة والسلام على خير خلقه وخاتم رسله، حبيبنا وقدوتنا النبي الأمي محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
الأحبة الأفاضل.. أرحب بكم أجمل ترحيب بعد انقطاع طويل فرضته ظروف قاهرة.. وإذ نعود اليوم لهذا الملتقى الذي يزدهي بوجوهكم النيرة، يسعدني أن أرحب باسمكم أجمل ترحيب بالصحفي والكاتب الكبير الأستاذ خالد القشطيني.. وهو غني عن التعريف بما له من مشاركات متواصلة تصب في مجال عزيز علينا وعلى قلوبنا التي أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، بالترويح عنها ساعة بعد ساعة.. ذلك أن عناء الحياة وهمومها اليومية تجعلنا أكثر ما نكون حاجة لترميم قلوبنا مما يعتور طريقها ويتغشاها خلال مسيرة لا يتوقف نبضها على كر الأيام والشهور والسنين.
إن كتابات الأستاذ القشطيني التي نعرف طرفاً منها من خلال عموده اليومي في جريدة "الشرق الأوسط"، تمتاز بالسخرية اللاذعة التي تعتمد على مصدر نادر جداً وهو الرسائل المتبادلة بين الأدباء والشعراء، وغالباً ما تكون هذه الرسائل ذات صبغة شخصية، لذلك يندر أن يطلع عليها أي إنسان دون أن تكون له علاقات صداقة وثيقة بهؤلاء الأساتذة الأفاضل، فهذه الرسائل عادة ما تتسم بالظرف والمعاني الضاحكة الساخرة والدعابة الهادفة و "خفة الدم".. فهي بجانب المتعة الفنية والفكرية الراقية التي تنطوي عليها، تدعوك أيضاً إلى ابتسام خفيف أو عريض قد يتحول أحياناً إلى ضحك خفيف ممزوج بعواطف شتى من السخرية والحزن والمرارة.. وكلها مواضيع تحتوي على جانب كبير من ملاحة التعبيرات ورقتها، ورقي العاطفة وصدقها ودقة التصوير، وسعة آفاق الخيال مع أدب جم امتاز به كُتّاب هذه الرسائل الشعرية التي تفيض بالعذوبة.
وكما تعلمون فإن هذا اللون من الأدب ليس جديداً وإنما نجده كثيراً بين آداب صفوة الشعراء السابقين وعلى رأسهم أبو العلاء المعري الذي إذا نظرنا إلى شعره، بجانب الحكمة والفلسفة والتشاؤم التي امتاز بها، نجده يزخر بهذه اللآلئ التي تمتزج فيها النظرة الإنسانية برقة الإحساس ورهافة العاطفة ونبل المقصد.. وحتى عندما تجنح إلى الهجاء نجده مبطناً بروح الدعابة وعدم قطع وشائج الود والإخاء بين الطرفين.. وقد تفضل الأستاذ القشطيني بجمع نتاج ما كتبه من خلال عموده الموسوم "صباح الخير" في كتاب بعنوان "الشعراء في إخوانياتهم" وقد تشرفت "الاثنينية" بطباعته ضمن سلسلة [كتاب الاثنينية] وسيرى النور قريباً بمشيئة الله.
وللأستاذ القشطيني رأيه الخاص في الكتابة الساخرة حيث يرى أنها تحتاج إلى جو مناسب من القبول لأن التراكمات السياسية التي تعم الساحة العربية قد تجعل من قبول الكتابة الساخرة نوعاً من الترف غير المستحب في كثير من الأحيان نظراً للظروف التي تشعل حساسية الناس تجاه العمل الأدبي الذي يجعل السخرية مجالاً للتنفيس عن النفس وهمومها، وقد عبر ضيفنا الكبير عن ذلك ضمن مقابلة صحفية أجرتها معه مجلة "إقرأ" فـي عددهـا رقـم 1111 وتاريـخ 9/1/1418هـ الموافـق 15/5/1997م.
والكتابة الأدبية باللون الساخر في نظر أديبنا الأستاذ القشطيني تقع في دائرة الموهبة التي تحتاج إلى صقل قبل أن يقدم عليها الكاتب، فليس كل من أمسـك ورقاً وقلماً يستطيع أن يمارس الكتابة الساخرة دون أن ينجو من عقابيلها أو ما يترتب عليها.. وهي فن رفيع وخطير شأنها في ذلك شأن الفنون الأدبية الأخرى.. ولذلك يلاحظ أن عدد الكتاب الساخرين يكاد يكون محدوداً في مجموعة لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة.. بالرغم من العدد الوفير في كتاب الصحف بمختلف تخصصاتهم ونبوغهم في مجالات كتاباتهم، ولكن بمجرد التحول نحو السخرية الأدبية والسياسية يتحول الكاتب إلى مبتدئ في مجال لا يستطيع الإمساك بزمامه إلا عبر ممارسات طويلة شاقة.
إنني سعيد أيها الأحبة بهذا اللقاء الذي يجمعنا بضيفنا الكبير الذي لم يبخل علينا بوقته وجهده، فغادر مدينة الضباب يحدوه حب التعرف إليكم عن كثب، ولنستفيد من محاورته وتبادل الأفكار والآراء معه، واضعين في الاعتبار أن الكاتب الساخر هو في الحقيقة موسوعة أدبية وسياسية بما له من إلمام كامل بمجريات الأحداث المعاصرة وما يحيط بها من تداعيات وخلفيات قد لا تكون متاحة لكل شخص، بالإضافة إلى مساهماته التي تذكر فتشكر في كثير من الصحف الهامة، ومؤلفاته القيمة التي تدل على ثقافة واسعة وإطلاع كبير.. وهو بحكم وجوده في وسط العمل الصحفي يعلم الكثير عن الخفايا والأسرار التي نأمل أن يطلعنا على جانب منها في هذا اللقاء.
ضيف أمسيتنا القادمة سيكون فضيلة الشيخ الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي، عضو هيئة التدريس بجامعة دمشق، وهو من العلماء الأفاضل الذين جاهدوا خير جهاد في سبيل نشر العلم والعمل به، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجمعنا به على الخير وينفعنا بعلمه وفضله.. وإلى لقاء قريب وأنتم بخير لنحتفي جميعاً بفضيلته.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :730  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 55 من 139
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الثالث - ما نشر عن إصداراتها في الصحافة المحلية والعربية (1): 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج